الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر المجتمع العراقي القادمة

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 8 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المجتمع العراقي المتلون عقائدياً سيقف على حافة منحدر شديد الانحدار بسبب التدخل الواضح من قبل الأيديولوجيات الكبرى وسيرتكز بين اثنتين بين التخلي عن عقيدته لاسيما تلك العقائد التي من أصول دينها الحكم او الولاية او الحاكمية التي تبناها قسم كبير من المسلمين وليس من السهل التخلي عنها, وبين مطرقة الأيديولوجيات التي تدعو الى رفاهية المجتمع والانفتاح الثقافي وتدعو الى تأسيس الجنة على الأرض ورفضها يوتوبياً, وهذا ليس تنافس من باب تقديم الأفضل بل هو صراع ثنائي الأول صراع أيديولوجي أيديولوجي والثاني صراع عقائدي أيديولوجي فلا مجال للجمع بين هذا الثنائي المتصارع لأنهما النقيض الذي لا يلتقي مطلقاً.
المجتمع العالمي يرضخ الى العولمة على الأقل الجزء الأكبر منه والأخيرة تمتلك الأدوات والمال وتسيطر على منظمات المجتمع العالمية , وهي الملًاح الذي يسير بالسفينة الأرضية والكثير من دول العالم ركًاب في تلك السفينة وهم يمتثلون الى الأوامر التي يصدرها الملًاح ايجابية كانت ام سلبية, الا قليل من الشعوب رفضت ركوب تلك السفينة مهما كانت المغريات لأنهم يمتلكون رؤية وحضارة ويعتقدون بأنها تاريخية وكونية غير مزيفة نابعة من وحي السماء الى درجة يرون انها جاءت قبل حتى ان يفكر كولمبوس بالوصول الى ساحل القارة الأمريكية وغزو القبائل التي كانت تعيش هناك وقتل 120 مليون إنسان بــــ قرون طويلة, لذا هذه إشكالية كبيرة وعقدة لا يمكن حلحلتها بالطريقة الامبريالية ولا بالطريقة الاشتراكية ولا بالطريقة العقائدية.
فالمجتمع العراقي واحد من المجتمعات القليلة المنقسمة حول نفسها في مسألة ركوب السفينة او عدم ركوبها وهذا صراع منعكس عن الصراع الثنائي سابق الذكر و وصل الى مرحلة الحرب الباردة او الناعمة في الوقت الذي اكتب فيه هذا المقال وأخشى ان يتطور هذا الصراع الى نزاع مسلح وهذا ما يؤدي الى تدخل الأيديولوجيات كتدخل الاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة وأمريكا عشية انقلاب 1958 وكادت ان تندلع حرب عالمية ثالثة ميدانها أرض السواد لو لا لطف الله, وتلك الحادثة كانت مجرد تحذير للمجتمع العراقي من قضية اعتناق الأيديولوجيات لأن اعتناق احدها دون الأخرى سيولد بغي الأخرى وحسدها ويؤدي الى حياكة المؤامرات من اجل إسقاطها حتى لو كلف الأمر ضرب العراق بقنبلة نووية كما فعلت مع اليابان, فالتأريخ صورة واضحة وعلينا جميعاً التعلم من هذه الصورة المشعة بالمخاطر,لذا النجاة فقط في رفض التدخل الأيديولوجي وانغلاق المجتمع على نفسه بشكل نسبي كما فعلت اليابان والتي تعتبر اليوم من اعظم الدول المتطورة واما قضية ركوب سفينة الشرق او الغرب سيجعل المجتمع العراقي أكثر عرضة للدمار بسبب تصارع الثورين الهائجين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ