الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (1)

محمد بن ابراهيم

2020 / 8 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعرف المشهد الثقافي والاعلامي الاسلامي في الآونة الاخيرة ظهور دعوات وطروحات جديدة يقودها مفكرون واعلاميون وبعض من رجال الدين (نيازي عز الدين/ وسام الدين اسحاق / السيد فرقد القزويني/ ابراهيم عيسى /...) تدور حول التشكيك في صحة ميقات شهر الصيام وفي زمن حلول شهر رمضان؛ وتطالب بضرورة اعادة العمل بشهر النسيء، بما هو عندهم اضافة شهر كامل للتقويم القمري الهجري كل 32 شهرا على اكثر تقدير؛ بدعوى الحفاظ على المواضع الفصلية للشهور القمرية؛ فلا تنزاح عنها ابدا؛ ا وتكف عن الدوران على جميع الشهور الشمسية؛ فيأتي بذلك شهر رمضان دائما بموسم شمسي محدد. وانطلقوا في سبيل دعواهم تلك ضمن منطلقات اخرى من ضرورة مطابقة اسماء الشهور القمرية الهجرية لمسمياتها ليوافق الدال المدلول؛ على انهم اختلفوا في تقدير دلالة هذه الشهور؛ فمنهم من دعا الى جعل رمضان في الصيف باعتبار ان اسمه مشتق من الرمضاء؛ ومنهم من يري ان دلالة الاسم انما هي من الرمضي؛ مطر اخر الصيف واول الخريف، فحدد تبعا لذلك موعد شهر رمضان في الخريف. بل انهم عززوا طرحهم هذا بكون فصل الخريف يتساوى فيه الليل والنهار بنصفي الكرة؛ ( التقويم العربي كيف كان وكيف اصبح؛ نيازي عز الدين؛ ص 6) ومن تم يصوم المسلمون في جل اقطار الارض عددا متساويا من الساعات لا يزيد عن 12 ساعة؛ فتتحقق بذلك العدالة الرمضانية ويرتفع حرج العطش والحر عن المسلمين الصائمين؛ فالخريف شمالا والربيع جنوبا زمن معتدل تستطيع فيه الغالبية الصوم دون ادنى مشقة.
في اسماء الشهور ومسمياتها: عبثية العلاقة بين الدال والمدلول:
جميل ومع ذلك؛ لو سلمنا لهم بما ذهبوا اليه على اختلافهم في دلالة رمضان؛ فإننا لا نسلم لهم بالدلالة المناخية لباقي الشهور القمرية في ضل اختلاط اسمائها ما بين الدلالة الدينية والدلالة المناخية؛ فرجب من التعظيم وذو القعدة من القعود عن الحرب وذو الحجة من الحج والمحرم من التأكيد على الحرمة وتعريفه دال على استهلال الجاهليين به للعام بعد انقضاء الحج واعلان القلمس للنسيء؛ فلا سبيل الى اقرار دلالة فصلية مناخية لهذه الشهور الا بكثير من الالتفاف، وأيا يكن فان اللجوء الى قواميس اللغة من اجل استخراج الدلالات المناخية الغميسة لأسماء هذه الشهور لا يمكن ان يكون بأي حال نهجا علميا او اصوليا دقيقا؛ اذ لا سبيل الى الاحتجاج في قضايا الدين الا بنصوص الوحي؛ فاللغة وقواميسها ليست وحيا حتى يحتج بها على ضرورة مطابقة الدال للمدلول في اسماء شهور سميناها نحن واباؤنا وما انزل الله بها من سلطان، ولو وردت اسماء هذه الشهور القمرية في القرءان لسلمنا بدعواهم؛ اما وانه لم يرد فيه الا شهر رمضان؛ وليس اي رمضان، بل شهر رمضان بعينه. ذاك الذي أنزل فيه القرءان؛ فتميز “بالذي" عن اي شهر رمضان آخر؛ وخصص بها عن غيره؛ وفصل بالتالي عن دلالته اللغوية التي قد تكون من الرمضاء او من الرمض؛ لا يعنينا الامر كثيرا. فكان بالتالي هذا الشهر مع نزول القرءان فيه؛ شهر الله وشهر القرءان وشهر الصيام؛ بل كان عند بعضهم اسما من الاسماء الحسنى.
وقياسا على هذا ايضا؛ فإن أسماء الشهور الغريغورية الغربية التي استقر عليها الاعتبار حاليا انما هي اسماء اعتباطية؛ فلماذا لا نطالب بان يكون اكتوبر هو الشهر الثامن مثلا عوضا عن العاشر كما هو عليه الآن حتى يتطابق الاسم مع مسماه ؟ وما وجه العلاقة بين مارس والربيع وبين يناير والشتاء؟ ومن هذا الذي يضمن لنا اساسا ان العرب انما ترجموا اسماء شهورهم القمرية هذه عن حضارات زراعية سابقة او مجاورة دون ان يحفلوا بمواضعها الموسمية؟ أليس الربيعين مجرد تعريب للتشرينين ؟ تماما كما يقابل الجمادين كانون الاول والثاني السريانين ؟ او ليس ايلول السرياني الدال على العدم والبكاء والصراخ والنداء والعويل هو نفسه شهر صفر العربي المتضمن لمعنى الصفير كما الصفر؟ او ليس شوال بدلالته الجنسية هو نفسه أيار؟
الواقع ان ما يتحكم في اسماء الشهور كما في اسماء الكثير من الاشياء الاخرى هو فقط حاجتنا الى اسم؛ ومن غير الوارد في كثير من الحالات ان يتعلق الامر بعملية اشتقاق وتأثيل واقتباس مقصود ذي دلالة ما؛ على ان الحفر في دلالات الكلمات عملية مفتوحة؛ ولا يقطع منها بشيء في ظل تعدد المداخل؛ وطول ازمنة التثاقف بين الحضارات؛ وحضور التقاربات الاعتباطية؛ او التشابه الذي كان بمجرد الصدفة.
ان هذا الطرح لا يمنعنا من الاقرار بان أسماء الشهور تمتح في الغالب من معاجم الدين والسياسة والخصوبة والزراعة؛ ففي السياسة يمكن ان نضرب مثلا بيوليوز وغشت...؛ وفي الدين يمكن ان نستحضر تموز واب و رمضان و ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب؛ ونيسان وتشري العبريين ومارس ...؛ كما يمكن ان نقر بان شوال وايار وتموز والربيعين والجمادين والتشرينين والكانونين شهور بدلالات زراعية موسمية وهذه قضية في حد ذاتها؛ ولا توجب بالضرورة تطابق الاسم مع مسماه؛ اذ يمكن ان اتخذ تقويما أجعل فيه اب اغسطس الشهر الاول من عام يبدأ بالشتاء. ما الذي يمنعني من ذلك؟ لا شيء في الواقع؛ الا طول الاصطلاح. ان الاسئلة الحقيقة لا تطرح ابدا لأنها تحديات تفرغ جهد اصحابها وتنهكهم دون ضمانة ايجاد الجواب فتبقى عند من تعوزهم المصادر الكافية مجرد اسئلة ضاغطة وافق محير للتفكير . هل كان النظام الزمني في شبه الجزيرة العربية موحدا ؟ وهل جميع القبائل تعتد بالقمر؟ وهل يهود المدينة كانوا يطبقون الكبيسة اليهودية في اطار التقويم الشمس قمري؟ وما هي دلالة وجود 360 الى 365 صنم حول الكعبة؟ وكيف يمكن تفسير وجود ابيات شعرية جاهلية تربط رجب وجمادى بمواسم فصلية معينة؟ وما الضامن انهم قصدوا منها الشهر والموسم وليس الاصل اللغوي؟ لدينا اشارات هنا وهناك؛ مجرد اشارات من قبيل رجب ربيعة ورجب مضر؛ ومن قبيل ان الرسول لدى مهاجره الى المدينة وجد اليهود يحتفلون بعاشوراء او ما يسمى كيبور؟ ومن الوارد ان يكون هذا شاهدا قويا على اعتدادهم بالتقويم الشمس قمري وبالشهر المقوم؛ فقد وافق رأس السنة العبرية لعام الهجرة النبوية فعلا ربيع الاول الموافق لشتنبر 622 ميلادية. ولدينا ايضا وصفا كافيا لمجتمع انقسامي يميز بين الحلة والحمس والطلس والبسل والدادة؛ وفيه قوم يحرمون اربعة اشهر؛ وقوم يحرمون ثمانية اشهر؛ وفيهم كذلك من لا يرون لأي شهر في العام اي حرمة. اما في اليمن فقد كانت عندهم منذ الازمان الغابرة تقاويم زراعية معتبرة .
في الحساب القمري الهجري يمكن ان نعتبر ان المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة أسماء بدلالات دينية صرفة؛ بينما صفر والربيعين والجمادين وشعبان ورمضان شهور بأسماء دنيوية او مناخية؛ وهو ما يمكن ان اعتبره شخصيا شاهدا على لجوء العرب الى اقتباس ونقل اسماء هذه الشهور الدنيوية من الحضارات الزراعية المجاورة لملء الفراغ واتمام العدة ؛ دون ان يحفلوا بدلالتها الدنيوية الزراعية؛ سيما وان اسماء شهورهم القديمة ضاجة بالغرابة اللغوية ( ناجر؛ المؤتمر؛ خوان ؛ بصان ؛ ربى...) ولا يربطها بالمواسم والفصول اي علاقة لغوية معتبرة؛ فقد كانوا اهل انواء ونظر في النجوم ومطالعها (منازل القمر) ما اغناهم عن طلب التقاويم الشمسية والزراعية؛ والروايات التي لدينا تؤكد ان تعامل العرب مع هذه الشهور كان دائما بمنطق ديني لتنظيم امور الحج وتحديد الاشهر الحرم؛ ولم يظهر انها استعملت في الزراعة ابدا. وهكذا؛ وبقليل من النظر في العلاقات القائمة بين الاسماء ودلالتها يمكن ان نوفق بين اسماء الشهور القمرية الهجرية واسماء الشهور السريانية كما يأتي:
ربيع الاول = تشرين الاول: الربيع لدى العرب عند التحقيق هو الخريف؛ فالعرب تسمي الخريف ربيعا لوقوع اول المطر فيه (الازمنة والامكنة للمرزوقي ج 1 ص 200 ) (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام؛ جواد علي؛ ص /5022 1 بترقيم الموسوعة الشاملة) وتشرين عند البابليين هو شهر الشروع والابتداء؛ وكان شهرا مقدسا مكرسا لعبادة اله الشمس؛ وفي اوله عيد رأس السنة العبري وصوم كيبور في العاشر منه وفي الخامس عشر منه عيد المظلة ( شهور العرب ومواقعها في الفصول الطبيعية؛ ص 96 )= اكتوبر.
ربيع الثاني = تشرين الثاني= نونبر.
جمادى الاولى = كانون الاول: مشتق من الكن والاستقرار والثبات ومن موقد النار؛ تماما كما معنى جمد الرجل في مكانه في قواميس العربية = دجنبر.
جمادى الثانية = كانون الثاني: وقد زعموا انه انما سمي جمادى لجمود الماء فيه؛ في حين ادعى اخرون انه من جمود الحب في سنابله وقت الحصاد = يناير.
رجب = شباط : كلمة بابلية تشير الى الضرب والجلد واصل التسمية شدة البرد والرياح؛ وفي العربية يقال ليلة رجبية اي ليلة باردة شاتية ( ولو ارسلت في ليلة رجبية + بأوراقها هطل من الماء سافح . المفضليات؛ مختارات العلامة ابي العباس المفضل بن محمد الضبي؛ تحقيق عمر فاروق الطباع ص 156 ).( فباتت عليه ليلة رجبية + تكفئة ريح خريق؛ وتمطر + فاضحي وصئبان الصقيع كأنها + جمان بضاحي متنه يتحدر. ديوان بشر بن ابي حازم الاسدي؛ نقلا عن شهور العرب ومواقعها في الفصول الطبيعية؛ عرفان محمد حمور؛ ؛ ص 60) ومن معاني رجب في المعجم العربي الى جانب التعظيم والحياء وتدعيم النخل او احاطته بالأشواك؛ نجد ايضا قولهم رجب جاره بقول سيء اي رجمه به ورماه به = فبراير.
شعبان = اذار: قيل ضمن ما قيل انه سمي شعبان لتشعب العود وتفرع الاغصان عن الاشجار؛ وقيل لإشتعاب الظعن اياهم عن المربع الى المحاضر. اما اذار السرياني فهو اله النار في اساطير ايران القديمة؛ اما في بابل فقد كان مكرسا للإله اشور ابي الالهة = مارس.
رمضان = نيسان مشتق من البدء والتحرك كما يحيل في العبرية على معنى المعجزة؛ وهو شهر الخروج من مصر واول شهور السنة حسب التوراة. وكان السومريون يسمونه الشهر الاول وكان عندهم مقدسا فغلب عليه اسم شهر المعبد او المزار المقدس ؛ فلما اخذه البابليون عنهم جعلوا اسمه ورخ ربوتي؛ اي شهر الرب العظيم او كبير الالهة (شهور العرب ومواقعها في الفصول الطبيعية؛ ص 94) = ابريل.
شوال= ايار: من الاير وهو عضو التذكير في اللغة العربية؛ وقد يكون مشتقا من الهواء الحار او ريح الشمال او الصبا. اما شوال فسمي شوال حسبهم لكون النوق تشول فيه بأذنابها طلبا للقاح؛ اما في البابلية فيعني ايار الضياء والنور او زهر الربيع ؛ اما اسمه السومري فمعناه شهر الثور المقدس؛ وقد تكون الكلمة من اصل فارسي بمعنى الربيع = ماي.
ذو القعدة = حزيران: سمي ذو القعدة لقعودهم عن الحرب فيه، اما حزيران فهي الحنطة بالسريانية لان موسم حصادها يقع في الشهر وكان النصارى السريان يقيمون فيه عيد السنابل مقام العنصرة اليهودية = يونيو.
ذو الحجة = تموز: في بابل كان يكرس للإله نن اب؛ اي شمس الربيع وقد يحمل معنى الباب المفتوح وهو ابن الحياة عند السومريين نسبة الى اسطورة موت الاله وقيامته = يوليوز.
محرم = اب= الشهر المكرس لآلهة النار في بابل؛ وقد يكون كلمة سريانية بمعنى غلال ومواسم وتمر ناضج وقد يرتبط ببساطة بكلمة الاب العربية بمعني الكلأ والعشب؛ هذا وقد وردت اشارة عند المؤرخ الروماني بروكوبيوس الى ان عرب العراق كانوا يجعلون في السنة شهرين حرما لآلهتهم لا يغزون فيهما ولا يقاتل بعضهم بعضا؛ يقعان في تموز واب. (المواسم وحساب الزمن عند العرب قبل الاسلام؛ ص 73 ). وهو ما يوافق شهري ذي الحجة والمحرم؛ وقد ذهب بعض علماء اللغة الى ان اسمه في الاصل هو "موجب " والمحرم انما كانت صفته لا اسمه الى ان غلبت عليه= غشت.
صفر = ايلول: الصفرية؛ النبات ينبت اول الخريف، والصفري اول السنة واول المطر.. فأما الصفرة فلون يعتري الاوراق في الخريف قبل سقوطها، واما الصفورة فهي الخلو؛ وكانت ديارهم في المحاضر تخلو منهم (المواسم وحساب الزمن عند العرب قبل الاسلام؛ عرفان محمد حمور؛ ص 88). اما ايلول السرياني فيتضمن نفس معنى صفر العربي على مستوى الصفر والخلاء وعلى مستوى الصفير والنداء فمن معانيه العدم والبكاء والصراخ والنداء والعويل؛ وفيه كانت تقام المناحة على تموز = شتنبر.
ان ما نريد الوصول اليه من هذا الجرد السريع ليس هو اثبات العلاقة بين الدال والمدلول ولا حتى الانتهاء الى ان أسماء الشهور العربية انما هي ترجمة لأسماء الشهور السريانية؛ بقدر ما نسعى الى ابراز عبثية العلاقة بين الدال والمدلول في اسماء ومسميات الشهور السريانية نفسها؛ فحين ندرس الاصول التاريخية لهذه الشهور نرى انها تتضمن في اصلها "سنتين ": عام ديني يبدأ مع نيسان وعام دنيوي يبدأ مع تشرين الاول؛ ولنا ان نتساءل عن وجه العلاقة بين تموز الشهر السابع في التقويم الشمسي وبين شمس الربيع والباب المفتوح وابن الحياة؟ وما وجه العلاقة بين اب الشهر الثامن المعروف بحرارته المفرطة وبين الكلأ والعشب والغلال والمواسم؟ فاذا كانت هذه العلاقة قائمة بين اسم شهر ومسماه فإنها ليست علاقة مطردة؛ بل كثيرا ما تغيب؛ ليبقى الاسم شاهدا على شهوة تسمية الاشياء؛ فينفتح الباب عبر التاريخ والخيال امام نزوة الهوس بتقدير أصول الكلمات واشتقاقاتها؛ ولماذا سميت طنجة بطنجة؟
هب سلمنا بضرورة ثبات الاشهر القمرية في مكانها فأي الرمضانين نعتمد؛ رمضان الرمضي الواقع في الخريف ام رمضان الرمضاء المتوطن في الصيف؟ واي الجمادين نعتبر جمادى نضج السنابل ام جمادى الذي يتجمد فيه الماء؟ واي الربيعين نعتد ربيع الخريف ام ربيع فصل الربيع؟ ان خلاصة الاسئلة التي طرحناها هي انه ليس هناك ما يقيم حجة واحدة على ضرورة اجراء اي تغيير جذري في الشهور القمرية كمثل هذا الذي يدعون اليه.
التقويم الهجري ليس تقويما:
استند النسأة الجدد الى مفهوم التقويم في قواميس اللغة بما هو تقويم الاعوجاج واصلاح وضع مختل للتأكيد على ان ما يسمى بالتقويم الهجري ليس له من التقويم في وضعيته الحالية الا الاسم بسبب الغاء شهر التعديل او الشهر المقوم او النسي في اصطلاح بعضهم؛ ولابد هنا من الاشارة الى امرين اساسين:
1 . كلمة التقويم لم ترد في قواميس اللغة العربية القديمة بمعنى تقويم اشهر السنة
2. كلمة تقويم لم ترد في القرءان الكريم بمعنى الرزنامة او الكلندار او تقويم انحراف الاشهر؛ فما يعتد به القرءان في حساب الزمن سماه بالعدة والحساب والدين القيم ؛ فكلمة تقويم كلمة غير قرءانية؛ وليس لنا ان نحول قواميس اللغة الى وحي ثالث. وحيث ان القرءان استعمل كلمة ذلك الدين القيم بدل ذلك المعاش القيم في وصف العدة التي اعتد بها في حساب الشهور والسنين؛ فان ما يمكن ان نسميه بالحساب الهجري القمري هو بهذا المعنى حساب ديني يتفق ومفهوم القرءان للزمن بما هو مفهوم خطي لا يقبل التكرار الفصلي او الموسمي يمتد من يوم خلق الله السماوات والارض الى يوم يبعثون.
عبثية استدلال النسأة الجدد بتاريخ معركة اليرموك 636 م:
زعم النسأة الجدد ان : " تطابق التاريخ الهجري مع التاريخ الغربي لمعركة اليرموك مع الروم باليوم و الشهر والسنة دليل علمي لا يمكن ان يكذب من احد يعلم الحساب حتى تاريخ الخامس من شهر رجب سنة 15 هجرية الموافق للعشرين من شهر اب أغسطس 636 ميلادية" ( التقويم العربي كيف كان وكيف اصبح؛ ص 33). اعترف شخصيا باني اجهل مغزى استدلالهم بتاريخ معركة اليرموك كدليل على استمرار اضافة شهر التقويم الى الحساب الهجري القمري للحفاظ على ثبات اشهره في المواسم الشمسية؟ كما اجهل ماذا يقصدون من حديثهم عن التطابق قي تاريخها باليوم والشهر بين التاريخ الهجري والتاريخ الغربي فلا رجب هو اب ولا الخامس من رجب هي العشرين من اغسطس؟ اعتقد ان مسألة معركة اليرموك محاولة لخلق وهم لدى القارئ بانهم وجدوا دليلا قاطعا على صحة ادعائهم دون اتن يفهم القارئ معنى استدلالهم بها فيكتفي منها فقط بان هناك تطابق كيف الله اعلم ؟
كيف تعرف ما هو الشهر الغربي الموافق للشهر العربي على وجه التقريب؟
لنسلم ان معركة اليرموك حدثا فعلا في 20غشت 636 ميلادية جوليانية . الموافق لرجب 15 هجرية. وان 20 عشت جوليانية تساوي 23 غشت 636 ميلادية غريغورية .
لننطلق من فاتح شهر رجب في عام1441هجرية/ 2020: ولنقل انه وافق يوم الثلاثاء 25 فبراير 2020.
لنحسب الفارق الزمني الشمسي بين بين 2020 و 636 ميلادية = 1384 عام شمسي.
لنحول هذا الفارق الزمني الميلادي الشمسي الذي يفصل بين 2020 و 636 الى فارق قمري هجري:
1384 × 365,245 ÷ 354,367056 = 1426 عام هو الفارق الذي يفصل 2020 عن 636 بالحساب القمري.
لنأخذ الان فاتح رجب لعام 1441 الموافق ليوم الثلاثاء 25 فبراير 2020 ثم نحسب انطلاقا منه لنعرف الشهر الغربي الذي وافقه رجب في عام 636 كما الاتي:
25 فبراير ÷ 365,2425 +1( شهر واحد) ÷ 12 + 2020 = 2020,15178 × 365,2425 = 737.845,0016175 يوم شمسي ميلادي .
لنأخذ الان عدد الايام الشمسية التي تحصلنا عليها وهي 737.845,0016175 ونطرح منها عدد ايام السنة القمرية 354,36705 مضروبا في الفارق الزمني القمري بين 2020 و636 ميلادية :
737.845,0016175 – 354.367056 × 1426 مرة = 232.517.5 يوما شمسيا ÷ 365,2425 = 636,61129249745 عام شمسي ميلادي/ اي ان فاتح شهر رجب عام 636 قد وافق 61129249745, 0 × 12 = 7,3355099694 اشهر ميلادية, و 0,3355099694 شهر÷ 12 × 365,2425 = 10 ايام و 5 ساعات وبهذا نعرف رياضيا ان فاتح رجب في عام 636 ميلادية قد وافق 11 غشت 636 ميلادية غريغورية / 8 غشت جوليانية 636؛ مما يدل على ان المسألة عادية وليس فيها اي دليل على صدق دعواهم فنحن انطلقنا من رجب 2020 لنثبت حسابيا ان رجب 636 كان في شهر غشت. وبالفعل حينما نراجع برامج تتبع الاقتران الفلكي للقمر؛ نجد ان الاقتران الفلكي للقمر في شهر رجب 15 هجرية قد وقع على الساعة 16:39 نهار الثلاثاء 9 غشت 636 ميلادية غريغورية / 6 غشت جوليانية 636 . وبحسب اعتبار الرؤية البصرية فلن تتم رؤية الهلال الا مساء يوم الاربعاء؛ وعليه يكون الخميس 11 غشت 636 ميلادية غريغورية / 8 غشت جوليانية؛ هو فاتح رجب 636 ميلادية / 15 هجرية. فهل يوافق 5 رجب 20 اغسطس جوليانية 636 ؟ بالتأكيد لا. ففاتح رجب 15 هجرية كان الخميس 8 غشت جوليانية 636 وبالتالي فان 5 رجب موافقة ليوم الاثنين 12 غشت جوليانية/ 15 غشت غريغورية 636. اما 20 غشت جوليانية / 23 غشت غريغورية 636 فتوافق الثلاثاء 13 رجب 15 هجرية؛ وبناء على ما سبق يتضح ان 5 رجب 15 هجرية يستحيل ان توافق 20 غشت جوليانية 636 م استحالة مطلقة وباي وجه كان. اما في التقويم العبري الذي يعتمد الشهر المقوم او ما يزعمون انه النسيء فان 5 رجب 15 هجرية توافق فيه 4 ايلول 4396 عبرية.
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض