الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروائي والشاعر نجيب رضوان - الفرنكفونية لغة وقيم ...-

زكية خيرهم

2020 / 8 / 10
الادب والفن


يُعدّ الأديب والشاعر نجيب رضوان أحد أدباء المهجر المغاربة، وهو من الكتاب الذي يصعب تصنيفهم، وذلك لتعدد اهتماماته الأدبية. فهو روائي كندي وأمريكي من أصل مغربي. يعيش منذ عام 1999 في الولايات المتحدة حيث يدرّس الأدب الفرانكفوني و أدب اللغة الفرنسية في جامعة ولاية كاليفورنيا "لونج بيتش". يشغل منصب رئيس تحرير مجلة " الأدب المغاربي في شمال افريقيا " باللغة الفرنسية، ومؤلف للعديد من الأعمال النقدية ويكتب مقالات في مجال الأدب الفرنكفوني المغاربي وجزر الأنتيل. يهتم بالأدب الفرنكفوني في المغرب الكبير وافريقيا. كتب دواوين شعرية أهمها ثلاثية شعرية، على التمرد والفوضى في وجه الظلم ووحدة المنفى. وهو حاليا محرر للمجلة الأمريكية المرموقة "ذو فرانش ريفيو". يعمل الأديب نجيب رضوان في تدريس الادب الفرنكفوني الذي ييعتبره ابداعا ادبيا يكتبه الناطق بالفرنسية لكنه لا ينتمي الى الهوية الفرنسية " الصّرفة".
باللغة الفرنسية بدأ حياته الابداعية في الرواية والشعر والمقالات الأدبية. وهو يعمل الان استاذ جامعي يدرس الادب الفرنسي للطلاب الامريكيين وغيرهم من الجنسيات الاخرى. يعتبر نجيب رضوان الفرنكفونية مساحة للابداع للناطقين بالفرنسية بغض النظر عن موقعهم الجغرافي والتاريخي وأيضا الذين قدموا من ثقافات اخرى ويقطنون في فرنسا. ويرى الفرانكفونية وسيلة للقاء الشعوب الذين لا يشتركون اللغة فحسب بل التطلعات والتعليم وتبادل الافكار والثقافات الأخرى. يقول نجيب رضوان: الفرنكفونية مساحة للابداع في جيمع أنحاء العالم مع وحدة لغوية من اللغة الفرنسية. وبالتالي فإن وجود هذا الأدب الفرتسي فإنه يقدم أنماط الاختلاف في كل الدول الناطقة بالفرنسية في جميع انحاء العالم ويجعل منها لغة اروبية ومتوسطية وفرانكفونية ويحتم عليها الانفتاح على الثقافات الاخرى باختلاف لغاتها ولهجاتها.
يتقن نجيب رضوان اللغة العربية، وتعلم اللغة الفرنسية في فرنسا فاصبحت لغة ثانية وأداة عمل يُدرسها وينشر كتاباته بها. كما استطاع أن يتقن اللغة الانجليزية التي تعلمها في امريكا إلا انه لا يزال يكتب بالفرنسية التي يشعر بالراحة في التعبير بها ويعتبرها لغة موليير تلك اللغة المتميزة التي يمكن اعادة تشكيلها باستمرار. ويستشهد بما قاله الكاتب المعروف والمتفرّد عبد الكريم الخطيبي الذي يكتب باللغتين الفرنسية والعربية، والذي قال عنه رولان بارث : «ما أدين به لعبد الكبير الخطيبي أننا نهتم بأشياء واحدة، بالصور، الأدلة، الآثار الحروف، العلامات. وفي الوقت نفسه يعلمني الخطيبي جديدا، يهزّ بشدة معرفتي، يأخذني بعيدا عن ذاتي، إلى أرضه، في حين أحس كأني في الطرف الأقصى من نفسي". فاللغة الفرنسية حسب الخطيبي أن تكون لها صدى عالمي حقيقي لابد من الانفتاح على التعدد اللغوي، وأن تكون متناغمة مع التاريخ وأن تتقبل التنوع اللغوي لشعوب البلدان الفرانكفونية. أما الأديب الشاعر نجيب رضوان فيقول: " اللغة الفرنسية بالنسبة لي ثراء. تجلب لي البهجة حيث اجدني أكتب بحرية مطلقة تحت ايقاع عربي بداخلي، حيث تراثي الثقافي الذي يُسرّع ايقاع كتاباتي، ويسمح لي بابداع متميز جديد." نرى من خلال كتابات نجيب رضوان وقصائده وتمكنه من اللغة الأم واتقانه للغة الفرنسية جعله يعيش انشطارا ايجابيا في كتاباته وجغرافية مزدوجة بل متعددة الألسن. فهو يهيم بكلتا اللغتين عشقا لتبقى الكتابة باللغة الفرنسية الوطن والمنفى في نفس الوقت. فالكتابة باللغة الفرنسية تنقل ابداع كاتبها الى العالمية. يستحضرني ما كتبه الاديب احمد أمين في سيرته الذاتية "حياتي" يقول: حين تعلمت اللغة الانجليزية أصبحت وكأنني آكل أصنافا متعددة من الطعام في موائد مختلفة" فاللغة الثانية فرنسية كانت او انجليزية تفتح لصاحبها ابوابا لعوالم أخرى من ثقافات وأدب وحضارات.
يرى نجيب رضوان اشكالية تصنيف هذه اللغة في فرنسا الى أدب فرنسي وأدب فرنكفوني ، عكس فضاء ناطقي اللغة الانجليزية. ويعتبرها تسميات تُهمّش الأدب الناطق بالفرنسية بشكل غير مباشر، بحيث ينعتونهم بالكتاب السود او الافارقة أو كتاب شمال افريقيا. يقول نجيب رضوان أن اللغة الفرنسية لا تنتمي لأحد، فقط تنتمي لمن يُحبّها ويُتقنها. كما يرى اللغة الفرنسية غنية بحيث توجد فيها كلمات عربية، وذلك يلمسه في كتابات الطاهر بن جلون، وهو يفعل نفس الشيء في رواياته ليظهر بذلك ثقافته الأصلية. كما ان هناك كتابا جزائريين امازيغ يدخلون مصطلحات من لغتهم وفي افريقيا كتاب كثيرين أهمهم أمادو كوروما، أحد الأدباء الأفارقة المؤثرين فى تاريخ الأدب بالقارة السمراء، في روايته "شموس الحرية" هناك مصطلحات من لغته " المالينكية" حتى عنوان روايته مأخوذة من لغته المالينكية. فتلك المصطلحات بالنسبة لنجيب رضوان تثري اللغة الفرنسية، ولا تُهدّدها. فالفرنكفونية ليست فقط لغة بل تنقل قيما، واحترام المرأة والأقليات وحقوق الانسان، ومساهمة في الحداثة المغاربية، وحاضرة بقوة في المجال الادبي، ومكونا أساسيا لتجديد الفكر، والتاريخ الثقافي والاجتماعي. وتفضح الانظمة السوسيوسياسية القمعية والمجتمعات الأبيسية المتحجرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته