الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمدي نجاد والرياضة

عادل الخياط

2006 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا ذم على وسائل الإعلام بتهويلها للوقائع , ومهما تكن طبيعة تلك الوقائع : رياضية , ثقافية , مجتمعية , فنية , .. وغيرها .. وفي ذات الوقت كذلك لا ذم على السياسيين الذين يستغلون تلك الوقائع لإبراز عضلات بلدانهم , - مع إستثناء الدول الغير منضوية تحت لواء الدكتاتورية لأنهم بالفعل يعبرون عن مشاعر بريئة في الحماس المتوقد لفرق بلدانهم حين تحقق فوزا ما في أي مجال من تلك المجالات .

في الطرف الآخر الفوز يعني شيئا آخر , والشيء الآخر هو أن هذا البلد قد بلغ القمة في هذا المجال وذاك نتيجة الرعاية الحميمية من جانب الحكومة الفلانية العلانية - القومية , الإسلامية , الملكية , الأميرية .. الخ , الراعية لجميع جوانب الحياة في تلك الكارتونيات .

لنعرض بعض الأمثلة : في إحدى بطولات كأس العالم - أعتقد في بطولة 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة . قبل ذلك المونديال إلتقى الملك (فهد العاهل السعودي) , إلتقى بالفريق السعودي وقال لهم مامعناه أنه يتمنى أن يحرز الفريق السعودي الكأس العالمية , وقد برر ذلك التمني أنه لافرق بينكم وبين بقية الفرق فأنتم بشر وهُمْ بشر , فلماذا لا تحرزوا هذا الكأس !! ... هنا لا لوم على الملك , فهو باالتأكيد لا يفقه بالضبط ماذا يعني أن يفوز فريقا في البطولة , أو ماذا تعني كرة القدم بالذات , لأنه يرى الكرة نفس الكرة والبشر نفس البشر وهم يتقاذفونها من هنا ومن هناك !! لكن في ذات الوقت تراه قد تفوه بذلك من منطلق ثراء المملكة التي تنفق على فريقها الكثير , إذن فلا بد وأن يأتي هذا الإنفاق بنتيجة كبيرة , ولا يدري أن دولة أفريقية فقيرة ما تنتج لاعبين كبار يلعبون في أكبر الأندية العالمية !
المثال الآخر هو خسارة فريق العراق في جميع مبارياته في مونديال 1986 أمام المكسيك وبلجيكا وبورغواي . بعد تلك الخسارات وفي بغداد عقد ( عدي صدام حسين ) مع الفريق الخاسر جلسة عرضها تلفزيون بغداد , عن أسباب الخسارات . حاول اللاعبون ومنهم على ما أذكر حامي الهدف ( رعد حمودي ) إعطاء مُبررات لتك الخسارات , منها : أن المدرب قد خطأ بجدية عندما لم يشرك اهم لاعب في خط الوسط - أعتقد شاكر محمود , . ... كذلك أشاروا أنهم كانوا يشعرون بفارق كبير بينهم وبين لاعبين من أمثال ( زيكو و سقراط وبقية اللاعبين من الدول ذوات التطور الكروي ) .. حينها قال (عُدي) : لكننا لعبنا في بغداد أو في ملعب الشعب أمام زيكو وسقراط ." .. طبعا هو يعني عندما دعى المنتخب العراقي قبل المونديال فريق - فلامنكو البرازيلي - الذي يلعب له - زيكو وسقراط - والحائز على بطولة الأندية العالمية أبان ذاك , والذي إنتهت المباراة معه على ما أذكر بفوزه بهدفين لهدف واحد , أو بتعادل واحد واحد , على أي حال فقد أعتبر ذلك تطورا كبيرا أن يتعادل منتخب العراق أمام هذا الفريق المثالي أو يخسر بفارق هدف واحد فقط .. لكن المعضلة الكُبرى التي لم يفهمها (عُدي) سابقا , و (نجاد) لاحقا أن القضية ليست تخصيب يورانيوم وشراء عُلماء ذرة بمئات المليارات وهتافات بحياة الفقيه الفلاني والقائد العلاني , القضية إن عُقد البيرقراطية والعرف الديني والإجتماعي قد تخطت في إنحداراتها قبلية أفريقيا وفقرها !! لكن سماسرة الذرة واليورانيوم - نجاد وعدي وخامنئي وصدام - سوف يقولون لنا : إننا سوف نفوز أونتقدم إلى مراحل متقدمة في هذا أو ذاك المونديال , فليس من العقل والمنطق أن يبلغ تلك المراحل أصحاب الشعر الطويل وأقراط الآذان من أمثال ( بلاتيني , وزيكو , وباجيو , وكامبس , ورونالدينيو .. وغيرهم من مشاهر الكرة العالمية ) لأن الفوز أو التقدم يأتي غريزيا من الإيمان بالقيم العظيمة لعروبيتنا أو إسلاميتنا وليس بشعر - رونالدينيو المُحلق فوق ملاعب كرة القدم العالمية ... ولذلك ترى - أحمدي نجاد - قد حرَمَّ الشعر الطويل على اللاعبين الإيرانيين , وهو ما ولد لديهم عُقداً نفسية تفتقت عنها خساراتهم المتوالية في تلك البطولة العالمية الحالية , زادها إضراما وضراوة ندامته - ندامة هذا الأحمدي - على السماح للمرأة الإيرانية بدخول مُدرجات الملاعب والمشاركة في تشجيع الفرق الإيرانية , الندامة التي تأتت من توبيخ الخنزير أو الفقيه الأعلى - خامنئي - له على ذلك القرار !! ولذلك فإن ملحوظته أو أمنيته للفريق الإيراني بالقدوم إلى ألمانيا لتشجيعهم لو بلغو الدور الآخر - تلك الملحوظة لم تحظ لا بإحترام اللاعب الإيراني ولا المواطن الإيراني, لأنهم ببساطة على بينة مطلقة أن ملالي إيران ولو إنقلبت الدنيا لا يمكن أن يحترموا الرياضة والرياضيين في زمن الرياضة العمائمية !! ومن المؤكد أن هذا اللاعب أوالمواطن الإيراني قد عقب بسخرية على قرار الحكومة النجادية بفصل رئيس إتحاد الكرة الإيراني - محمد دادكان - نتيجة هزائم المونديال الأخير , قد عقبوا بالقول : يعني يا شيخ نجاد هي المشكلة في رئيس إتحاد الكرة , أم العلة في عمائمكم ولحاكم المفعمة بكل فايروسات الكون!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال