الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة فلسفية في زمن الكورونا

اولحسين علي

2020 / 7 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"👈محاولة فلسفية في زمن الكورونا "
يقف الوضع البشري في شتى أبعاده اليوم لحظة قلق وجودي ،يمكن ان نعبر عنها بلغة نملة النبي سليمان " ادخلو مساكنكم" هي لحظة قاهرة تهدد وجوده الكلي"تاريخي،وعلائقي بل وحتى شخصي "فالتهديد صفة ملازمة له، وحتمية تدفعة الى التفكير في سبل الحماية باستمرار ، فما كانت فكرة تجاوز حالة الطبيعة كما نفهم عند فلاسفة التعاقد الاجتماعي، سوى آلية من آليات الحفاظ على الإستمرارية في الوجود وتأسيس فكر المجتمع المؤطر ، ان خروج الانسان من دائرة الهمج إلى حيز النظام والدولة، جعلته يفكر في كيفيات السيطرة على الطبيعة ،فهو كائن طبيعي من جنس الحيوان ،من هنا انبثق السؤال الاول والاهم ، ما اصل الاشياء؟؟؟؟
على امتداد سبعة قرون في ما قبل الميلاد حاول الحكماء السبع الإجابة على هذا السؤال من خلال اعتماد العناصر الاربع التي تشكل اقليم للوجود ،وقد شكلت تلك المحاولات مناسبة لظهور العلوم بصفة عامة، سواء الانسانية او الأخلاقية او الطبيعية وبوجه خاص العلم.
حيث اتخد العلم عند ارسطو اتجاها ماديا بشكل كبير على حساب الميتافيزيقا ، اتجاها ممنهج جعل من الإنسان والطبيعة مجال لبناء العلوم وفق المنطق والعقل ، غايتة ان يكون الانسان سيدا على الطبيعة لا سيدا فيها فقط . التطور السريع للعلوم افضى بينا في عصر ما بعد الحداثة الى بروز قانون رأسمالي، لغته امتلاك وسائل الانتاج كما قال بورديو، قانو متوحشا يطمس القيم التي كان بها الانسان يناشد لتأسيس مجتمع اخلاقي هدفه العيش الكريم، او ما يسميه الفارابي بالمدينة الفاضلة، سواء من خلاصات دينة او اعراف مجتمعية أو انتاجات المفكرين .
السوال الجوهري اليوم هو من يحكم ؟
‌ليس بالضرورة أن يكون دولة وانما قد يكون منظمة أو جهة مختصة أو قوى معينة،إن شئنا قلنا بصيغة اخرى ، من يهدد الوجود البشري ؟ اذ اعتبرنا ان الغاية هي السيطرة بالعلم،و هنا يصبح وسيلة.
ان المستوى العالي من التطور التكنولوجي والعلمي الذي وصل إليها الإنسان ،جعلته قادر على انهاء الحياة البشرية في ظرف وجيز، من خلال "قنابل هيدروجينية" وأسلحة نووية" و"انتاج الأوبئة " ليبقى السوال الاخلاقى هامشي لا محل له امام معظلة اليوم.
ما يضهر للعامة والخاصة من الناس ان القوى المحركة لهذا الوباء " كوفيد 19" لا تستند الا على لغة الأرقام والاقتصاد ، فالمحرك الذي يتحرك "الاقتصاد" يحتاج في اعتقادهم كبش الفداء كي يستقيم اتكائه لجهة معينة ،فهو لا يقبل الجهتين ، ولا تنصفه المنافسة ولا تريحة الدبلوماسية، غايته او هم هي ان يعيش البعض الرفاهية على حساب البعض ....
في الجانب الاخر من العالم المظلم إذا سلمنا بان غياب الأخلاق والقيم ظلام، تجلى الجانب المشرق بالامل في الطبقات الفقيرة والمتوسطة التى عبرت بالفعل الأخلاقي والتضامني على الخير الاسمى في الانسان، وهو طبيعتة الطابعة وليست المطبوعة فيه، فقد دعى خلال هاده الفترة العصيبة بكل ما يؤمن وتضامن بكل ما يملك وساعد بكل ما أوتي، متجاوزا بدلك كل الحدود الدينىة والثقافية واللغوية ، ومتمساكا بمبدأ الانسانية فقط لا غير.
اذا كان هناك ما يستوجب الوقف منا عنده فهو فكرة الخير والشر ، الخير بالنسبة للجميع ، والشر بالنسبة للجميع ،وقد جسد الانسان فكرة الخير الاسمى ،وكانت اشبه بدعوة نتشه نحو الانسان الاعلى " السوبر مان" على خلاف الانسان الادنى عند " علي حرب" ، فالانسان الاعلى هو الانسان محرر من كل اوهام الانانية والسيطرة والانتمائية، هو تجسيد لارادة الحياة من خلال إرادة القوة، لا إرادة الحقيقة ، واردة القوة هي العالم منظورا اليه من الداخل ، اي ان نحافظ على الانسان ونوجه قوته نحو الفعل الخير ، بمعنى آخر كيف نحافظ على الخير الاصيل في الانسان ؟
هذا السؤال يعيدنا الى باب من ابواب الفلسفة الحديثة الذي هو كانط حينما تحدث عن مشروعه الاخلاقى الكبير في كتابه "نقد العقل العملي".
قد لا تكون محاولتنا هده محاولة يسير ، ففي الاخير محاولة مبتدئ ، لكن يبقى السؤال ، هل نحن في حاجة للفلسفة فعلا اماما عالم لا يعترف الا بلغة الاقتصاد؟ هل فعلا تستطيع الفلسفة ان تطرح اشكالات اليوم بمعزل عن الارقام ؟ السنا في حاجة لتفكير في فلسفة جديدة تواكب لغة اليوم ،فهي دائما إجابة سياسية لواقع سياسي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر