الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -

يوسف يوسف

2020 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة :
أن " فلسفة الفهم " هي محور أساسي للعقل البشري ، لأنها المحرك الوحيد للمعرفة ، ومن دونها سوف نظل مغيبين عن أدراك حقيقة النص ، خاصة النص القرآني بالتحديد ! ، وفي هذا الصدد ، قد أوقفتني آية " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) / سورة قاف " ، وهي سورة من السور المكية ، ووددت أن أقرأها قراءة عقلانية حداثوية ، وذلك بعد أن طرح بعض التفاسير الأسلامية المعتمدة التي تناولتها .
التفاسير :
بادئ ذي بدأ ، أن الكثير من المصادر تزعم عامة بأن قاف التي أقسم بها الله في القرآن في قوله ( ق والقرآن المجيد ) هي " إشارة إلى جبل قاف الأسطوري " ، وأرتأيت أولا ، أن أستعرض بعضا من التفاسير الواردة بخصوصها وفق المصادر المتداولة / سنة وشيعة وحتى من الصوفية ، ومنها التفاسير التالية ، وهي وردت على سبيل المثال وليس الحصر :
أولا - وفق تفسير القرطبي ، قال ( واختلف في معنى " ق " ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل . ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس . وقال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في " ق " لأنه اسم وليس بهجاء . قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كقول القائل :قلت لها قفي فقالت قاف .. ) .

ثانيا - في موقع / أسلام ويب ، يقال الاتي بشأن الآية أعلاه ، نقل بأختصار ( .. واختلف في معنى ( ق ) فقال الواحدي : قال المفسرون : هو اسم جبل يحيط بالدنيا من زبرجد ، والسماء مقببة عليه وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة ، وحكى الفراء والزجاج : أن قوما قالوا معنى ( ق ) : قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في ( حم ) : حم الأمر . وقيل : هو اسم من أسماء الله أقسم به . وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن . وقال " الشعبي " أنها تعني فاتحة السورة .

ثالثا - وفي موقع / موقع نداء الأيمان ، نستعرض التالي ، ( قال مجد الدين الفيروزابادي ، بخصوصها : إِثبات النبوّة للرّسول وبيان حُجّة التَّوحيد ، والإِخبار عن إِهلاك القرون الماضية ، وعلم الحقّ تعالى بضمائر الخَلْق وسرائرهم ، وذكر الملائكة الموكَّلين على الخَلْق ، المشرفين على أَقوالهم .. قال ابن عاشور سورة " ق " : سميت في عصر الصحابة سورة ق ينطق بحروف : قاف ، بقاف ، وألف ، وفاء ، فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك أن النبي قرأ في صلاة الصبح سورة " ق والقرآن الْمَجِيدِ " ، وربما قال: " ق " ويعني في الركعة الأولى .

رابعا - أما في موقع / المكتبة الموالية ، فنبين التالي ، وهو وفق تفسير " القمي " / أحد أئمة المذهب الجعفري : ( بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرآن المجيد ) قال : ق جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم ( بل عجبوا ) يعنى قريشا ( ان جاء‌هم منذر منهم ) يعنى رسول الله ( فقال الكافرون هذا شئ عجيب‌ ء‌إذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد .. ) .

خامسا - ومن موقع / المكتبة الشيعية ، أسرد تفسير أبن عربي ، أحد أئمة الصوفية ( تفسير سورة ق من [ آية 1 - 14] * ( ق ) * إشارة إلى القلب المحمدي الذي هو العرش الإلهي المحيط بالكل كما أن ( ص ) إشارة إلى صورته على ما رمز إليه ابن عباس في قوله : (ص) جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حين لا ليل ولا نهار، ولكونه عرش الرحمن ، قال : قلب المؤمن عرش الله ، وقال : لا يسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي المؤمن .، قيل : * ( ق ) * جبل محيط بالعالم وراء العنقاء لإحاطته بالكل وكونه حجاب الرب لا يعرفه من لم يصل إلى مقام القلب وإنما يطلع عليه من طلع هذا الجبل . أقسم به وبالقرآن المجيد أي : العقل القرآني الكامل فيه الذي هو الاستعداد الأولي الجامع لتفاصيل الوجود كله .. ) .

القراءة :
1 - الأية ببنيتها اللغوية هي قسم ، والقَسَم (بفتح القاف والسين) أو اليمين .. كتعريف ( هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله باعتباره الشاهد على هذا القسم / نقل من موقع الويكيبيديا ) ، ولكن البناء النصي هنا يختلف حيث أن الله نفسه هنا يقسم ، فالسؤال : هل يحتاج الله قسما لأثبات صحة ما يقول هذا أولا ، وثانيا أن القسم وفق التعريف يجب أن يكون موجها لفرد أو لذات أكبر مكانة وأكثر قدسية من الذي يقوم بفعل القسم ! ، والسؤال هل من ذات أكثر قدسية من الله ليوجه أليه القسم ! .

2 - والقرآن ككتاب مملوء بالعشرات من آيات القسم ، منها – وفق موقع / منتدى عطر الحياة ، التالي" -1 لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر 72] (لعمرك) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي وحياتك (إنهم لفي سكرتهم يعمهون) يترددون . 2- وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس 2] (والقرآن الحكيم) المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني . -3 وَالصَّافَّاتِ صَفّاً [الصافات 1] (والصافات صفا) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به " . وسائل يسأل لم هذا الأكثار من أيات القسم ، وهل يحتاج الله ل " مصداقية أو تاكيد " ليقسم دوما على صحة نصوصه !! .

3 - رجوعا للآية ، نلاحظ أن المفسرين وكعادتهم ، يفسرون حسب أهوائهم ووفق قابلية الفهم التي يتميزون بها ، فمنهم من قال أنه أن " ق " هي ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه .. ) وأخرين قالوا ( قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في " حم " : حم الأمر . ) ، أو ( هو اسم من أسماء الله أقسم به ) ، أما قتادة فقال ( هو اسم من أسماء القرآن ) وقال الشعبي أنه ( فاتحة السورة ) . وعن قطبة بن مالك قال : أن " ق " تعني الركعة الأولى ، والذي أستوقفني تفسير " ق " على أنه ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء .. ) ، وأرى في هذا التفسير أشكالية كارثية ، فهل يعقل أن قاف جبل بهذه المواصفات الأسطورية ! والذي زاد التفسير جهالة ، هو ما ذكره كتاب الثعالبي في مؤلفه ( عرائس المجالس ) ، حيث بين " أنّ عبدالله بن سلام سأل الرسول عن أعلى جبال الأرض ، فأجابه النبي هو جبل قاف ، حيث إنّ ارتفاعه مسيرة خمسمئةِ سنة ، وطوله مسيرة ألفي سنة ، وأنّه مخلوقٌ من زمردٍ أخضر " ، فأذا كان هذا جواب الرسول ، وهو الذي لا ينطق ألا بوحي من الله ، وفق الأية التالية " { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } (3) { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (4) / سورة النجم " ، أذن من حق الدارسين أن يسألوا عن جهالة جواب الرسول ، وعن يتبينوا عن أي منطق معلوماتي كان جوابه ! ، ولكن شيوخ الأسلام كعادتهم يعتمون على كوارث سرديات الموروث الأسلامي ! .

خاتمة :
ان الموروث الأسلامي عامة يخضع لعدة تأويلات تفسيرية من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، والكثير منها لا تطابق أو لا تتساير ، فيما قاله أو تحدث به الرسول ، او ما سنه من سنن ، وهذا الأمر يضعف من مكانة الموروث الأسلامي ، وما ورد في موقع / نون والقران وعلومه - أنقل بأختصار ، يبين التالي بأن " ق " ليس لها معنى ، لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين تفسير قوله تعالى : ( ق والقرآن المجيد ) يقول الله : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } [ق:1] ( ق ) : حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها الكلام العربي ، وهي كسائر الحروف ليس لها معنىً في حد ذاتها ، ومن المعلوم أن القرآن نزل باللسان العربي ، وإذا كانت هذه الحروف ليس لها معنىً باللسان العربي ، أذن " فهي كذلك ليس لها معنىً في كتاب الله من حيث المعنى الذاتي لها . " .. وهنا الشيخ بن عثيمين / 1929 – 2001 وهو من شيوخ السلفية - فقيه ومفسر ، ينسف كل ما قاله الرسول من أن " ق " هو : " جبل من زمرد .. " ، ونحن كمهتمين بالمورث الاسلامي ، ذهلنا من تضادد روايات الفقهاء والمفسرين ، أذن أي رواية من الروايات الواردة في أعلاه نصدق أو نعتمد !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر