الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم الـ*رائي..

محمد جبار فهد

2020 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العالم العربي، ولا سيما العالم الإسلامي.. علاجه يَكمنُ في الحديقة لا في المستشفى..
فهذا الإنسان البريء واللطيف الذي يُولَد مُسلماً يائساً لا يحتاج إلى الأطباء والجرّاحين بقدر ما يحتاج إلى الأزهار والياسمين.. فالأزهار تخترق بعطرها الأخّاذ القلوب القاسية مولّدة حياةً جديدة، دم دافئ، وروحاً عنيدة.. أما أطبائُنا فيحاولون دوماً أن يزرعوا لنا بمُعدّاتهم الرّبّانية عقولاً عقيمة، وأيادٍ تُجاهد بالبنادق لا عيوناً تذرفُ ترنيمة، وأكتافٌ تحملُ صواريخ وقذائف مُنطلقة نحو السماء، هابطة إلى الأرض، مُحدِثة أعظمُ مأتمٍ ووليمة..
ها نحن من جديد، يا أصدقائي، نعودُ لنصبح بسبب الهُراء المُستعرّ، والتابوه القاتل حيوانات أليمة..
هذه إرادة أطبائُنا الأغبياء وهذه هي العزيمة..
أواه.. كم هي الحياة كريمة.. كم هي كريمة..
يَدخلُها الطفل المسكين من الخلف فلا يتعلّم منها سوى الكُفر والزندقة والشتيمة..
مُشكلتنا يا ناس إنّنا نقتفي أثر أناسٍ مثلنا تدّعي إنّها بالمُطلق عليمة..
مُشكلتنا يا ناس إننا مُجزّءون..
وتحت راية الدين مُتفرّقون..
مُشكلتنا يا ناس..
إننا، جرّاء صوتٍ دميمٍ، مُمزقون..
إننا، بسبب علاقةٍ حميمة، أضحينا ظالمون..
مُشكلتنا يا ناس..
إننا، رغمِ الجرحِ، صامدون..
وإننا، رغم القتلِ، ساكتون..
مشكلتنا نحن العرب.. إننا على الجورِ موافقون..
وعلى سبيل ”ما كتب الله لنا“ سائرون..
أواه.. كم الحياة كريمة.. كم هي علينا كريمة..
فما زالت تُرينا إننا مصدر الحماقة والبلاهة والهزيمة..
ما زالت تقول لنا.. إنكم مطايا الأزمنة القديمة..
ولكننا لا نلتفت لا يمنة ولا يسرة، لاننا ما زلنا نُصفّق للاغتصاب والجريمة..
وما فتئنا نرى إن الذّل والهوان هو العيشة المستقيمة..
هل تعلمون لماذا نحن نائمون؟؟..
هل تعلمون لماذا نحن، هكذا، مُنتشون؟؟..
لأننا ما زلنا نؤمن بأنّنا أمّة عظيمة..
لاننا ما زلنا نؤمن بالتعسّف واللامساواة.. ما زلنا نؤمن بالتقاليد والعادات..
ما زلنا نُردد الصلوات ونقيم الليل ونكفرُ بالمخلوقات..
ما زلنا، ولن نزال.. لأننا أمّة النفاق والمقدّسات..
يا أيُّها القلب العظيم الفتيّ الذي يسمعني ويُنادي بموكب حياة جديد..
لا تنصُت لي، بل انصُت إلى أمّك.. الطبيعة الحنونة..
اصغ إلى ذبذبات الجمال الإلهي وتسبيحات العناء الإنساني الساكنة في ما وراء الأثير..
يا أيُّها المخلوق الرائع ذي العقلِ المُستنير..
لا تنظر إلى قلوب الناس، بل شُقَّ بالخنجرِ قلبك..
وانظُر.. وانظُر بعدها إلى قلوب الناس..
فمن رأى قلبهُ.. رأى قلوب كُلّ الناس..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah