الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد وحرب الخليج الثالثة

جان كورد

2003 / 4 / 23
القضية الكردية


 

 - ألمانيا

حرب الخليج الثالثة مستمرة وبقوة ووحشية بالغة. أحد قطبيها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة المتحالفون مع شريحة أكثر تحمساً للحرب من البريطانيين والاسبان، وقطبها الثاني نظام صدام حسين الذي يرفض التراجع والتنازل وله تاريخ طويل من السياسات الهمجية التي أوقعته في مأزق لا مخرج له منه إلا بدمار العراق وتصفية النظام نفسه، بعد أن جال وصال بحملاته الهمجية الشرسة على شعب كوردستان والجنوب العراقي العربي وجيرانه من فرس وكويتيين عرب، وظل يهدد باستخدام سلاح الدمار الشامل ضد اسرائيل التي يعتبرها المحافظون الغربيون أنفسهم مسئولين عن حمايتها وكأنها جزء من بلدانهم.

هذه الحرب ليست حرباً كردية – عربية، ولم يطلبها الكرد المحاطون بأشرس أنواع العنصريات التي تحاول بكل السبل إفناء وجودهم وإبقاءهم أذلاء مقيدين في الأصفاد دون حرية أو كرامة ويعانون في بلاد غنية بالبترول والخيرات من الجوع والتشريد والحصار والإهانة التي لاحدود لها.

ولذلك فإن أي إدعاء بأن الكرد "مرتزقة ومخربون تابعون للأمريكان" كما يفعل صحاف بغداد التافه حقاً ليس إلا تهرباً من حقيقة هذه الحرب والواقع الجديد الذي نجم عنها الآن، وما سيتمخض عنها من تغييرات في التوازن الاقليمي والاستراتيجي للمنطقة. 

وبدهي أن يستفيد الكرد مما حدث ويحدث في المنطقة من تحولات لتحسين أوضاعهم السياسية والاقتصادية والعسكرية فهذه فرصة كبيرة لهم للقيام بتوسيع رقعة نفوذهم في بلادهم المغتصبة من كل جانب، ولن يكون قادة الكرد أغبياء لدرجة أن يتعاونوا مع جلاديهم وقتلة أطفالهم ومغتصبي أعراضهم وأرضهم ومع من يريد لهم الدمار والفناء من قادة نظام ابتلي به العراق ، حتى وصلت فظائعه المرتكبة في كوردستان إلى حد يمكن القول بأنها فاقت فظائع فرعون وأتاتورك وهتلر وستالين وبول بوت، وغيرهم من جنود الظلام في التاريخ البشري...

الكرد يريدون حريتهم، يطالبون بحقوقهم المغتصبة والأنظمة القائمة الجاثمة على صدورهم لم تنجح في التقرب من الكرد ورفضت منحهم هذه الحرية وهذه الحقوق، ولذلك فإنهم سيستغلون هذه الفرصة وبقوة من أجل التقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام... أما أن ينتظر الكرد حتى ينتهي صدام حسين وأمثاله من عملية "طرد المعتدين" ليستجدوا هؤلاء ويستمروا في التذلل لهم، فهذا الوقت قد انتهى، لادراكنا التام بأن هذه الحرب ستغير وجه المنطقة وستخلق ظروفاً جديدة لم تكن موجودة من قبل.. وطبعاً هناك أخطار وتحديات ستواجه الكرد كما هو قائم الآن حيث تحاول العسكريتاريا التركية، بل الحكومة التي تدعي بأنها جاءت لتحقيق توازن في تركيا، تصرح علناً بأنها تريد حصة من البترول الذي ينبع من كوردستان وتريد إعادة المارد الكردي إلى القمقم ونزع أسلحته ومنعه من تحقيق فيدرالية توافق عليه المعارضة الوطنية العراقية بمختلف أطيافها وفصائلها كما تريد تحقيق حكم ذاتي للأقلية التركمانية التي لاتتجاوز ربع الوجود الكردي سكانياً على حساب شعب كوردستان وهي عازمة على استخدام القوة، إلا أن معارضة أوروبا والتهديد بإغلاق باب الاتحاد الأوربي في وجهها إلى الأبد ورفض الولايات المتحدة ذلك حد من خطوتها العدوانية حالياً.. وهناك أخطار أخرى، ولكن تاريخ الكرد كان على الدوام تاريخ نضال مشرف في سبيل الحرية وسط الأخطار والتحديات وخيانة "الأصدقاء" وتكالب الأعداء..والحرية لها ثمن، والكرد دفعوا ويدفعون وسيدفعون دائماً ثمن الحرية.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري