الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدير خم وأثرها المعاصر

احمد جليل البياتي

2020 / 8 / 8
المجتمع المدني


عندما يقيم الشيعة مناسباتهم كعيد الغدير او عاشوراء الحسين, غالبا ما يقفز سؤال ما المغزى وما الهدف ولماذا؟ قد يكون السبب هو ان هذه المناسبات تخالف المفهوم الرسمي الذي ساد لعقود والذي اتسم بتهميش الافكار المخالفة مثل الشيعة والاباضية وبالتالي ينظر لها بعين الشك والريبه حتى من بعض الشيعة. لذلك يبادر الطرف المعارض الى الأنتقاص من تلكم المناسبات بشتى الطرق العقلية والنقلية لغرض افراغها من محتواها التاريخي وكذلك العمل على الانتقاص من طرق احيائها تحت مسميات مختلفة منها انها امة خلت او أنها ممارسات بعيدة عن روح العصر.
المجتمعات الحية تحتفل بالمخالف وتعمل على احترام ثقافته وافكاره, بعكس المجتمعات التي تسير نحو الانقراض والتي تحاول ان تجعل الجميع متشابه ويسير في نفس المسار الفكري والعقائدي.
لو نظرنا للأسباب المعاصرة لأحياء مناسبات مثل الغدير عند الشيعة. سنجد انها تجسيد لموقف فكري بالاساس فهي ممارسة مرتبطة بفهم الشيعة لمعنى حديث الغدير. هي تعبير عن هويتهم وموقفهم الفكري, تماما" مثل احتفال المسيحيون بأعياد الميلاد, فأحتفالاتهم ليست موجه ضد اليهود مثلا" وانما هي تعبيرعن هويتهم وانتمائهم العقائدي. بالطبع ان كان الجو العام يضع الشيعة في موضع المظلوم المضطهد فأن هذه المناسبات قد يصاحبها نفس سياسي ولذلك تم منعها في حكومة البعث الصدامي وكذلك في بعض دول الخليج ولو على الصعيد الرسمي. بالحقيقة اي مناسبة دينية جماهيرية تمثل تهديد لنظام اذا كان يظلم ويضطهد الجماعة المحتفلة. دكتاتور لا تصير من الناس لا تخاف.
التحدي الاخر الذي يواجه حرية التعبيروالممارسة الدينية, هو النظر الى فكر الجماعات المخالفة يمثل تهديد لوجودها الفكري والعقائدي لجماعة اخرى, مثلما يشاع ان بناء المساجد السنية في طهران ممنوع. الخوف من الهلال الشيعي وهو المصطلح الذي استخدمه الملك الاردني وكان سبب في التضييق ابناء الطائفة الشيعية. هذا التفكير يؤدي بالضرورة الى قمع المختلف وخصوصا" ان كان أقلية في دولة معينة مما يعني بالنتيجة تقييد الحريات والاضطهاد الديني.

اقامة المناسبات الدينية لأي طائفة هي تعبير عن هويتهم ووجودهم المعاصر وهكذا يجب ان تفهم فهي ليست دعوة لثأر ولا تهديد للفكر المقابل. من الطبيعي ان تحمل احتفالات أي جماعة دينية او حتى غير دينية افكار مخالفة لجماعات اخرى ويجب ان يكون هذا الامر ايضا طبيعي. فنحن لم نعد نعيش في جماعات منفصلة ومتباعده وانما اصبح العالم قرية صغيرة وبالتالي كلنا لدينا فهم معقول عن افكار واعمال مختلف الجماعات الدينية وغير الدينية وبالتالي الاجهار بافكارهم هو مجرد تحصيل حاصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار