الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدانية بين الفكر و الفعل

فاطمة الزهراء بونسيف

2020 / 8 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن مشكلة ازدواجية الهوية الفردية ، و تَخبطِها بين عالمين اثنين تكمن في الصِراع الأَزلي بين الفكر (الروح ) ، و الجسد (الفعل )، و التيه الدائِم للذات الإنسانية بين هذين البعدين ، اللذين ما ينفك أحدهما يصارع الأخر في محاولة منه لإثبات مثاليته .
تُعاني الهوية الفردية من النزاع القائم بين الروح و الجسد ،فبدل أن يحقق التناغم و التناسق بينهما "الوحدانية" حُقّقَ التنافر "الإزدواجية" . ثم إن تحقيق مسألة الوحدانية ليس بالأمر الهين أو السهل ؛ لأن الروح دائما ما تُلفي نفسها متخبطة في ازدواجية الفكر السائد في المجتمع ، و الذي بدوره ضاع في صراع الكَم (الفكرة و الأفكار ، الذات و الذوات ،الشخص و الأشخاص ،النوع و الأنواع ...). فإذا لم يستطع الفكر السائد استيعاب فكرة التنوع ، تنوع و اختلاف و تباين الذوات ، بقدر تباين و اختلاف أفكارها ، ألوانها ،أجناسها،شخصياتها ...فلن يتحد مع الجسد (الفعل ) .
ثم إن الفعل السائد في المجتمع تَاه في نزاع و تضارب المتناقضات ؛ فحينا يجد نفسه في الأصالة ،و حينا أخر يصبح حداثيا ، أو يكون بين العالمية و الخصوصية ، التحول و الثبات،الوجود و الفراغ ...فإذا لم يستطع هذا البعد أن يُساق في منحى واحد ثابت في المعاني الوجودية ، و أن يؤمن بضياعه في العدم ،فلا سبيل لاستقرار الهوية الفردية و لا مجال لتوحد البعدين .
لنفترض أخيرا أن "الجسد "(الفعل) آمَن بتيهه ، وأن الفكر تقبل و استوعب التنوع ،و اختلاف الغير البعيد عن الغير القريب ،فسيتوحد بذلك البعدان ،و سينتج عن توحدهما ما يسمى "الهوية الثابثة" ، و التي ستؤمن بدورها بتغير القناعات و الأجيال بتغير الوقت الزمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في