الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتماء الديني أساسه حب الوطن

ادورد ميرزا

2006 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون } صدق الله العظيم .

بالرغم من قوة هذا النص لكني ارى ان الذين يحترمون اهل الكتاب من المسلمين هم اكثر عددا من الذين ينفذون توجهات النص , وكمثال على ذلك في العراق حيث إن الأقليات الدينية من مسيحيين وغيرهم وهم سكان العراق الأصليين يعيشون على ترابه جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمون سنة وشيعة الذين هجروا الى العراق من الجزيرة العربية منذ الاف السنين واقاموا حكمهم عليه , ولأنهم الأكثرية وفي قلوبهم رحمة كما وصفهم النبي محمد{ ص } فكان لا بد من حماية معتنقي الديانات الأخرى من الأقليات , وهذا ما كان حتى قبل غزو العراق .

إن النظم الإسلامية في الدول الحديثة تتباين في نظرتها وتشريعاتها أتجاه الأقليات والأثنيات. ففي الوقت الذي تمنع المملكة السعودية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية علنيا ً، وتمنع أنشاء دورعباداتهم ، نجد دولة الكويت تعترف بوجود أقلية مسيحية صغيرة يديرها مواطن كويتي مسيحي , في حين يتمتع المسيحيون بحرية العبادة ولهم جميع حقوق المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية العامة في غالبية الدول العربية وحتى شمال افريقيا .
في خظم هذا التناقض يبرز دور المثقف المسلم في اختيار افضل الصيغ لحماية الأقليات خاصة اذا ما اعتبرنا ان بين ابناء الأقليات كنوز علمية لا يجور التفريط بها .

وبحكم الآية الكريمة { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ، أن الله يحب المقسطين }. ، فإن على المسلمين أن يعاملوا غير المسلمين في العراق بالأخلاق الحسنة ، والقسط ، والعدل الذي ينادي به الإسلام .
الجدير بالذكر ان أساس الانتماء هو المواطنة أي أن كل من يحمل الجنسية العراقية يتمتع بجميع الحقوق والحريات المدنية والسياسية. ولايعتبر الأنتماءالديني أو المذهبي أساسا ً في بناء الدولة. هذا المبدأ يتجسد بقوة في منح الأقليات الدينية حق التمثيل في البرلمان العراقي والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية . وهذا بحد ذاته ضمان كبير وحق دستوري للأقليات الدينية الغير مسلمة وقد ضمن الدستور العراقي حق ممارسة الشعائر الدينية , كما تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها , كما نص الدستور على أن العراقيين أحرار في الإلتزام بأحوالهم الشخصية ، حسب ديانتهم أو مذاهبهم .
أما اليوم ومع الأسف .. في العراق قتل وتهجير وترويع لأبناء الأقليات الدينية الغير مسلمة , وليس هناك ما يشير الى حسن المعاملة لأن ما قرأناه في التأريخ الإسلامي حول نزاهة الحاكم المسلم في حكمه لا نراه اليوم , قرأنا ان الحاكم المسلم ينصب اولى اهتماماته في حماية معتنقي الأديان الأخرى التي تعيش في ظل حكمه ! لكن ما نراه اليوم على شاشات الفضائيات العراقية غير ذلك .
,وانا اتابع برامج الفضائيات العراقية واعلاناتها المدفوعة الثمن اشعر وكأن العراق وحكومته التي انتخبتْ من قبل المسلمون وغير المسلمون بخير وانهم يعيشون اسعد ايامهم بين رفاه إقتصادي وأمان نفسي وان كل ما اراه على شاشات الفضائيات العراقية نفسها من ذبح واختطاف وقتل واغتيال وتدمير للمدن وتهديد وتهجير وسلب , واخر الجرائم اختطاف مجموعة من طلبة الجامعة التكنولوجية من مواليد محافظتي الأنبار وديالى كما اوردتها القنوات الفضائية العراقية نفسها... لا وجود لها وان القائمين على ادارة هذه القنوات الى جانب اخوانهم من قادة الأحزاب المسؤولة عن أمن البلاد مرتاحوا الضمير , وان كل اعمالهم واهدافهم منصبة لخدمة العراق والشعب العراقي بكل اديانه , ومشكلتهم الوحيدة مع العراق وشعبه " إن وجدت " فهي بسبب تعب اجسادهم من كثرة المشي وحضورهم الأفراح بمناسبة إفتتاح العشرات من الجامعات العلمية والإنسانية الى جانب تعبهم في وضع حجر الأساس لمستشفى او لبناية كنيسة بنيت تكريما لأهل الكتاب او لتعمير جامع او معبد للصابئة , هؤلاء الزعماء تحديدا وحين يطلون علينا من شاشات فضائياتهم كأنهم ملائكة وعلى وجوههم نرى فيها كل الخير والبشائر , واذا سألناهم عن سبب سعادتهم وفرحتهم لقالوا بانهم سعداء بسبب تخلصهم من نظام صدام الطائفي المذهبي الدكتاتوري , ليقيموا نظام الإسلام العادل والتعددي والديمقراطي , وكما تشاهدون فان العراق اليوم ينعم بالعدل وبالخير والأمان ! فهل تصدقون قولهم أمممممممممممممممممممممم انهم غير صادقين ؟
لكننا وبالرغم من كل ما حدث للعراق وشعب العراق فاننا سنبقى نردد ما كتبه ...
الأستاذ شموئيل نوئيل سركيس ....
{ وسوف نحبك ونحبك رغم المؤامرات التي تحاك ضدك وستبقى يا عراقنا شامخاً مرفوع الراس وستبقى يا عراقنا عزيزاً غالياً لا تباع ولا تشترى وستبقى يا عراق عراقنا وسيبقى الجار السابع الجار السابع وما التوفيق إلا من رب العالمين آمين . }








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان