الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكاليات ثقافية حول التربية و التعليم؟

سليم نزال

2020 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اشكاليات ثقافية
حول التربية و التعليم؟

سليم نزال

اتابع ما امكن القيام بحفريات ثقافية من منظور انثروبولوجى فى محاولة لتفكيك الجذور المكونة ل مناطق (فقر الدم الثقافى) التى ساهمت فى اعاقة تقدم بلادنا و ما وصلنا اليه الان .و الحديث عن التعليم يشكل اهمية كبرى لان له علاقه بصناعة البشر و مستقبل بلادنا .حيث ما زال التعليم فى بلادنا يخضع لانماط و طرق تعليم بدائية مثل طريقة تلقين الطالب بحيث يقوم الطالب بحفظ المادة حرفيا ( و اعادة البضاعة ) كما هى الى المعلم فى الامتحان, فقط كترداد و استظهار بلا مساؤلة او تمحيص او تكوين راى نقدى الذى يقوى مهارة الاعتماد على الذات.

و بذلك يصبح التعليم ( مونولوج او حديث من طرف واحد) بدون تفاعل حقيقى مع الطلبة تتعطل فيهم روح المناقشة الحرة و و الحوار و الاكتشاف و المقارنة و تنمية القدرة الذاتيه فى البحث و التنقيب عن الحقائق الخ.
ومن شان هذا ان يصبح الطلاب يعتمدون على الذاكرة ( الطريقة الاسترجاعية ) لاجل الحفظ و كتابة ما حفظوه فى يوم الامتحان بدون تقوية لمهارات مهمة جدا فى التعلم مثل مهارة النقد و التحليل و المقارنة و الاستقراء و التجريب و الفحص و الابداع و توظيف الفرضيات الخ .

. كل هذا يؤدى فى اعتقادى الى اضعاف قدرة الطالب ( الطالبة ) فى التجديد و التطوير و الاضافة و الاستنتاج الامر الذى يساهم فى تكوين شخصية هشة سهلة الانقياد و غير قادرة على المواجهة, بل تساهم فى جعل الطالب اكثر قدرة على التكيف مع ظروف الظلم بل و قبولها . ( تعبير بتجاوب يا ولد! ) من التعابير السلطويه المعروفه فى بلادنا و كان جواب الطفل اهانه لللاهل !!!!
فيما الكارثة الحقيقية ان لا يجيب ان كان له راى اخر.
و اعتقد ان نحاح المجموعات الدينية المتطرفه فى استقطاب شباب تكمن جذوره فى انماط التعليم التى تخلق انسانا ضعيفا يسهل استقطابه لانه لم يتدرب على النقد و الشك المنهجى و التساؤل و التفكير العقلانى.

و جذور المشكلة تكمن فى طرق تنشئة الاطفال فى البيت حيث الثقافة العائلية التقليدية و السلطويه التى تنشىء الاطفال على التبعيه و الطاعة العمياء حيث ان تعبير (ابنى مطيع! ) من التعابير الشائعة فى بلادنا التى يستخدمها الاهل لمدح اطفالهم .
و ذات الثقافة تنطلق الى المدرسة حيث المعلمين ( القادمين من ذات التصورات الثقافيه) يكملون اضعاف الاطفال ( عبر التلقين و مفهوم الطاعة و اضعاف ملكة النقد و المواجهة ) و الاطفال بدورهم (يهضمون ثقافيا ) ذات التصورات التى تساهم فى انتاج امراضا اجتماعية مع كل جيل مثل قيم التسلط فى المجتمع و القمع و غياب ثقافة الحرية و العنف و النفاق و الخوف و الانانية (للخلاص الفردى من العقاب ) و تضعف الثقة فى النفس و الثقة فى العمل العام و من قدرة المرء على ابداء رايه خوفا من مسلسل التسلط الذى تربى فيه طوال حياته.
و هذا كله يضعف ملكة الحوار السلمى ابان الازمات حيث ساد العنف كل حياة الطفل لانه لم يعتد على انماط حوار هادئة و طرق سلميه فى حل الاشكالات و الخلافات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات