الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يستكمل ألاحفاد جرائم ألاجداد

عزالدين ريكاني

2020 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثار قرار الرئيس التركي أردوغان بإعادة تحويل كنيسة آيا صوفيا لمسجد الكثير من الجدل و ردود ألافعال المتباينة في تركيا و العالم.
حظي القرار بتأييد واسع لدى القومين و الاسلاميين في تركيا ، أما المعارضون فيقولون أن الرئيس التركي يسعى إلى تصوير هذا القرار بمثابة إنجاز لاستمالة الاسلاميين و القوميين في الانتخابات القادمة، كما يؤكد هؤلاء أن القرار يمثل خطوة كبيرة نحو الابتعاد عن هوية تركيا العلمانية ، و يحذرون من التبعات الوخيمة للقرار على علاقات تركيا الدولية.
مناصرو أردوغان من العرب و المسلمين إستقبلوا القرار بحفاوة كبيرة ، فيما يرى منتقدوه أن القرار يجسد أطماعه التوسعية و رغبته في إحياء السلطنة العثمانية.
المسيحيون يعدون القرار إستفزازيا لأن الكاتدرائية تمثل رمزا و مزارا دينيا له مكانة خاصة لدى المسيحيين الأرثودوكس باعتبارها كرسي الكنيسة الأرثوذوكسية لعدة قرون .
و لا شك أن القرار سيعزز خطاب الكراهية الديني ضد المسلمين في الغرب و العالم.
فما هي قصة آيا صوفيا ؟
تعد كاتدرائية آيا صوفيا من معالم الفن المعماري البيزنطي ، و كان الامبراطور قسطنطين الاول قد بناها على أطلال معبد وثني في عام 325 ميلادية ثم قام جوستنيان الاول بإعادة بنائها بين عامي 532-537 ميلادية لتكون أكبر كاتدرائية لا نظير لها في العالم.
في 29 أيار 1453 إقنحمت قوات السلطان العثماني محمد الثاني مدينة القسطنطينية ، عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية ، بعد حصار دام 55 يوماً. و كعادة الغزاة في ذلك الوقت سمح محمد الثاني لقواته بإستباحة المدينة ثلاثة أيام ، وبعد إحتلال المدينة قام السلطان بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد. و بعد إعلان الجمهورية التركية حولها أتاتورك إلى متحف عام 1935 ثم صنفتها منظمة اليونسكو كجزء من التراث العالمي عام 1985.
ألسؤال الذي يتبادر الى الذهن هنا : هل يجيز الإسلام أم يحرّم تحويل دور العبادة لغير المسلمين ، و منها الكنائس، إلى مساجد؟
هناك فريقان يختلف رأيهما في المسألة :
ألاول يقول بأن تحويل دور العبادة لمساجد لا يتفق مع تعاليم الإسلام التي لا تجبر غير المسلمين على الدخول في الإسلام قهرًا ، وتسمح لهم بممارسة طقوس أديانهم في دور عبادتهم، ويترتب على ذلك ضمان سلامة دور العبادة، و تحريم الاعتداء عليها مستشهدين بقوله تعالى:
﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
كما يستشهد هؤلاء برفض الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أن يصلّي في كنسية بيت المقدس بعد فتح المدينة، حتى لا يقتدي المسلمون به من بعده، ويحوّلوا الكنيسة مسجدا.
الفريق الثاني من المتشددين يرى بأن البلاد التي فتحها المسلمُون عنوةً أو بالقوة صارت ملكًا للمسلمين أرضاً وسكاناً ! و يجوز للمسلمين تحويل دور العبادة إلى مساجد ، كما لا يجوز بناء دور عبادة لغير المسلمين و هدم ما أستحدث منها . من الناحية الدينية لم يخالف محمد الفاتح التشريع الإسلامي لإن فتح القسطنطينية تم بالقوة.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا قياساً على رأي الفريق الثاني : إسرائيل إحتلت القدس بالقوة ، ماذا لو حولت المسجد ألاقصى إلى كنيس يهودي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah