الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأذا لو قالت لا لقانون الرجال

زيان محمد

2006 / 6 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أنتقون: ياترى ماذا يكون حظي من السعادة؟ أي امرأة سعيدة تصبح أنتقون الحقيرة؟ وكم من الرذائل يلزمها احتمالها بعد اليوم لتنال هي أيضا نصيبها من السعادة؟ وعلى من يجب عليها أن تكذب؟ لمن تبتسم؟لمن تبتاع؟ ومن ذا الذي تتركه يموت عوضها وهي مصعرة خدها؟"
هذا جزء من مسرحية "أنتقون" للشاعر الإغريقي سوفوكليس وهي من أجود المسرحيات التي اطلعت عليها بعد مسرحية "عطيل" للفنان المسرحي المشهور "شكسبير"، والواقع أن خاتمة المسرحيتان تنتهي بمقتل البطلتين (دزدمونة وأنتقون) أي العنصر الأنثوي.
وربما مضمون المسرحيتان ذا جذور واحدة نوعا ما، فالأولى ماتت نتيجة مؤامرة حيكت بدقة من طرف عدو، وعلى يد زوج لم يحاول أن يتفهم الحقيقة من شريكة حياته، وطبق عليها حكمه الجائر بسبب الغيرة العمياء، كأننا أمام رجل مريض بسوء الظن مقابل امرأة تأتي في صورة الكائن الغادر الخائن، في حين أن أنتقون وُأدت حية لأنها خالفت القانون الذي يمنع منعا باتا مورات أخيها المقتول...إذن.. لقد خالفت قانون الرجال، إننا أما منظومة ظالمة.
النتيجة الأولى تحطم قلب عطيل بعد معرفة الحقيقة ولا ندري ماذا حدث له بعد ذلك، والثانية انتحار هيمون حزنا على حبيبته، وانفطار قلب أبيه...جعلتني هاتان المسرحيتان أكتشف مدى أنانية الرجال حينما يصطدمون بحرف الجواب لا.
من من؟؟ من المرأة.
هذا الجنس البشري الذي أكرمه الإسلام، لم يعد مكرما في المجتمعات التقليدية (أقصد بها الجاهلة التي تهين المرأة)، وهذه حقيقة موضوعية لا يجوز أبدا التغاضي عنها، لأن المرأة التي تقول لا، لا وجود لها، وإن كانت فهي سليطة اللسان ومسترجلة، وتنعت من قبل الرجال بأشنع الأسامي، حتى لو تقلدت أعلى المراتب.
هذه المرأة سليطة اللسان منبوذة ومرغوبة في نفس الوقت، وهي تعبير سامي لأنانية الرجل، فهو يلجأ لها ويبكي بين أحضانها على أن يبكي بين أحضان زوجته التي تخفض صوتها وتمسك عن الكلام.
نفهم أيضا أن الرجال يستمدون سلطتهم من ماض سحيق يأمرون في كل شيء، ويحكمون على المرأة لمجرد الشك والأدلة كثيرة ( ختان الإناث وجرائم الشرف وغيرها...) في المجتمعات العربية والغربية على السواء، والمرأة مكرهة على التماهي على نفسها، وتشارك دائما في المشهد التراجيدي المبني على التهميش.
وربما تتساءل : كيف يجب أن أتصرف أمام هذه المنظومة المدرعة؟
للأسف تحاول أن تحرر جاهدة دون أن تغير أو تحرر هذا الرجل الذي يتمسك بإرثة الوهمي، ليكون مصيرها الوأد، كما حصل لها في العصور الغابرة، هو الوأد بأشكاله الثقافية والاجتماعية والرمزية والعاطفية.
وتستمر التراجيديا من عصر سوفوكليس إلى يومنا هذا...حيث يأمر كرييون ابنه بدفن أنتقون حية لأنها خرجت عن نظام الرجال، وتموت دزدمونة لمجرد الشك، ويعتبر ذلك معنى الرجولة المنتصرة.
يقول كرييون(وهو يحدث ابنه هيمون): نحن منعزلون يا هيمون، والدنيا عارية مكشوفة، لقد طال أمد إعجابك بي، أنظر إلي وأمعن النظر إلي جيدا ....إن الإنسان لا يصبح رجلا إلا بعد أن يكاشف أباه وجها لوجه...

زيان محمد باحث في علم الاجتماع
الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرض لحملة تنمر على مواقع ا


.. العالم الليلة | استطلاع: النساء تدعم بايدن والرجال في صف ترم




.. العالم الليلة | النساء أكبر كتلة تصويتية في أميركا.. وترمب ق


.. UNSILENCED: Stories of Survival, Hope and Activism | Episode




.. UNSILENCED: Stories of Survival, Hope and Activism | Episode