الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطبيع الأنسان

تولام سيرف

2020 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبر خطر التطبيع أو خطر التعويد من الأخطار التي تواجه البشر وتهدد
بقائهم. أذكر مثالين للتوضيح.

- حديث بين ألماني وأسرائيلي في أسرائيل

الالماني....مؤسفة هذه العمليات الأرهابية والضحايا
الأسرائيلي....شكرا لمشاعرك ولكن أسرائيل أكثر أماناً من ألمانيا
الألماني....كيف ذلك؟
الأسرائيلي....عدد الأموات عن طريق الأرهاب لدينا في السنة 10 الى 20 أنسان
بينما فقط عدد الأموات في الطرق السريعة عندكم 3400 أنسان سنوياً

العبرة من الحديث.....في كل حقبة زمنية...يبدو وكأن الأنسان يتعود
على الأعمال الهمجية والكوارث أو يبدأ بأقناع نفسه على ذلك
والطريق الأفضل هو أن تحمي الأنسان سوا ء أن كان من الأرهاب أو
حوادث الطرق السريعة أو أي فاجعة أخرى كالدين مثلاً

لا أحد يمكنه السيطرة على قيادة السيارة مئة بالمئة بعد سرعة معينة,
هكذا هي طبيعة دماغ الأنسان والروابط النويرونية لغاية هذه اللحظة
من التطور, هذا يعني كلٌ منا يقود سلاح مدمّر على ال...highway....هذا
يعني أننا مجبرون بالقريب أو البعيد على منع قيادة السيارة على...highway....يدويا
وجعلها فقط أتوماتيكيا من مهمة كومبيتر السيارة.
وهكذا هو حال الدين أيضاَ....لا يوجد نظام واحد يمكنه السيطرة على
الدين لأرتفاع أنواع التخلف والأجرام والتفرقة العنصرية....وكلما تطورت
حضارتنا كلما أزداد وضوح الأمر أكثر....على أن الحل الوحيد الذي
يخدم البشر جميعا بما فيهم المتدين نفسه هو منع الدين وحذفه من حياة البشر

- في الماضي كان التدخين مسموح في الطائرة....بينما نجدالمدخنين اليوم
في المطار داخل بيوت زجاجية والهواء يجب أن يتم تصفيته قانونيا
لأنه يعتبر أيذاء جسدي ويمكن رفع شكوى قضائية.....ومع تقدم حضارتنا
وأرتفاع حماية حياة الأنسان سنكون مجبرون على منع التدخين مهما
حاولنا تقليص التدخين ومهما تنوعت أختراعاتنا للحفاظ على التدخين
فالمنع هو المصير الوحيد لتلك السيكارة التي بتشعيلها نستنشق البلوتونيوم
المشع راديويا والذي يسبب السرطان...وهكذا هو الدين أيضا يقوم بدور
المخدّر ولكنه يولد أكثر من سرطان في المجتمع...سرطان التخلف...سرطان
العنصرية...سرطان قتل المختلف....ومع تطور حضارة الأنسان مهما
حاولنا تقديم علاجات زمنية للدين فالمنع هو المصير الوحيد للدين.

هناك أمور لا تحصى في حياتنا اليومية تجدنا لأسباب أقتصادية أو
أجتماعية قد تعودنا عليها ونتسامح مع وجودها تحت خيمة التعايش
السلمي بالرغم من الضحايا التي نقدمها يوميا

ما يقطّع في أحشائي هو لماذا هذا التعايش السلمي المزيف؟
لماذا لا نمنع أسباب القتل الأجتماعية فوراً؟ فالأدوات متوفرة
وليست تقنية كي ننتظر حتى تتطور.
لماذا يجب أن ننتظر عشرات أو مئات السنين حين
نعرض تاريخنا في المتاحف لكي نعترف بأخطائنا؟

تحياتي ومودتي

تولام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
ابو الحق البكري ( 2020 / 8 / 10 - 16:50 )
تحية للعقل
شكرا استاذنا ... مقال رائع يستحق الاهتمام


2 - ابو الحق البكري
تولام سيرف ( 2020 / 8 / 10 - 18:18 )
بل لكم الشكر عزيزي على مشاركتكم

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah