الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني تكريم الاسلام للمرأة

محمد سالم

2020 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما ترد عبارة الاسلام كرم المرأة عند الحديث عن حقوق المرأة والمساواة مما يعني أن الإسلام قد سبق المواثيق الدولية في إقرار حقوق النساء وان لها ماعلي الرجال بالتساوي ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) وان الحقوق ليست مستمدة من تجربة إنسانية أو تأمل فلسفي إنما من نص ديني مقدس يجعل تلك الحقوق منسوبة لله فالتعدي عليها هو تعدي علي الله كذلك نسبتها لله يجعلها تدور في اطار المطلق والثابت فالله هو المطلق والثابت والقرأن هو كلام الله وبتالي مااقره هو ثابت ومطلق لأنه منسوب الي الله فهو مثله وبهذا نقع في محظور هدم ركن اصيل واساسي في العقيدة الإسلامية وهو التوحيد حيث أن جوهر الإسلام هو الدعوة إلي عبادة اله واحد حق واحد مطلق وثابت لا ينازعه أحد في صفات الجلال والكمال لكن النظرة السلفية الضيقة للنصوص تجعل أحكام نزلت لتعالج معضلات مجتمع الوحي الذي هو مجتمعا بشريا له ثقافته ونظرته الخاصة للحياة لقد كان أمرا ثوريا بالنسبة لهذا المجتمع بأن أقر القرأن حقوقا للنساء في النفقة والطلاق والميراث والذمة المالية لكن مقارنة بما تتمتع به المرأة اليوم في البلاد الغير الإسلامية تعد تلك الحقوق بعيدة كل البعد عن إقرار المساواة للمرأة وان لها مثل ما للرجل كأنسان ،نعم أن المواثيق الدولية راعت الظروف كل مجتمع في إقرار المساواة فظروف المرأة في السعودية ليست مثل المرأة في السويد لكن هذا في اطار التدرج للوصول إلي حالة الحقوق والمساواة الكاملة للمرأة ،اما في حالة الحقوق في الإطار الديني فانها تجعل من خصائص مجتمعا بشريا معينا خصائص عامة مطلقة علي كل زمان ومكان وان مااقرته الشريعة لهذا المجتمع هو الحقوق الأصيلة للمرأة وبتالي يتم نفي حق المرأة بالمطلق والثابت واي حديث خارج الإطار الديني عن الحقوق يعد كفرا
غير أن من المعروف أن النص الديني يمتاز بالاطلاق والعمومية يدور في دائرة الثابت لا الزمني الثابت الذي يري الحياة الدنيا ماهي الا معبرا للحياة الأبدية فعندالحديث عن الحقوق يحث النص الديني الرجل علي التقوي بدون أي ضمانات لتلك الحقوق فالإسلام فمثلا أقر حق الميراث للمرأة حفظ حياتها الافي ثلاث علي حسب الفهم السلفي للدين الثيب الزاني قتل النفس التارك لدينه المفارق للجماعة ،لكن إقرار تلك الحقوق لم يمنع من منع المرأة من الميراث في كثير من المجتمعات أو استباحة حياتها علي أتفه وأقل الأسباب وهكذا نري عند غياب الضمانات لتلك الحقوق تصبح هذه الحقوق بلامعني
كما إن النص الديني لااحد يملك تأويله الصحيح الا الانبياء فقط ولو كان هناك تاويلا صحيحا للنص لما كان هناك تفسير وفقه وشروح ومتون للتفسير ومذاهب فقهيه وعلوم لغة ونحو وصرف لفهم النص الديني لو كان النص الديني معلوم التأويل لما احتاجنا لفقهاء ومفسرين لتأويله ،اختلاف التأويل مرده مقاربة مراد الله في النص الديني مما يخلق حالة من التعسف يري كل صاحب تأويل أنه معه مراد الله وبتالي ينتج هذا أما صراع علي من يملك مراد الله أو قهر لاصحاب التاويلات الأخري التي ليست تحقق مراد الله وبتالي وضع حقوق المرأة في دائرة الكفر والايمان يضيع حقوقها في دوامة التأويلات الدينية
كما إن النص الديني ينظر للمرأة لا في إطار الإنسانية إنما في الإطار الديني وهذا يتنافي مع المواطنة ماذا عن النساء اللائي لايعتنقن الاسلام هل أقر لهن الاسلام حقوقا مثل المرأة المسلمة ، فمثلاالدستور أقر علي اتباع كل دين توحيدي الحكم بشريعته واقر أن اليهودية دين سماوي معترف به وهناك دولة علي حدودنا تري أنها ممثلة لليهود في العالم هل وضع حق المرأة في الإطار الديني يجعل لتلك الدولة التدخل لحماية حقوق النساء اليهوديات المصريات لان النص الديني يتعامل فقط مع حقوق المرأة المسلمة؟! هل هذا يحقق المواطنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب