الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك أفغنة للصومال؟-

محمد سيد رصاص

2006 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- هناك بلدان يمكن,عبر انفجار تناقضاتها الداخلية وتحولها إلى مسارات معينة,إعادة صياغة الإقليم المحيط بها,كما حصل في أفغانستان بين عامي 1998و2001,فيما يمكن استغلال مشاكل داخلية متفجرة في بلد معين من أجل إعادة صياغة داخله وهويته ولأجل إعادة رسم الأدوار الإقليمية للدول المحيطة فيه,كما جرى في السودان,من خلال مشكلتي الجنوب ودارفور بين عامي2002-2006,في اتجاه تحجيم حكم الوسط والشمال العربيين له منذ الاستقلال وفي منحى اعطاء الغرب (الأميركي والأوروبي),عبر اتفاقيتي نيفاشا وأبوجا,دوراً اقليمياً غالباً للدول الافريقية المحيطة بالسودان على حساب مصر وليبيا.
يلاحظ الآن,بعد سيطرة"المحاكم الاسلامية" على العاصمة الصومالية ومناطق واسعة في شمالها وجنوبها خلال النصف الأول من حزيران,عودة الاهتمام الدولي والاقليمي بالصومال,واشتعاله بعد خبو وبرود استمر منذ حزيران 1993 عندما انسحب الأميركان من العاصمة مقديشو بعد ستة أشهر من التدخل,مايستدعي إلى الذاكرة وضعية مماثلة عاشتها أفغانستان عقب انسحاب السوفييت منها في 15شباط1989 حتى سيطرة الطالبان على كابول في 26أيلول1996 أوبالأحرى حتى انفجار التناقضات بين واشنطن والطالبان في آب 1998بعد تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام من قبل تنظيم القاعدة الذي أعلن عن تأسيس جبهته العالمية في شباط 1998 من قبل ابن لادن والظواهري المقيمين في أفغانستان.
كانت مسارات الصراع الأفغاني,بين (الطالبان)و(تحالف الشمال),تؤشر إلى اتجاه أميركي لتحجيم باكستان(بخلاف ماكانت عليه الأمور في فترة الحرب الباردة)وإلى تغليب أميركي للدورين الهندي والروسي في الشأن الأفغاني مع غض نظر من قبل واشنطن حيال الدور الايراني الداعم لبعض فصائل تحالف الشمال:هنا,إذا قارنا بين أفغانستان والصومال,فمن الواضح الآن أن هناك انقلاباً في النظرة الأميركية لإثيوبيا,عما كانت عليه الأمور في زمن حكم الكولونيل هيلاميريام الحليف للسوفييت بين عامي 1977و1991,في اتجاه دعم دور"ما"لأديس أبابا في الشؤون الصومالية,بانت ملامحه الأولى منذ النصف الثاني من التسعينيات عبردعم الإثيوبيين لجمهورية أرض الصومال في الشمال ولبعض ميليشيات أمراء الحرب الصوماليين في الجنوب والوسط الذين مالوا إلى مبادرات اثيوبية للمصالحة الصومالية بخلاف تلك التي دعت إليها الجامعة العربية بالقاهرة,وهو دور يبدو أنه لن يكون بعيداً عما أخذته أوغندا وكينيا في قضايا جنوب السودان أوعن الدور الذي قامت به نيجريا وتشاد عبر أزمة دارفور.
يلاقي هذا هوى معيناً عند أطراف عديدة في الساحة الصومالية ,وقد كان من الواضح وجوده عند الحكومة المؤقتة في بيداوا عقب سقوط مقديشو بأيدي الاسلاميين,فيما تنطلق الحسابات الإثيوبية من استعادة دور اقليمي يوازن ماأخذته أوغندا وكينيا أوأريتريا(عبر مشكلة شرق السودان وعلاقات أسمرا الواسعة بالقوى السودانية المعارضة لحكم البشير),ليحقق لأديس أبابا وصولاً آمناً ومريحاً للبحر لم تعد تؤمنه المرافىءالأريترية أوجيبوتي,كما يمكن لإثيوبيا ,عبر التحكم بالمسارات الصومالية بغطاءدولي وافريقي,منع الصومال من أن يكون قاعدة لحركات المسلمين الاثيوبيين المعارضة من قومية (الأمورو) في الغرب والجنوب,أوللصوماليين الاثيوبيين في اقليم أوغادين الذي أدى التنازع عليه إلى حرب 1977 مع الرئيس الصومالي زياد بري,في وقت يعاني الحكم الإثيوبي الحالي,بزعامة ميليس زيناوي المستند أساساً هو وحزبه المسمى (الجبهة الديموقراطية الثورية لشعب اثيوبيا) إلى قومية التيغري(12%من السكان), من معارضة واسعة تتركز أساساً ضمن قومية (الأمهرا)-25%- التي كانت الحاكمة في العهد الملكي وفي عهد هيلا ميريام.
من الواضح أن هذا الاتجاه الاثيوبي لن يلاقي الصدُ في واشنطن, أوفي العواصم الأوروبية,إن ترسخت الأمور للاسلاميين في مقديشو,كماأن العاصمة الكينيةلن تكون ضده,رغم مشاكلها الحدودية مع الاثيوبيين,مادامت عينها على مسلمي الساحل الكيني الذين يرتبطون بروابط عرقية وتاريخية مع الصومال .
هل ستتجه الولايات المتحدة,ومن ورائها الإتحادان الأوروبي والافريقي,إلى انشاء "تحالف شمال"صومالي ضد اسلاميي"المحاكم الاسلامية",تكون اثيوبيا داعمته الرئيسية؟.............. ثمَ:إن حصل هذا ,فمامعناه على صعيد العلاقات العربية-الافريقية,عندما ستتحول الدول الافريقية (بدعم دولي وافريقي) المجاورة لبلدين عربيين,هما الصومال والسودان, إلى الصاغة للمسارات والمآلات فيهما,بمعزل عن بلد عربي رئيسي,هو مصر,من الواضح أن ذلك سيؤدي ليس فقط إلى فقدانه للرأي والنفوذ في السودان,وإنما أيضاً إلى مجابهته لوضع جديد(لم يكن موجوداًمنذأيام محمد علي باشا الذي وصلت جيوشه إلى منابع النيل الجنوبية) عندما ستصبح دول منابع النيل,أي اثيوبيا وأوغندا وكينيا,ذات أدوار اقليميةغالبة على المحيط المجاور,وبغطاء دولي؟...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني


.. سياسي يميني فرنسي: الإخوان ساهموا في نشر الإسلاموفوبيا في أو




.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف