الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعتراف

يوسف يوسف

2020 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يمكن أن تكون المجتمعات جاهلة ومتخلفة ، الأخطر أن ترى جهلها مقدساً - بيرتراند راسل
المعرفة والوعي والعقلنة عندما تغيب عن تحليل الوقائع والأحداث ، وغيابها أيضا ، عن مدى واقعية الروايات والسير الذاتية ، والتي تؤطر جميعها بتفسير صدقية الموروث الأسلامي ، من المؤكد أن يؤدي كل هذا الغياب القسري لمنطق البحث والتحليل العلمي ، بدفع بالمجتمع أن يبقى قابعا في غياهب الجهل والتغييب والتسطيح ، هذا من جهة ، فكيف الحال أذا كان المروج لكل هذه الأوهام والخرافات .. هم علية القوم ! ، من الشيوخ والدعاة ورجال الدين .. ! ، هنا تكون الأشكالية المجتمعية الكبرى ، أي بمعنى أخر ، أن هذه الفئة - من المروجين لهكذا أمور ستسحق النهضة لأي تطور مستقبلي وحضاري - بتجهيلها للمجتمع ، الذي وعيه هو النواة الأولية للتقدم ! .
هذا التجهيل المتعمد للمجتمع ، من قبل هذه الفئة / الشيوخ والدعاة ورجال الدين ، يزيد أيضا من الفجوة الكارثية بين التمدن والتحضر للعالم المتقدم ، وبين المجتمعات الأسلامية ، التي لا زالت في المرحة الهلامية لعصر القبلية للمجتمعات الجاهلية في زمن الحقبة المحمدية / قبل أكثر من 14 قرنا ، وينطبق هذا الحال على كل المجتمعات الأسلامية ، أينما كانت - في الشرق الأوسط أو في الغرب ، بل في كل العالم .. أن هذه " الفئة " هي المحرك الرئيسي للماضوية التي تعيشها المجتمعات الأسلامية قي الوقت الراهن .
أن كل المنظمات الأرهابية الأسلامية التي نشأت والتي ستنشأ هي نتيجة للدور الذي تلعبه هذه " الفئة " ، حيث تقوم هذه الفئة بتجنيد الشباب بعد غسيل فكري لهم ودفعهم للجهاد ، مع زرع ثقافة الكراهية للأخرين في فكرهم ، من خلال مؤسسات دينية مشبوهة ، بدعم مالي سعودي قطري ، وتركي / مؤخرا . ومن مهام هذه الفئة أيضا : نشر الأفكار الدينية الأسلامية المتطرفة ، وذلك حتى يبقى المجتمع يغط في جهله ، هذا من جهة ، والعمل على التحكم بكل مفاصل المجتمع المغيب ، وتحريكه مركزيا ! ، ومن جانب أخر ، هناك كسب مادي مفرط تجنيه هذه الفئة من دورها الهدام للقيم الأنسانية للمجتمع ، فأنت لن ترى داعية أو شيخ ألا أن يكون غارقا بالملايين ، وهذا السعودي - عائض القرني ، أكبر مثال على ذلك ، والذي قصره بملايين الدولارات – يمكن الأطلاع على مشاهد من قصره / في اليوتيوب .
هذه الفئة أيضا تتحكم بعقلية المجتمع ، حيث أنها ترسخ مبادئ قدسية هذا الموروث في الفكر المجتمعي المحشو بالخرافات والجهالة والأساطير .. ، وهذا الأمر يجعل من الموروث الأسلامي مقدسا ، شأنه شأن الذات الألهية ! ، ويشكل أي نقد له ، خرقا لثوابت الأسلام ، ويقع على المنتقدين حد الردة !! . ويقود الأزهر هذا الجانب ، حيث أن شيوخه يكفرون كل من يتعرض للموروث الأسلامي ، بحجة أنه قد تعرض للمقدسات !! ، وأكبر مثال على ذلك الشهيد فرج فودة والراحل د . نصر حامد أبو زيد و د. سيد القمني .

في هكذا واقع مزري - مجتمع آيل للسقوط في مستنقع الخرافة والجهالة والأساطير والغيبيات ، لا بد له من نهضة ، وهذه النهضة هي مسؤولية رجال الدين والشيوخ والدعاة .. والمؤسسات الدينية ! ، لأنهم بيت الداء ، ولأن الفئة المروجة للأفكار السوداوية هي سبب التغييب والتجهيل ، لذا يجب عليهم " الأعتراف " / على أقل تقدير ، بأن كل ما كان يدعون أليه هو مجرد نزوة فكرية ماضوية عقيمة ليست لها أي وزن عقلي في عالم اليوم ! ، وذلك حتى ينهض المجتمع من سباته أذا أستطاع أن ينهض !! ، ولكن الشيوخ ورجال الدين والدعاة .. أضعف من أن يكونوا بهذا القدر من المسؤولية الفكرية ! . * ولكن الأمل ليس في هذه الفئة المتربحة من تجهيل المجتمع بل يرتكز في دور رجال الفكر الحر ، من أجل كشف الحقائق وأزالة الغشاوة عن مجتمع محكوم بالأوهام والجهالة منذ أكثر من 14 قرنا ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يعلن إحباط تهريب وثائق لجماعة الإخوان


.. نعشا اللاعب ديوغو جوتا وشقيقه يغادران الكنيسة بعد قداس الجنا




.. إبراهيم عيسى يسأل: كيف وقف الإخوان ضد المشروع الوطني المصري؟


.. الأردن.. إحباط تهريب وثائق ومستندات من مقر لجماعة الإخوان ال




.. المبعوث الأميركي توماس باراك: لبنان أمام لحظة تاريخية لتجاوز