الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعني لك الفلسفة؟

رفقة رعد

2020 / 7 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإجابة عن هكذا سؤال تشبه الإجابة عن سؤال ماذا تعني لك الحياة؟ حيث تتعدد الأجوبة بتعدد الأرواح وتجاربها...أليست الفلسفة هي فن العيش! هكذا تعاملت معها بكل حرفية، بالتأكيد بعد ما ادركت وأنا اقرأ كتاب الوجودية لسارتر وبوقت مبكر أني كنت أعيش بطريقة سطحية، وان هناك الكثير من الطبقات في هذا العالم يحتاج إن اغوص بها، وأن انزع عني رداء كل ما عرفته يوماً وتصورت أني تعلمته، فالمعرفة هي أسمى من التعلم، هي ان تعرف من ذاتك من أنت؟ وما عليك فعله؟ حتى تتحول المعرفة الى أسلوب حياة، يقول ميشال اونفري "يجب على الفلسفة ان تعود إلى الشارع وتخرج إلى الناس حيث تنتمي، وحيث كانت تنتمي في العصور القديمة".
اخذت بمرور الوقت اتعامل مع الفلسفة على انها كائن حي يتنفس، ربما يموت في أي لحظة، فكل فلسفة نقرأها حسب عامل الزمن هي كائن ميت، نعيد انعاشه مؤقتاً، فاما ان يستمر في الحياة أو ينتهي ويرحل بغلق صفحات الكتاب.
كذلك لم اتعامل مع الفيلسوف إلا كإنسان، جرب ان يكتب فلسفته ونجح بذلك، إلى ان فهمت ما كان مكتوب على شاهد قبر كركيجارد "هنا فرداً منعزل"، في ان الأنفراد هو اقتناص اللحظة، تثبيت الأنية قدر الإمكان كي نخرج من العدم نحو الوجود، فيكفي ان تستشعر ذاتك وتتحاور معها كي تدرك كيف يكون شكل الوجود الكامل أو الكمال الأسمى.
الفلسفة حب، فإن نحب شيء يعني ان نبوح به كي يتحقق، كي نقول للاخرين اننا كنا هنا، ووصلنا إلى ما يرضي قلقنا المضني اتجاه التفاصيل. الفلسفة هي تراسل ذواتنا المستمر عبر الأثير اذا ما استخدمنا تعابير جبرييل مارسيل، هي تجربته المريرة مع الحب حتى تحول إلى فلسفة.
انا لا اعرف الفلسفة كنص أو قصاصة اكاديمية، أو محاضرة مدرسية، انما عرفتها ككائن حي يعيش معي يحتاج ان اطعمه احياناً، هي صداقة متبادلة طويلة الأمد، وتحتاج إلى الكثير من العناية والتواصل كي تنضج.
الفلسفة فكرة تحوم في رأس احدهم وتشاء الصدف ان يمسك بها، ويقرأها على الحبر فيكتبها. هي حالة استثنائية لمتأمل استطاع ان يروض عقله ويستبقي عليه في حالة انبهار، تحفظ له شبابه الدائم، أو الاصح وجودهِ الدائم.
فإن يكون المرء فيلسوف، يعني ان يكون ذاك الطائر الغريب، الذي لا عش له ولا يهاجر لمكان، هو من يراقب فقط، أو هو الـ كل شيء، أو هو من لا يملك شيء ولا يتملكه شيء" كما يقول احد الصوفية. فيتفلسف إلى ان يصل إلى اللُب، القاع كي يستريح، حينها فقط سيجد غنى تلك اللحظة، والتي ادركها البير كامو فيقول "أنني حاضر. وما يذهلني في هذه الهنيهة أنني لا استطيع ان اذهب إلى ابعد من ذلك. مثل رجل محكوم بالسجن المؤبد- وكل شيء حاضر امامه. لكن ايضاُ مثل رجل يعرف ان الغد سيكون مشابهاً وكذلك سائر الأيام. ذلك ان وعي الإنسان حاضره، معناه إلا يعود ينتظر شيئاً".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو