الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هو حقّاً صراع إرادات ...؟

محمد ماجد ديُوب

2020 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن نخطىء كثيراً عندما نعتقد أنّ الإنسان ذو إرادةٍ لاتقهر وذلك لجهلنا التّام بماهية الإرادة وعلاقتها باللاوعي ( المشيئة )
لو عدنا إلى قصّة الخلق وتحديداً إلى الحوار الذي جرى بين الله وإبليس لوجدنا أنّ مشيئة الله قد إنتصرت على إرادته كما قال د. صادق جلال العظم في كتابه : نقد الفكر الدّيني
إذ لو لم يشأ الله لإبليس أن لايسجد لآدم لكان جسد له وإنتهت القصّة من أوّلها ولما كان هناك حياةٌ على الأرض ولما كانت هناك رسالاتٌ ولا وعودٌ بجنّةٍ أو نارٍ فالأمر كلّه بُني على إنتصار مشيئة الله على إرادته التي هي أمره لإبليس أن يسجد لآدم فلم يسجد
من جهةٍ أخرى أجد أنّه لابدّ من القول أنّ المعركة بين الله وإبليس كانت في ظاهرها معركة كسر إراداتٍ كما يقول الدّكتور عماد فوزي شُعيبي في كلامه عن الصّراعات في المنطقة والعالم .لكنّها في واقع الأمر أو بالأحرى في باطنه هي توافق مشيئات أي أنّه لاوعي إبليس كان متوافقاً مع مشيئة الله في عدم سجوده لأدم لذلك بدا الصّراع وكأنّه إنتصارٌ لإرادة إبليس على إرادة الله برفضه التّام لأمر السّجود لآدم وتحملّه نتيجة ذلك حتى يُنظر في أمره كما طلب من ربّه وكان بالتّالي آدم ونسله هم ضحيّة توافق مشيئتي الله وإبليس على أن يكون في هذه الحياة يُسقى من حلوها ومرّها إلى حين
كثراً ما نصادف في حياتنا على المستوى الفرديّ أحداثاً نحار في تفسيرها . مثلاً كأن تريد أمراً ويأتيك عكس ماتريد فتحزن كثيراً لذلك فنرةً طويلةً من الوقت وعندما تعود بك الذّاكرة إلى الخلف قليلاً تجد أنّ ماحدث كان متوافقاً مع مصلحتك تماماً وتقول في نفسك أحمد الله أنّ الذي أردته لم يحدث ًوحدث الذي حدث
هنا نجد أنّ المسألة برمّتها كانت محصلة ً لصراعٍ عميقٍ بين إرادتك في أن تريد ومشيئتك ( لاوعيك ) الذي لايريد
ولكنّ السّؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف عرف لاوعيك أنّ مصلحتك هي هنا وليست هناك ...؟
هناك تفسيران للأمر
الأوّل يعتمد على مقاربات علم النّفس الكلاسيكي ويقول إن ماكان سيحدث لايتّفق مع ما تجذّر في لاوعيك عبر التّربية وما كرّسته من عقائد وأخلاق وسلوكيّات في مراحل متقدّمةٍ من عمرك التي لاتتجاوز عمر الخمس سنوات
الثّاني يعتمد أيضاً ولكن على مقاربة علم النفس الكمومي الذي يقول أنّ مشيئتك هي أنت الآخر في العالم الموازي غير المرئي وهو عالم القدرة المطلقة وهو هناك يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل ويعرف ماينفعك وما لاينفعك بل وما يضرّك لذلك تراه يفعل العكس عندما تطلب شيئاً يرى هو أنّ ماتطلبه لاينفعك بل وربّما يضرّك كثيراً فيعمل على إعطائك شيئاً تراه عكس ماتطلبه ولكن بعد حينٍ من الزّمن ترى أنّ ذلك فعلا هو الأنسب لك وهذا الآخر يتصرّف وفقاً لمصلحتك أنت كما وصلته بطريقةٍ ما
لن أطيل في المحصلة نرى أنّ الأمر في الصّراعات على المستويين الفردي والجماعي هو ليس صراع إراداتٍ بل هو صراع مشيئات
ألا تعتقد أنّنا لو كنا نمتلك مشيئاتٍ تجذّر فيها الإيمان بحتمية حصول أمرٍ ما لحصل ...؟
ربّما وهذا مايقرّبه علم النّفس الكمومي
أرجو لمن يريد المزيد مراجعة بحثنا على هذا الموقع المحترم الذي هو بعنوان : من نحن ....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با