الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الثامنة والستون لقيام ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م.

سعيد جميل تمراز

2020 / 7 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


• إن الثورة، أي ثورة تقاس بمدى ما تحدثه من تغير كمي وكيفي في لحظة تاريخية محددة، والثورة في المقام الأول تعني إعادة توزيع الثروة والسلطة بين أفراد وفئات الشعب، لذلك، هناك دائماً خاسرون وفائزون، وهناك منتفعون ومتضررون.
• ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م، والتي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ربما كانت أهم حدث وقع في مصر والوطن العربي في القرن العشرين، ورغماً من مرور (68) عاماً على قيام الثورة، إلا أن الشعوب العربية مازالت تحمل كل هذا الحب والوفاء للثورة ولقائدها العظيم جمال عبد الناصر، فقد كان عبد الناصر الابن البار للجماهير العربية، وكان المعبر عن آمالها وآلامها.
• لقد كانت ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م، استجابة طبيعية لوجود أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية في داخل مصر، فقد فشل النظام الملكي الحاكم في مواجهة المشكلات الوطنية والاجتماعية، وهما الاستقلال والعدالة الاجتماعية، وكانت اخفاقات النظام المتتالية المسألتين خلال الفترة من 1923 إلى 1952م، مروراً بتعطيل الدستور، ومهادنة الاحتلال البريطاني في مصر، وإطلاق يد كبار الملاك في النهب والاستغلال، وهزيمة الجيش المصري في حرب عام 1948م، والفشل في إجلاء قوات الاحتلال البريطاني عن منطقة القناة، والعبث بالحريات العامة، وازدياد حدة البطالة والتضخم، وانتشار الفساد، لقد كانت تلك الاخفاقات في مجملها هي التي وضعت النظام الملكي الحاكم في مأزق أزمته التاريخية الحادة، والتي جعلت من الثورة حتمية تاريخية كاستجابة ضرورية لتك الأزمة.
• لقد أعادت ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م، لمصر دورها التاريخي في قيادة الأمة، انطلاقا من شخصيتها وموقعها الريادي في الحياة العربية.
تحل اليوم الخميس 23 يوليو (تموز) 2020م، الذكرى السنوية الثامنة والستون لقيام ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م، وقد بدأت الثورة بقادة تنظيم الضباط الأحرار الذى ضم طليعة من شباب ضباط الجيش المصري بزعامة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقوبلت باستجابة شعبية عارمة، وتحولت إلى ثورة شاملة عبر مجموعة من الإجراءات بدأت بالإصلاح الزراعي، ثم التخلص من النظام الملكي الفاسد، وجاءت بالنظام الجمهوري الذي اهتم بتحقيق مطالب واحتياجات الشعب اليومية، وتحقيق جلاء قوات الاحتلال البريطاني بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال، وإرساء دعائم الاستقلال، وتطبيق الإصلاح الزراعي، وتقوية الجيش، وتسليحه وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي.
مقدمات الثورة:
شهدت مصر بعد نهاية حرب عام 1948م، عدة أحداث سياسية أبرزها دخول الحكومة المصرية بزعامة حزب الوفد المصري في جولة جديدة من المفاوضات مع بريطانيا لحل المسألة الوطنية التي تتكون من هدفين، هما: جلاء القوات البريطانية عن مصر، ووحدة مصر مع السودان، وقد فشلت تلك المفاوضات بسبب محاولة بريطانيا ربط الجلاء عن مصر، بالتصالح مع "إسرائيل".
كما شهدت مصر في الأعوام (1950-1952م)، هبة شعبية ثورية اقترن فيها النضال السياسي بالكفاح المسلح في منطقة القناة، واتسمت بالضخمة وبصعود مستمر في الاصطدامات، مما أدى إلى قيام الحكومة المصرية بإلغاء المعاهدة المصرية – البريطانية في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 1951م، كما اضطرت إلى إعلان رفضها للمقترحات بإنشاء "قيادة الشرق الأوسط"، التي قدمتها الدول الأربع (بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا)، وتدعو إلى قبول مصر بالاشتراك في حلف دفاعي مشترك مع الدول الأربع، وأن تحمي قناة السويس قوات دولية مكونة من مصر واستراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا، وشكل إلغاء اتفاقية 1936م، بداية مرحلة جديدة من مراحل الكفاح الوطني، وكانت أيضاً الفرصة سانحة لتوحيد الصفوف وجمع وإزالة أسباب الفرقة والانقسام بين الأحزاب والتيارات السياسية المصرية.
وكذلك اندلاع حريق القاهرة في 26 كانون الثاني (يناير) 1952م، الذي أدى إلى إعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء مصر، وتعيين مصطفى النحاس حاكمًا عسكريًا، وتقرر وقف الدراسة في الجامعات وجميع المعاهد والمدارس إلى أجل غير مسمى.
كما شهدت مصر حالة من عدم استقرار الحكم، اتسمت بتوالي الوزارات، حيث تعاقبت على مصر من 27 يناير سنة 1952 إلى 22 يوليه سنة 1952 وزارات من المستقلين يصح أن تسمى "وزارات الموظفين"، فرؤساؤها لا علاقة لهم بالأحزاب، وكانوا أصلاً من كبار الموظفين، وأعضاؤها (في الجملة) من الموظفين لا من رجال السياسة، وتلك الوزارات قد فُرضت على مصر فرضًا، لأن البلاد كانت تريد وزراء لهم برامج سياسية معروفة، أو ماض في الجهاد تعرف منه صلة صاحبة بميول الشعب وما ينشده من أهداف سياسية واقتصاديه واجتماعية. كان الشعب يريد وزراء تتجاوب آراؤهم ومناهجهم مع حاجات الشعب ومطالبه، لا موظفين كل ماضيهم أنهم كانوا ينفذون أوامر رؤسائهم، على اختلاف اتجاهاتهم، وعلى تناقضها في أغلب الشؤون.
كما شهدت مصر، فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرف الحكم في مصر، والعبث بالدستور، وامتهان إرادة الشعب المصري، حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته، أصبح الخونة والمرتشون يجدون في ظل النظام الملكي الحاكم، الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير، فأثرى من أثرى، وفجر من فجر، وكيف لا والناس على دين ملوكهم.
وكانت الحالة الاقتصادية والاجتماعية في أوائل عام 1952م، سيئة جداً، وكانت مصر تعد من البلاد المتخلفة اقتصادياً، وكان من مظاهر التخلف ظهور العجز في ميزانها التجاري، ومعنى ذلك أنها تستورد من الخارج أكثر مما تصدر إليه، وكانت زيادة الواردات على الصادرات بمثابة دين عليها للدول الأجنبية، وكان لك بسبب سيطرة الاستعمار البريطاني والنفوذ الأجنبي عامة على حالة البلاد الاقتصادية والمالية، وكانت الغالبية العظمى من الشعب تشكو الفقر، وأبرز مظاهره انخفاض مستوى المعيشة بين الأهلين إذا قيس بمستوى البلاد الأخرى، وقد قصر نظام الحكم عن توفير ما كان تحتاج إليه البلاد من زيادة ثروتها القومية، ومواجهة الزيادة المطردة في عدد السكان، وافتقار البلاد إلى آفاق جديدة تزيد من الإنتاج القومي ومن دخل الأفراد، وكانت الحالة الاجتماعية تدعو أيضاً إلى الثورة، وأهم مظاهرها فقدان العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب، مما يحفز النفوس إلى الانتقاض والثورة، والعمل على تحرير البلاد من عومل الفقر التي كانت تتراءى فيها.
كان لكل تلك العوامل تأثير كبير على الجيش، أدت في النهاية إلى قيام ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م.
أهداف الثورة:
تعتبر ثورة 23 تموز (يوليو)، ثورة على الأوضاع الاستعمارية وفساد الحكم، وهي ثورة تحريرية قامت لتحقيق الجلاء وتحرير مصر من رقبة الاستعمار، ولتطهير أداة الحكم فيها من الفساد، وكان أول هدف لها منذ قيامها بل قبل قيامها هو خلع الملك فاروق عن العرش، إذ كان أكبر معقل للفساد، كما كان في الوقت نفسه متعاونا مع الاحتلال، فالاحتلال والاستعمار، ومساوئ حكم فاروق، كانت البواعث السياسية على الثورة.
وتراوحت شعارات وأهداف الثورة بين القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة، والقضاء على الإقطاع، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، وإرساء العدالة الاجتماعية، وإقامة الحياة الديمقراطية السليمة، ورفع مستوى المعيشة، وزيادة الإنتاج، وإقامة جيش وطني قوي يتولى الدفاع عن مصر والأمة العربية، وجاءت بمجملها متناغمة مع أحلام وحاجات المواطنين المصريين والعرب، لأنهم كانوا ما يزالون تحت وطأة الهزيمة العربية الكبرى التي تمثلت بنكبة فلسطين 1948م، وتحت وطأة الإفرازات والإرهاصات التي نجمت عنها.
انجازات الثورة:
لقد كانت ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م، ثورة مصرية خالصة سواء من حيث الدوافع أو الأهداف، ولكن سياسة عبد الناصر العربية شهدت تغيير من خلال سعيه لتحقيق استقلال مصر وتنميتها، وحدث الالتقاء مع الوطن العربي من أجل تفجير الطاقات القومية الباحثة عن استقلال الوطن العربي وتنميته، وأدى رفض عبد الناصر لسياسة الأحلاف العسكرية الغربية إلى طرح بديل للدفاع عن المنطقة العربية من خلال تطبيق وتقوية وتدعيم اتفاقية الدفاع العربي المشترك عام 1950م، وبالتالي انتهج سياسة لدعم حركات التحرر في الوطن العربي، واعتبر أن التضامن العربي خير وسيلة لمواجهة الخطر الصهيوني، فقام بتوقيع سلسلة من المعاهدات الثنائية للدفاع المشترك، وقد انتهجت إسرائيل سياسة معادية لتلك التغيرات، وسعت إلى إضعاف مصر، وإجهاض أي محاولة للتنمية فيها، وإفشال تجربتها الثورية وعدم تمكينها من بناء استقلالها الوطني.
وبعد قيام الثورة، كانت المشكلة الأولى التي اهتمت بها القيادة المصرية بزعامة جمال عبد الناصر هي إجلاء جلاء قوات الاحتلال البريطاني عن منطقة قناة السويس، وإزالة القواعد العسكرية البريطانية، وقد باشرت مصر بإجراء المفاوضات مع بريطانيا بشأن الجلاء عن قناة السويس وتصفية القواعد والمنشآت العسكرية البريطانية.
وسعت "إسرائيل" إلى إفشال المفاوضات، والحيلولة دون تحقيق إمكانية نجاحها، وأصرت على ضرورة أن تقدم مصر تنازلاً مقابل الجلاء البريطاني، ورأت أن من حقها أن تخرج ببعض المزايا من تلك المفاوضات بالضغط على مصر كي توافق على السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور في قناة السويس، وحاولت استغلال تلك المفاوضات، ورفعت مذكرة إلى الحكومة البريطانية بواسطة السفير الإسرائيلي في لندن عام 1953م، طالبت أن يرد نص في المعاهدة المقترحة بين مصر وبريطانيا، يتضمن تعهد مصر باحترام حق إسرائيل في المرور في قناة السويس وخليج العقبة، إلا أن مصر رفضت ذلك، كما رغبت في أن تكون تلك المعاهدة مشروطةً بعقد صلح مع إسرائيل، وألا يتم الجلاء إلا في إطار ربط مصر بمخططات الدفاع الغربية، حيث رأت إسرائيل ذلك الربط أهم عنصر للحفاظ على أمنها.
لم تنجح "إسرائيل" في إفشال المفاوضات، وتم التوقيع على اتفاقية الجلاء بين مصر وبريطانيا يوم 27 تموز (يوليو) 1954م، وفي يوم 13 حزيران (يونيو) 1956م، تم جلاء آخر فصيلة من القوات البريطانية عن أرض مصر، وتحقق الجلاء الكامل بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال البريطاني لمصر، وسبب نجاح المفاوضات انزعاجاً كبيراً لإسرائيل، ورأت في جلاء القوات البريطانية خطراً كبراً عليها، لأنه سيتم إلغاء الحاجز الواقي، الذي تمثله القوات البريطانية الموجودة على طول القناة بين إسرائيل والقوات المصرية، لذلك سعت إسرائيل إلى عدم إعطاء الفرصة لعبد الناصر لتحقيق استقلال مصر السياسي، والانطلاق نحو التنمية الاقتصادية.
كما سعى الرئيس المصري الحصول على السلاح من الدول الغربية بعد الغارة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 28 شباط (فبراير) 1955م، وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى، وأمام رفض الولايات المتحدة تزويد عبد الناصر بالسلاح للدفاع عن مصر، لجأ إلى الاتحاد السوفياتي للحصول على السلاح، ورحب الاتحاد السوفياتي بالطلب المصري صفقة الأسلحة التشيكية، وأعد مشروع الاتفاقية بين القاهرة وموسكو، ووقعت في 27 أيلول (سبتمبر) 1955م، وبلغت قيمتها 250 مليون دولار، وهي عبارة عن: (طائرات ميج, وطائرات قاذفة من نوع يوشن, دبابات ستالين, ومدافع, وغواصات ومدمرات سكوري, وطوربيدات, وكاسحات ألغام وسفن إنزال)، وتقرر أن تنسب الصفقة إلى تشيكوسلوڤاكيا حتى لا تكون صفقة مباشرة مع الاتحاد السوفياتي
وكان الحدث الأكبر في تلك الفترة، هو إعلان الرئيس المصري عبد الناصر في 26 تموز (يوليو) 1956م، تأميم قناة السويس التي كانت تمتلك أسهمها شركات بريطانية وفرنسية، ولم يكن ذلك الإجراء عفوياً، إنما جاء رداً على قرار الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا بإلغاء تمويل مشروع بناء السد العالي.
من جانب آخر، استطاعت التجربة الثورية الناصرية أن تفرض ذاتها على الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج من خلال طرحها مشروعا نهضوياً قومياً عربياً حقيقياً، لطالما حلمت به هذه الجماهير وأحست بحاجتها الماسة إليه، وقد خاضت الثورة عبر قائدها معركة الإنسان في الوطن العربي والإسلامي، بل والعالم الثالث برمته من أجل تحريره من براثن الاستعمار، والانطلاق نحو التنمية والنهضة والقرار الوطني المستقل، لأنه أدرك باكرا أن حاجات المواطن المادية تتساوى مع حاجاته الروحية والمعنوية وأن العمل على الأرض يجب أن يترافق مع الشعارات السياسية المرفوعة"، كما تواصلت جهود عبد الناصر مند قيام الثورة من أجل تحرير إفريقيا، وتوحيد كلمتها حتى تحقق أكبر إنجاز إفريقي في يوم 25 مايو 1963م، يوم صدور ميثاق "منظمة الوحدة الإفريقية".
الانجازات السياسية:
• إزاحة الطبقة العليا القديمة من كل مراكزها التقليدية في النظام السياسي والاقتصادي.
• إبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954م، والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي بريطاني عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956م.
• تأميم قناة السويس عام 1956م، وإنشاء السد العالي على نهر النيل.
• مقاومة العدوان الثلاثي والذي يضم قوى عظمى.
• تحقيق الوحدة بين مصر وسوريا (1958-1961م).
• مصر كانت الدولة الرائدة في افريقيا وعربيا إقليمياً، فقد ساعد الجزائر في التحرر من الاستعمار، وساعد اغلب دول افريقيا في التحرر من الاستعمار، وساهم في تأسس منظمة عدم الانحياز مع تيتو وسوكارنو ونهرو، كما ساهم في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي عام 1969م.
الانجازات الاقتصادية:
• القيام بالثورة الصناعية المصرية، وإدخال مصر معركة التصنيع، حيث أنشأت مصر أكبر قاعدة صناعية في العالم الثالث حيث بلغت عدد المصانع التي أنشأت في عهد عبد الناصر 1200 مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية واستراتيجية.
• إقامة الصناعة الحربية.
• بناء السد العالي وحماية مصر من خطر الفيضانات واستخدامه في توليد الطاقة الكهربية، واستطاع الاقتصاد المصري أن يتحمل تكاليف إتمام بناء المشروع وقد اختارته الأمم المتحدة عام 2000م، كأعظم مشروع هندسي وتنموي في القرن العشرين والذي يعادل في بناؤه 17 هرم من طراز هرم خوفو.
• بناء مجمع مصانع الألمونيوم في نجع حمادي وهو مشروع عملاق بلغت تكلفته ما يقرب من 3 مليار جنيه.
• إنشاء بحيرة ناصر وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم.
• تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر.
• استطاعت مصر في ظل نكسة 67 أن تحافظ على نسبة النمو الاقتصادي كما كان قبل النكسة بل أن هذه النسبة زادت في عامي 1969 و 1970 وبلغت 8 % سنويا.
• استطاع الاقتصاد المصري عام 1969م، أن يحقق زيادة في فائض الميزان التجاري لأول وأخر مرة في تاريخ مصر بفائض قدرها 46.9 مليون جنية بأسعار ذلك الزمان.
• توفي الرئيس عبد الناصر واقتصاد مصر أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية، ولدى مصر فائض من العملة الصعبة تجاوز المائتين والخمسين مليون دولار بشهادة البنك الدولي.
• بلغ ثمن القطاع العام الذي بناه المصريون في عهد الرئيس عبد الناصر بتقديرات البنك الدولي 1400 مليار دولار.
الاصلاح الزراعي:
لقد أدركت الثورة منذ يومها الأول، أن مسألة الأرض تمثل مفتاح أي تحول اجتماعي حقيقي في مصر، فمن مجموع مساحة الأراضي الزراعية الكلية التب بلغ مساحتها ستة ملايين فدان، وكان هناك ألف مالك كبير يسطرون على 20% من تلك المساحة، (1,1 مليون فدان)، تليهم فئة قوامها ثلاثة آلاف مالك يسطرون على 8% من تلك المساحة، ثم فئة ثالثة قوامها ستة لآلاف مالك يسطرون على 7% من تلك المساحة، وهم معاً يبلغ عددهم (11) ألف مالك، ويمثلون أقل من نصف بالمائة من مجموع الملاك، ويملكون 35% من جملة أراضي مصر الزراعية، في مقابل ذلك، كان في مصر (2,6) مليون شخص ويمثلون حوالي 94% من مجموع الملاك، ويملكون حوالي 35% من مساحة الأراضي الزراعية ولا تتجاوز ملكية كل واحد خمسة أفدنة، ومن هنا كانت قوانين الاصلاح الزراعي تصحيحاً ثورياً لأبرز الاختلالات الكبرى في توزيع الثروة المصرية.
• إصدار قوانين الإصلاح الزراعي، وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحوا مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها.
• تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتي فدان فقط.
• زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 15% ولأول مرة تسبق الزيادة في رقعة الأرض الزراعية الزيادة في عدد السكان.
• زادت مساحة الأراضي المملوكة لفئة صغار الفلاحين من 2،1 مليون فدان إلى حوالي 4 مليون فدان.
• إنشاء وتطوير محافظة الوادي الجديد في اكتوبر 1959، ففي 3 اكتوبر (تشرين الأول) 1959م، وصلت اول قافلة تعمير واستصلاح للوادي الجديد وتكونت من مركزين اداريين هما مركز الخارجة ومركز الداخلة وسبب تسمية الوادي الجديد هو اعلان جمال عبد الناصر في عام 1958م، عن البدء في انشاء واد موازا لوادي النيل يخترق الصحراء الغربية واسماه الوادي الجديد.
الانجازات التعليمية والثقافية:
• اهتم الرئيس عبد الناصر بمحاربة الجهل والأمية عن طريق مجانية التعليم، وانعكست النهضة الاقتصادية في عهد عبد الناصر على مستوى التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية من 80% قبل 1952 إلى 50% عام 1970 بفضل مجانية التعليم في كل مراحل الدراسة.
• توفير التعليم المجاني.
• خلق نظام قومي موحد للتعليم.
• زاد عدد الشباب في المدارس والجامعات والمعاهد العليا بأكثر من 300%.
• إنشاء أول وأكبر إذاعة للقرآن الكريم في العالم في 25 مارس 1964.
• افتتاح مدينة البعوث الإسلامية في الأزهر عام 1959.
• أولى الرئيس عبد الناصر، اهتماما خاصا للفن والثقافة في مصر، حيث قرر عام 1958 إنشاء وزارة تعني بشؤون الثقافة، وكان على رأسها الراحل ثروت عكاشة أول وزير للثقافة والإرشاد القومي، وخلال تلك الفترة تم إرساء البنية التحتية للثقافة وإنشاء كثير من الهيئات التي عملت على إثراء الحياة الثقافية والفنية، مثل المجلس الأعلى للثقافة، وهو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، آنذاك، والهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، التي كانت تحوي في ذاك الوقت نحو نصف مليون مجلد من الكتب والمخطوطات القيمة، للمحافظة على التراث المصري بداخله، بحسب موقع "الهيئة العامة للاستعلامات".
• بتاريخ 4 يوليو 1953م، انشئت اذاعة صوت العرب كأقوى اذاعة وطنية قومية عربية في حينها، ودعت لتحرر الشعوب العربية والافريقية وشعوب العالم الثالث
• كان الازهر منارة الاسلام في العالم وكانوا من يعتنقون الاسلام في العام الواحد ضعفي من يعتنقون الاسلام في وقتنا هذا.
الانجازات الاجتماعية:
• إعادة توزيع الثورة الوطنية على أفراد الشعب المصري.
• فتح قنوات جديدة للحراك الاجتماعي أمام أبناء الطبقات الوسطى والدنيا بفضل الفرص التعليمية التي أتيحت لهم.
• ضمان حقوق العمال والضمانات الصحية والنهضة العمرانية.
• الغاء الطبقات بين الشعب المصري.
• أصبح الفقراء قضاة واساتذة جامعة وسفراء ووزراء واطباء ومحامين.
• تغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري
• وحررت الفلاح من العبودية بإصدار قانون الاصلاح الزراعي.
• قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الانتاج الزراعي والصناعي.

يمكن القول، أنه لم تتوفر للثورة الفرص الرحبة التي كانت ستمكنها من تحقيق جميع الشعارات والأهداف التي رفعتها وحددتها لاعتبارات كانت خارج إرادتها وإرادة قائدها، مثل قصر عمريهما، وتكالب القوى العربية المضادة والأجنبية الاستعمارية – الاستيطانية عليهما، إلا أنه كان لكليهما فضلاً كبيراً في التحولات الوطنية والقومية التي شهدتها مصر والوطن العربي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والروحية، خاصة خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين، فقد فتحت الثورة الباب واسعا أمام كل الدول العربية للقيام بثورات وطنية ومجابهة الاستعمار في الجزائر والعراق والسودان وليبيا، ودفعت الشعب إلى كسر الحواجز وطلب الحرية والعزة، كما خاضت تحدي الاستقلال وغمار المواجهة مع الاستعمار وقواعده في المنطقة، واعادت للامة توازنها، حيث وقفت بثبات في مواجهة التبعية للأنظمة الاستعمارية، وجعلت قضية فلسطين في صدارة مهامها واعتبرتها معركة كل الأمة العربية، فأصبح الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الثورة ودفاع عن قيمها بالتحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل