الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كردستان كانت وما زالت مستعبدة!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 7 / 23
القضية الكردية


كردستان محتلة أم ملحقة أم “مستعمرة دولية”، كما وصفها الباحث الاجتماعي التركي؛ إسماعيل بيشكجي.. أم هناك توصيف آخر يمكن أن يكون أكثر دقة في التعبير عن واقع شعبنا وجغرافيتنا -أو تلك الجغرافيا التي يفترض إنها وطن لشعب وتسمى كردستان- للأسف ورغم كل هذه السنوات من العمل السياسي الوطني الكردستاني، ما زالت أحزابنا غير متفقة على تعريف بخصوص مجمل قضاياه ومنها قضية الجغرافيا السياسية وواقعها وحالتها حيث نجد تعدد في المصطلحات والتوصيفات، كما رأينا بين الاحتلال والالحاق، بل وهناك من يطلق توصيفات أخرى مثل “المناطق ذات الغالبية الكردية”.. طبعاً لا أدعي بأنني في هذا البوست القصير سوف أحسم الموضوع و”آتي بالذئب من ذيله”، لكنني أعتقد بأن واقع كردستان الجيوسياسي والسوسيوثقافي لا يرقى حتى إلى درجة الاحتلال والاستعمار -حتى وإن كان دولي كما وصفها بيشكجي- بل هو أدنى وأبشع من ذلك بكثير وقد أطلقت عليه في أكثر من مرة؛ بأنها حالة استعباد وليس استعمار أو احتلال وقد عنونت أحد كتبي بذلك حينما وضعت عنواناً تساؤلياً عليه وقلت؛ “كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية”.

نعم أعتقد بأن واقع شعبنا هو واقع من وقع تحت حالة العبودية والاستعباد وبقناعتي إن من يتابع واقع شعبنا مع (الاحتلالات) -بالأحرى الاستعبادات وهي الأدق كما قلت- سيتأكد بأن كردستان بحق مستعبدة وليست محتلة أو مستعمرة، طبعاً هذا الشعور كان يراودني دائماً وبالأخص أثناء الملاحقة والاعتقالات الأمنية حيث الفرق بيني ككردي (سوري) والآخر زميلي العربي المعتقل كان في هذا التفصيل حيث كان هذا الأخير يحاكم في بلده ووطنه كمعارض سياسي، بينما أنا كنت أشعر بيني وبين نفسي على الأقل؛ بأنني أحاكم من كيان ونظام وبلد (معادي) ليس فقط سياسياً، بل ثقافياً حضارياً يريد أن يلغي وجودي تماماً، ليس كشخص وإنما كوجود مكون سوسيوثقافي ولذلك كان الاضطهاد والقمع مركباً في حالتنا ككرد حيث الاختلاف أو الخلاف السياسي مع نظام حكم مستبد مضافاً إليه اغتراب ثقافي يعمل على إلغاء الوجود، بل قهر وإذلال وذلك إمعاناً في التنكيل الذي كان يشعرنا ككرد بحالة تتجاوز حتى مفهوم العداء وصولاً لحالة الاستعباد التام.

وهكذا فإن تلك المحاكمات لنا او بالأحرى الإدانات والإذلالات من قبل كائن غريب يحاكمنا في أقبيته وزنازينه ليس فقط لصراع على مفاهيم وكيانات سياسية وطنية ونظام حكم ما أو أيديولوجية ما -كما مع “زميلي” المعارض العربي- حيث هنا الاختلاف في الدور الوظيفي لكائن سياسي يسمى بالوطن ونظام حكمه وإدارته في حين كان الكردي يحارب لأسباب ودوافع أبعد وجودياً حضارياً إلى درجة إلغاء هويتنا وكينونتنا ثقافياً وجغرافياً وذلك من خلال التذويب في الآخر وفي حالة قريبة من حالة إلغاء شخصية العبد الذليل لتكون ظلاً باهتاً لشخصية السيد وصولاً لحالة اللاظل والإلغاء التام لك .. ولذلك فأعتقد مجدداً؛ بأن التوصيف الأدق لواقع كردستان هو الاستعباد وليس شيئاً آخراً! ولكن السؤال الأهم ليس فقط في ذاك الذي يتمحور حول التعريف بحالة كردستان وهل هي مستعبدة أم مستعمرة، بل في تحقيق الحرية؛ أي هل سيكون بمقدور الدولة الوطنية السورية تحريري كردياً من ذاك الواقع الاستعبادي الذي عانينا منه على مدى عقود وسنوات في ظل نظام سياسي أمني بعثي عروبي؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي


.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية




.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي