الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كونوا سنداً لصنع العباقرة .

يوسف حمك

2020 / 8 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


جميلٌ أن يمتلك الطفل مواهب نادرةً ، و من البراعة أن تضج دواخله بالمهارات الفذة ، و أن تكون مخيلته عالية الخصوبة ، و من نصيبه ذكاءٌ حادٌ ، و من تفكيره يتدفق ابتكارٌ غزيرٌ ، كما وفير الإبداع ...

باحثون مختصون أثبتوا : أن المبدعين من الأطفال في الخامسة ، تبلغ نسبتهم / 90 / % . ثم تهبط إلى / 10 / % في سن السابعة . فيزداد السفول انحداراً إلى / 2 / % حين بلوغ العاشرة .

بهذه العقول الاستثنائية ، بُنيت الحضارات ، و بتلك المواهب المتميزة ، شُيدت أرقى البلدان ، و ازدهرت الأوطان و تطورت .
أما بقمع المهارات كان هلاك البلدان ، و بإهمال الطاقات المبدعة ، كان زوال الأمصار و ضياع الأمم .

التنقيب في دهاليز دواخل الطفل من أولى مهام الأسرة ، لاستكشاف عبقريته المتقدة ، و بالمراقبة لمعرفة مواهبه المبهرة .
ثم التوجيه السليم ، و تعزيز الدعم له ، و الرعاية الصحيحة و التعامل معه بمرونةٍ ، لاحتوائه و تهيئة جوٍّ يريحه ، فينفرد بنفسه ، و التركيز على ما يميل إليه ، و ما يثير اهتمامه أكثر .
و لتنظيم الوقت بالغ الأهمية له ، كما تحديد البرامج التي يجب المواظبة على مشاهدتها في التلفاز ، و التشجيع على ممارسة هواياته لتفعيلها و تطوير مواهبه و زيادة قدراته الابتكارية إلى أرقى الدرجات ، و السماح له بأخذ نصيبه من اللهو و اللعب أيضاً .
بعض الأطفال يمتلكون استعداداً فطرياً يفوق أقرانهم في الأداء بكثيرٍ ، و قدرتهم على التفكير و الملاحظة عاليةٌ جداً ، و النمو العقليُّ لديهم يسير بوتيرةٍ أعلى من النمو الجسديِّ .
و هنا يأتي دور المدرسة في الاهتمام بهم ، و فرزهم في قاعةٍ خاصةٍ ، مع وضع مناهج دراسيةٍ من قبل المختصين ، بما يتوافق و مستوى طاقاتهم الإبداعية ، فتكوين اتجاهاتٍ مُرضيةٍ .
بعد تأهيل معلمين و أساتذة قادرين على تدريبهم و تطوير مهاراتهم ، و استثمار مواهبهم لإضرام فتيل روح الأبداع لديهم ، و تفجير قدراتهم الفكرية الغنية بالابتكار و الاكتشاف .

أما التغذية الملائمة ، فلها تأثيرٌ حاسمٌ لنموِّ الفكر ، و مفعولٌ حادٌ لتنشيط الدماغ .... طبقاً للأبحاث المختصة التي تؤكد على التركيز لوجبة الإفطار الغنية بالفيتامينات و الأملاح .

و على النقيض فإن سوء التعامل مع هذه النخبة من المبدعين ، و الجهل بأصول التربية السليمة ، و التقصير في الإهتمام - و حتى الإفراط في الدلع و الدلال - و إصدار الأوامر الصارمة ، و نقص التغذية ، و حجب الحرية عنهم ، كلها عواملٌ معيقةٌ لتقدم الموهبة ، و منع تنمية المهارات الفريدة ، و ضمور الطاقات المتميزة ، كما تصفية الميول الابتكارية ، و إطفاء شعلة روح الإبداع ، لشعورهم بالإحباط و التذمر ، فطمس معالم الذائقة الفنية ، و خفوت الإحساس بفيض الجمال ، و تخاذل الشعور بسحره الأخاذ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ