الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف غذائنا اليومي....

عمر عبد الكاظم حسن

2020 / 8 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نحن كعراقيين نتنفس العنف ونعيشه كما لو انه شراب وطعام نحن امة ضحية العنف العنف لم يهبط علينا من السماء كما لو اننا امة ملائكية .

بل لو امعنا النظر للحظات سوف نجد كم هائل من المفردات التي نستخدمها في حياتنا اليومية هي مفردات راسخة في تفكيرنا وقيمنا وساكنة في اعماق لا وعينا .

تدلل بما لا يقبل الشك اننا امة نستهلك العنف كمنشطات يومية من هذه المفردات على سبيل المثال ( خل يولي - كلب ابن كلب - ابن حرام - ناقص- اثول ) وغيرها عشرات المفردات التي نتداولها في حياتنا اليومية .

بالرغم من ان وقع هذه الكلمات المؤذية والخادشة للحياء والتي بطبيعة الحال تسبب الم نفسي وغيرها من المفردات القبيحة والمؤذية والتي ليس لها وقع خاص علينا كبشر بحكم التعود عليها .

الا انها من ناحية اجتماعية ونفسية لو اخضعناها الي التحليل العلمي الدقيق سوف نجدها وبكل بساطة مؤذية وفيها شحنة كبيرة من الكراهية وتعبر عن ثقافتنا الموغلة بالعنف والتوحش .

لهذا لم استغرب ابدا من مقطع الفديو الذي تداولته بكثافة مواقع التواصل الاجتماعي بشان التعنيف والاذلال للصبي محمد الزيدي من قبل بعض افراد الاجهزة الامنية .

نحن امة ضحية العنف بكل اشكاله ان كان العنف سياسي او ديني او اجتماعي لهذا بدون حلول عاجلة من قبل مختصين لتنشئة اجيال جديدة تبدا معهم من الصفر لن يكون لنا مستقبل غير العنف .

لان جميع تفاصيل ثقافتنا ومنظومتها القيمية هي محركات للعنف فالمدارس والجامعات وعبر مناهجها وخاصة الدينية والتاريخية هي بشكل او باخر تشحن المتلقي على العنف .

وايضا قيم البداوة التي تربينا عليها التي تفضل وتحترم السلطان والحاكم واصحاب الجاه والمال حتى وان كانوا ظالمين وتحتقر الضعيف حتى وان كان على حق .

ناهيك عن ثقافتنا الدينية التي تكفر الاخر المختلف دينيا او طائفيا وتسخر منه وتحتقر معتقداته هذه كلها محركات للعنف والكراهية سوف تطحننا وتطحن اولادنا مسستقبلا اذا لم تكن هنالك حلول .

اذا لم نواجه معضلاتنا واخطائنا ونشخصها بدقة ونبقى نمجد بانفسنا من خلال المثاليات الغارقة في التورية والجهل سوف نبقى ضحية العنف الديني والسياسي والاجتماعي المستمر ......

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة