الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدايات والنّهايات المفتوحة!

وليد سلام جميل
كاتب

(Waleed Salam Jameel)

2020 / 7 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يُولدُ الإنسان في لحظة ما من التّاريخ ليبصر عالماً جديداً لم يكن من خياره ولم يألفه من قبل ، يشعر بالغربة منذ اللحظة الأولى ولكنّه يعمل على التّكيّف معه رُويداً رُويداً حتى يندمج معه ويصبح جزءاً منه. قد يتماشى مع طبيعة الحياة كأي إنسان أو قد يفرض رؤية ومنهجاً جديداً يجعله مختلفاً عن الآخرين وفارضاً لشروطه على الحياة وليس العكس. يمرّ الإنسان بسلسلة الحياة الطبيعية المعروفة بمراحلها المتوالية من الطفولة حتى الشيخوخة فيودّع الحياة بلحظة أخرى من لحظات التاريخ ومن دون خياره أيضاً رغم أنه ما زال يحلم ويريد المواصلة ولكن بلا طائل!.
هكذا تسير سنة الحياة لكلّ الكائنات وليس الإنسان فقط، ، فلكلٍّ بداية ونهاية وسلسلة متشابهة تربط بينها من اللحظة الأولى حتى الأخيرة. نعم ؛ الجميع يمرّ بنفس المراحل ولكن ليس بالضرورة أن يعيشوا نفس الطريقة والنّظام ، فهناك مَن يهرم في بداية عمره وهناك مَن يبقى قوياً وفي ريعان شبابه حتى سنّ الشيخوخة والوفاة. قد يلعب القدر لعبته في هذه المسيرة أو يمكن للإنسان أن يلعب اللعبة متجاوزاً شروط القدر! فمَن يراعي شروط الصحة والسّلامة مثلاً يبقى أكثر حيوية ونشاطاً من ذلك الذي لا يعير أهمية لذلك...
وكذلك الأنظمة السياسية والدّول ، فهي تمرّ بمراحل أشبه بمراحل حياة الإنسان ، أوليست الدّول كائنات إجتماعية ، قد يطول عمرها أو يقصر حسب متغيرات القدر أو استراتيجيتها التي ترفعها حيناً وتفنيها حيناً آخراً؟!. وسنن التاريخ تروي لنا حكايات أنظمة ودول بدأت صغيرة ثمّ تطورت ونضجت وكبرت وفي لحظة من الزّمن انهارت وخبى مجدها ولم يبقَ منها سوى بعض الآثار تحكي لنا قصصهم بصمت مطبق. والأمثلة كثيرة على ذلك فقد كانت هناك امبراطوريات عظيمة كالامبراطورية الرومانية ، الفارسية ، العربية الإسلامية ، العثمانية وغيرها الكثير التي أصبحت من الذكريات العتيقة.
في العراق وُلدت أنظمة ودول وممالك كثيرة منذ فجر التّاريخ وحضاراتها شاخصة شاهدة ولكنّها اختفت ككل الحضارات التي تصل إلى لحظة الموت وتدفن نفسها بنفسها أو قد يدفنها الآخرون!.
ولا أودّ السّرد بلا طائل بل سأتكلم عن النّظام السياسي القائم منذ سنة 2003 . هذا النّظام وُلد بطريقة غير طبيعية بل بولادة قيصرية ، شاركت دول عديدة في إنجابه هجيناً فاقداً لشروط الإستمرارية في الحياة ، فهو وُلد على أنقاض نظام جبّار ديكتاتوريّ دُفن من الآخرين ، وأقصد أمريكا ، التي دفنته عندما غزت العراق ، وهذا النّظام القائم حالياً على أنقاض النّظام السّابق لا يحتاج دفناً من الآخرين فهو هشّ ومتآكل وميت موتاً سريرياً ويعيش كرجل عجوز أو كما كانت الدولة العثمانية في أواخر أيامها حيث كان يُطلق عليها "الرجل المريض" ، فلقد دفن نفسه منذ ولادته سنة 2003 وما زال يواصل الدّفن حتى سيختفي بصورة فضيعة ، فليس أقسى من أن تدفن نفسك بيديك!.
فلكل بداية نهاية ونهاية المجرمين والفاسدين أقسى وأشدّ والتّاريخ خير شاهد وشهيد على ذلك...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -