الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألغموض في ألقرآن -2

كامل علي

2020 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


معنى الحروف المقطعة في أوائل ألسور عند أهل البيت :
وردت الكثير من روايات عن أهل البيت ذكرها الشيخ الصدوق في كتابه معاني الأخبار تحت عنوان (باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن) وغيره، فسروا فيها معنى الحروف المقطعة، ومنها:
- إنَّ (الم) حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي والإمام، فإذا دعا به أجيب.
- تفسير الإمام الصادق لها وإنَّ كل واحد منها لها معاني كقوله: (الم) في أول البقرة فمعناه (أنا الله الملك) وأما (الم) في أول آل عمران فمعناه (أنا الله المجيد) و(المص) فمعناه أنا الله المقتدر الصادق .
- إنَّ معنى (الر) أنا الله الرؤوف.
- إنَّ (طه) اسم من أسماء النبي (ص)، ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه.
- إنَّ معنى (طس) أنا الطالب السميع، ومعنى (طسم) أنا الطالب السميع المبدئ المعيد.
- تفسير الإمام المهدي لـ (كهيعص) بـ : فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك‏ العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره.
في كتابي ثورة ألشك كتبت مايلي:
" إنّ سبب استعمال بعض الحروف والكلمات الغامضة في بداية بعض السوَر مثل (ق) و (ن) و (كهيعص) و (ألم) هو محاولة لأضفاء الغموض على القرآن وهذا الاسلوب كان يستخدمه الكهّان في عصر محمّد لأضفاء أهميّة على كلامهم او لأجل جلب الانتباه اليه ".
في كتابه الرائع ( الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدّس ) كتب الشاعر العراقي معروف الرصافي وفي فصل( محمّد والجن في نخلة ) ما يلي:
(( عندما قام محمّد بدعوة العرب الى الاسلام، وهو يريد ان يجمعهم على كلمة واحدة، وينهض بهم نهضة عالميّة كبرى، رأى من اللازم الضروري لنجاح الدعوة ان يبطل الكهانة، ويجعل خبر السماء مقصورا على الوحي الذي ياتيه به جبريل، لكيلا تقبل العرب إلّا منه ولا تسمع إلّا له.
ولاجل إبطال الكهانة اغلق محمّد ابواب السماء في وجوه الشياطين وملأها حرسا شديدا من الملائكة، وجعل هذه الشهب المتساقطة في الجو رجوما للشياطين تردّهم عن استراق السمع، واخذ الاخبار السماويّة كما هو مذكور في القرآن. )).
في الآونة الأخيرة ظهر فيديو في الشبكة العنكبوتية يطرح فيه السيد لؤي شريف رأيا جديدا في تفسير معاني الحروف المقطعة في القرآن، وخلاصته أنّ هذه الحروف لها معاني في اللغة السريانية واليكم التفاصيل:
- (ألم) معناه صمتا فتكون الآية (ألم ذلك ألكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)،(صمتا ذلك ألكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). ويذكر ألسيد لؤي بأنّ النبي داوود استخدم هذه الكلمة.
- (ألر) معناه تأمّل، تبّصر، فتكون ألآية ( ألر * تلك آيات ألكتاب)، ( تبّصر * تلك آيات ألكتاب).
- (طه) معناه يا رجل، فتكون ألآية (طه * ما أنزلنا عليك ألقرآن لتشقى)،(يا رجل * ما أنزلنا عليك ألقرآن لتشقى).
في حديث منسوب ألى أبن عباس أنًّه قال عندما سُئٍل: هل طه إسم ألنبي محمد، أجاب كلا إنًّها كلمة سريانية.
- (كهيعص) معناه هكذا يعظ، فتكون ألآية (كهيعص * ذكر رحمة ربك زكريا)، (هكذا يعظ * ذكر رحمة ربك زكريا).
ألقرآن شحيح في ألتعريف بتواريخ ألأحداث وجغرافيتها مما أدى ألى صعوبة فهم تفاصيل بعض ألأحداث والسبب هو عدم معرفة ألنبي محمد لهذه ألتفاصيل، فالقرآن عكس ألتوراة ألذي يزخر بتفاصيل ألأحداث وذكر تواريخها وأماكن حدوثها، إضافة إلى أنًّ عدم ترتيب ألقرآن حسب تواريخ ألتـأليف (ألنزول) وترتيبها حسب طول السور من الأطول إلى ألاقصر أضاف غموضا آخر إلى ألقرآن وصعوبة لربط ألأحداث ألواردة بأزمانها.
في كتاب " محنتي مع القرآن ومع الله فى القرآن " يورد ألكاتب د. عباس عبدالنور بعض ألأمثلة على غموض ألقرآن نورد منها مايلي:
1- الغريب أنّ القرآن كثيراً ما يندفع في تفاصيل لا موجب لها بل لا معنى لها، ويُقصِّر في أخرى كان من الواجب تبيانها وعدم التلكؤ فيها. خذ هذه الآية مثلاً: «واذكُرْ في الكتاب موسى، إنّه كانَ مُخلَصاً وكانَ رَسولاً نبيَّاً. وناديناه من جانب الطورِ الأيمَنِ وقرَّبْناه نجيَّاً» (19/ 51 ـ 52).
أنا لا أفهم أيّ معنى لكلمة «أيمن» في شعابٍ واسعة لا معالم لها وكلُّ شيء فيها يصلح أن يكون على يمين شيء آخر أو على يساره. فالجهات من المضاف، أي ليس لها معنى مطلق بل هي نسبية يتحدد معناها بالقياس إلى غيرها.
كذلك لا يفوتني أنْ أذكر هنا أيضاً هذه الآيات ـ الألغاز حكايةً عن موسى بعد أن نزل من الطور ووجد قومَه يعبدون العجل، فاستطار غضباً وأخذ بخناق أخيه المسكين هرون:
«فرجع موسى إلى قومِه غضبانَ أسِفاً. قال يا قوم! ألم يعِدْكم ربُّكم وعداً حَسناً، أفطالَ عليكم العهد؟ أم أردتم أن يَحِلَّ عليكم غضبٌ من ربِّكم فأخلفْتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدَك بِمَلْكنا، ولكنَّا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها،
مجموعة من الألغاز في هذه الآيات، كالكلمات المتقاطعة اضطرّت المفسِّرين إلى أن يُفرِّجوا عن كلِّ مخزونهم الأسطوري ويثرثروا على هواهم ليفكّوا طلاسمها ويزيلوا الغموض الذي يحيط بها. فمن المعروف في علم البلاغة أنّ الإيجاز في غير محلِّه إخلال بالمعنى، كما أنّ التطويل يُفسد المعنى.
فما المقصود بقوله تعالى: «ولكنَّا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها» (20/ 87). أينَ قذفوها؟ يقول المفسِّرون إنّهم قذفوها في النار. كيف عرفوا ذلك لولا أساطير التوراة التي يقول القرآن إنّها محرّفة؟ فما ضرَّ لو ذكر كلمة (نار)؟ لِمَ يُلجئنا إلى كتابٍ «محرَّف» لنفهم غير المحرّف؟
ولكنّ اللغز الكبير يتجلّى في الآية الأخيرة التي بلغ فيها الخلل أقصاه: «بَصُرْتُ بما لم يَبصُروا به فقبضْتُ قبضةً مِن أَثَرِ الرسولِ فنبذْتُها» (20/ 96). ما هي هذه القبضة؟ وعن أيِّ رسولَ يتحدّث؟ ما أخصبها من تربة لإنعاش الإسرائيليّات وحشد الأساطير طبقات فوق الأساطير، وبالتالي أسطرة المؤمنين بقرآن عربي «غير ذي عِوج لعلهم يتّقون» (39/ 28).
2- وإذا أردتم مزيداً من الألغاز في آيات القرآن فدونكم هذه الآية: «ولقد فتنَّا سليمان وألقينا على كرسيِّه جسداً ثمَّ أناب» (ص 34).
لا شيء كالأسطورة يضفي المعنى على هذه الآية. مرحى مرحى بهذه الآيات التي لا يضاهيها شيء في تغذية عقول المسلمين بالأسطورة وشل أذهانهم، وصرفهم عن العالم الذي يدور من حولهم ليسبحوا في عالم الغيب بعيداً عن عالم الشهادة!! أتعرفون ما هو هذا الجسد الذي ألقاه اللَّه على كرسي سليمان؟ إنه جنِّيٌّ يبدو أنّه عربيٌّ لأنّ اسمه «صخر»، جلس على كرسي سليمان الذي تزوج بامرأة هَويَها كانت تعبد الصنم، وكان مُلكُه في خاتمه المشهور فنزعه مرَّة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته، فجاءها ذلك الجنيُّ في صورة سليمان وأخذِه منها وجلسَ على كرسي هذا الأخير. فخرج سليمان في غير هيئته الأصليّة التي سلبه الجنِّيُّ إيّاها ورأى الجنِّيُّ على كرسيه. فقال للناس أنا سليمان فأنكروه، ثمّ أنابَ إلى اللَّه ورجع إلى ملكه بعد أيام.
ألخاتمة:
نستنتج من ملخص كتاب لوكسنبرغ أنّ ألقرآن يحتوي كلمات سريانية تمّ تفسيرها بغير معناها ألذي كتبت في ألمصحف المتداول حاليا وألمسمى بمصحف عثمان، وكذلك فإنّ إضافة ألتنقيط الخاطيء على ألنصوص ألتى لم تكن منقطة في عهد ألرسول تسببت في إشكالات عديدة في فهم معاني الكلمات.
ألقرآن برأيي مؤلف من إقتباسات من ألأديان العبرانية ألسابقة عليها (أليهودية وألمسيحية) وخاصة من ألكتابات ألمنحولة وألغير القانونية ، إضافة إلى ماورد في الديانة الزراداشتية حول الصلاة والصراط والجنة والجحيم. كما أنّ ألنبي محمّد أضاف على ألقرآن ألآيات الغير ألمقتبسة من ألمصادر السابقة، لقد استبقى القرآن كثيراً من الشعائر والطقوس التي كانت سائدة قبله في شبه الجزيرة العربية:
تقديس الكعبة والحجر الأسود وشعائر الحج وأساطير الجنّ وحكايات الأمم السالفة... فجَمعَ هذه الأنقاض وأحيا هذه الرمم وأعاد تركيبها ليبني صرحاً إيديولوجياً جديداً، أضاف إليه الكثير من العناصر والقوى الفعالة التي تخدم قضيته في مجالات الحياة المختلفة، فجَمعَ هذه الأنقاض وأحيا هذه الرمم وأعاد تركيبها ليبني صرحاً إيديولوجياً جديداً، أضاف إليه الكثير من العناصر والقوى الفعالة التي تخدم قضيته في مجالات الحياة المختلفة. ومع انحسار المد الفكري وباطراد التراجع الحضاري أخذ هذا الصرح يتداعى، ليعود كما كان أنقاضاً نتعبّد لها ونُسبّح بحمدها ونُقدّم لها الأضاحي والنذور والبخور.
في كتابه الموسوعي " تاريخ ألقرآن " يصنف تيودور نولدكة ألسور ألمكية إلى ثلاثة مراحل بحسب أسلوبها وتطورها ألداخلي صارفا ألنظر عن ألتاريخ، وهو غير أكيد. وتتشكل ألمجموعة ألأولى من ألسور ألقديمة وهي جياشة بالمشاعر ولهذا أدعى خصوم ألنبي محمد بأنًّ آياته عبارة عن شعر وأنًّه مجرد شاعر مجنون، ولقب الشاعر يدل على أنَّ ألطريقة ألتي قدم ما أتاه من ألوحي، وهي ألسجع، كانت تُعتبَر آنذاك نمطا شعريا. فيما تتألف ألمجموعة ألثالثة من ألسور المتأخرة التي كثيرا ما تقارب في أسلوبها ألسور ألمدنية.
بين هاتين ألمجموعتين نجد بأنًّ المجموعة ألثانية تمثل حلقة وصل بينهما، تنتقل بنا بإنحدار تدريجي من ألمجموعة ألأولى إلى ألثالثة. علينا، إذا، أن نميز بين سور نشأت في ثلاث فترات في مكة.
سور ألفترة ألمدنية تتميز بالطول وتشبه ألكتابة النثرية ولا نلاحظ فيها العواطف الجياشة التي تميزت بها السور المكية القصيرة، وكذلك نلاحظ أنَّ بعض آياتها نسخت آيات عديدة تم تأليفها (نزلت) في مكة نظرا لتغير ظروف ألدعوة من الضعف إلى ألقوة.
أما أسباب ألنزول فهي محاولة من قبل ألمفسرين لإضفاء صبغة تاريخية على ألقرآن بربط بعض آياتها بأحداث وقعت في فترة ألدعوة ألمحمدية أو بسيب أسئلة وجهت إليه من قبل ألمشركين واليهود والمسلمين.
نصوص ألأديان قاطبة (بضمنها أليهودية والمسيحية وألإسلام) تتعرض لتغييرات وإضافات وتراكمات بمرور ألزمن لأسباب سياسية وإجتماعية وثقافية ، فهذه ألنصوص معرضة للتطور وألتغيير ، فألتطور هي سنة الحياة.
في عصر ألدولة ألعباسية أنقسم المسلمون إلى فريقين حول مسألة: هل ألقرآن مخلوق أم غير مخلوق ، ألمعتزلة تبنوا كون ألقرآن مخلوق ورفضوا كون ألقرآن مكتوب في أللوح ألمحفوظ وأولوا ألآيات ألتي وردت حول ذلك ، وأيدهم في رأيهم الخليفة ألعباسي ألمأمون ، أما الاشعرية فتبنوا كون ألقرآن غير مخلوق ونصه مكتوب في أللوح ألمحفوظ ، وأيدهم في ذلك ألخليفة ألعباسي ألمتوكل.
نتيجة لهذه الخلافات سُجن وقٌتل ألعديد من ألمسلمين من كلا الطرفين ألمتنازعين.
ختاما نقول : جميع ألأديان مؤلفات بشرية نشأت مناسبة زمانيا ومكانيا للمجتمعات ألتي ظهرت فيها ولا يمكن تطبيقها في عصرنا ألحالي وألعصور أللاحقة ، ويتوجب نزع ألقداسة عن نصوصها وبذلك نقلل ألخلافات وألنزاعات بين ألبشر.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى....
المصادر:
- تاريخ الإسلام المبكر ......... الدكتور محمد آل عيسى.
- تفسير أبن كثير.
- تفسير ألجلالين الميسر ...... جلال الدين المحلي عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد.
- قراءة آرامية سريانية للقرآن....... للمستشرق كريستوف لوكسمبرك.
- محنتي مع القرآن ومع الله فى القرآن...... د. عباس عبدالنور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت حر فيما تؤمن ولكنه كلام مغلوط يا نشمي
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 8 / 12 - 08:29 )
بعد التحية لك ايها الاخ سمير النشمي اقول وبالله التوفيق ان كلامك مردود عليك لان الله لا يحاجج عباده بالغاز ورموز ويالبت شعري ان تلك الالغاز والرموز هي محل اتففاق في الفهم والتاويل بين المسلمين. اما التاويالات للحروف المقطعة هي وحي خيال المؤول واحيانا تخطئ الله ـ حاشا الله عما يقولون ـ من حيث لا تدري. فهل تاويل الشيعة لكهعص في واقعة كربلاء مع اعترافهم بان القرآن غير مخلوق وهذا يعني ان الله قد قدر ان يقتل يزيد الحسين قبل خلقهما فهل يستطيع احد ان يحيد عن قضاء الله وقدره؟؟. اما قولك بان اهل البيت ـ التي حصرتموهم في اثنا عشر امام ـ فابن تفسيرانهم للقرآن وهل لهم وجود في زماننا؟؟. اما يا اخي الاعتماد على العنعنات فهذا لا يعني المصداقبة لما نقلوا ونحن نعرف التحزبات التي حدثت بعد موت محمد. اخي الكريم ان الباحث في القرآن متجردا عن ايمانه المسبق يجد ان القرآن هو تاليف بشري لان خالق كل الكآئنات لا يمكن ان يتحدى انساناهو خالقه او يامر بان نقتل بعضنا بعضا لدخول الجنة. فاذا كان القرآن كان صالح عند نشئ الدولة الاسلامية ونسبته الى الله فهو غير صالح لزماننا الا في التعاليم التي ترجع بالنفع على البشرية

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب