الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التزمت الديني والانتاجات العلمية

عبد الله ادبها

2020 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد وقف رجال الدين وخصوصا المتزمتين منهم موقفا سلبيا من العلم على مر التاريخ ، وكانوا ضد أي مكتشفات أو منتجات علمية جديدة .هذا الموقف ليس خاصا بدين معين دون غيره من الأديان ، ففي العالم المسيحي كلنا يعلم كيف تعامل رجال الكنيسة خلال القرن السابع عشر مع عالم الفلك والفيزيائي الايطالي غاليلي حين دافع عن نظرية كوبرنيكوس القائلة بمركزية الشمس وبأن الأرض هي التي تدور حولها ، حيث قامت محاكم التفتيش الرومانية باتهامه بالهرطقة ، وبأنه يعترض على ما جاء في الكتاب المقدس ، وبذلك حكموا عليه بالسجن في البداية ثم بالاقامة الجبرية بعد ذلك ، كما قاموا بمنعه من من الكتابة ،ولزم مقر اقامته حتى مات سنة 1642 م.
وفي عالمنا الاسلامي كان فقهاء الامبراطورية العثمانية يرفضون المطبعة عند ظهورها لأول مرة ، حيث أفتوا بأنها رجس من عمل الشيطان .وكلنا نعلم أن اختراع آلة الطباعة خلال القرن الخامس عشر الميلادي من لدن المخترع الألماني غوتنبورغ قد انتقل بالكتابة الى مرحلة جد متقدمة ،وشكل هذا الاختراع طفرة نوعية في تاريخ تطور الحضارة الانسانية ، وشكل ذلك أساسا متينا للثورة المعرفيةحيث باتت المعرفة أمرا مشاعا وصارت الكتب احدى أكثر السلع انتشارا وتداولا بين الناس .ولو أن المسلمين استفادوا من هذا الاختراع في حينه لكان لهم شأن غير شأنهم اليوم .غير أن العثمانيين لم يسمحوا باستخدام المطبعة الا في أوائل القرن الثامن عشر بعد أن رأوا بأم أعينهم تطور البلاد الأوربية بفضل انتشار العلم والمعرفة. ولعل ما يفسر موقف اولئك الفقهاء المتزمتين هو رغبتهم في احتكار المعرفة والسيطرة على عقول الناس ولأن انتشار الكتب والمعارف يؤديان اللى انتشار الوعي مما يهدد مصالحهم .
والى جانب فتوى الفقهاء المتزمتين هذه والتي رفضت المطبعة واعتبرتها رجسا من عمل الشيطان وأنه لايجوز طباعة المصحف الشريف بها ، تحمل لنا كتب التاريخ فتاوي لفقهاء آخرين أكثر تحجرا من سابقيهم ، وهي تثير الضحك خصوصا حين يتعلق الأمر ببعض المخترعات الحديثة ، ولكنه ضحك كالبكاء كما يقال لأنه يعكس جانبا من جوانب التخلف الحضاري الذي نعاني منه الى يومنا هذا ، ومن هذه الفتاوى المضحكات المبكيات أن بعضهم كان يسمي الدراجة الهوائية : حصان ابليس أو حمار الكفار في أحسن الأحوال وبذلك لايجوز للمسلم ركوبه.وقال أحد الفقهاء حين رأى الناس يركبون القطار لأول مرة : أتتركون حمار الله وتركبون الشمندفة؟ وأفتى بعضهم بأن ركوب الحمير والبغال أصلح وأنفع للبدن من ركوب السيارات والقطارات .وظن بعض هؤلاء الفقهاء المتزمتين أن استخدام مكبر الصوت في الأذان بدعة بل هناك من اعتبرذلك محرما شرعا.
وهذا ليس الاغيضا من فيض كما يقال من الأمثلة الكثيرة التي تعبر عن تزمت بعض العقليات وكيف أن أمثال هؤلاء يعرقلون التقدم العلمي والحضاري للشعوب ويدافعون عن بقاء الأوضاع على ماهي عليه ليستمر التخلف والتقهقر ضد حركة التاريخ .
وما أحوجنا اليوم الى تأمل هذه المواقف لأخذ العبرة منها واستلهام الدروس حتى نغير العقليات المتحجرة لتنفتح أمام مختلف العلوم والمعارف وحتى تواكب العصر الذي نعيش فيه ونساهم نحن أيضا كما ساهم من سبقونا في بناء الحضارة وتقدم الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج