الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولية..

حسام تيمور

2020 / 8 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


...
"المسؤولية بين الفرد و الدولة و الجماعة" .
كلام لا بد منه ..

حتى نكون واضحين، منطق الدولة في تدبير "الازمة"، هو نفسه منطق "الفرد"، و هما دون حكم قيمة، خاضعان بالدرجة الاولى للمصلحة الذاتية الخالصة، قبل كل و أي اعتبار آخر ..
حكم القيمة المحذوف .. الفشل !

نجد أن هناك من عارض تنزيل اجراء الحجر و الطوارئ الصحية في البداية، و بشراسة، تختلف الخلفيات و الدوافع أو النوايا هنا، لكن عندما نعود لنسبة الخطاب، او المنسوب اليهم، نجد فئة متعلمة واعية، تتموضع داخل البنية العامة في اطار "النخب المثقفة"، بمعادل اودلوجي يختلف من حالة لأخرى، لكنها تتقاسم شرطا ذاتيا واحدا، القدرة على تمرير خطاب معين، و هو الفعل الثقافي، او الدعاية الايديولوجية،،
بين النخب و خطاب النخب توجد قنوات عديدة تؤدي الى خطاب المركز، او التاويل الموضوعي لخطاب السلطة، وقبل اي حديث عن ارتباطات هذه النخب بالجهاز العام لمنظومة السلطة، او انتمائها العضوي لاحد اذرعها او مفرزاتها اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا، او حتى عن نفس الارتباطات و نقط التلاقي او التمويه، على مستوى الخطاب مجردا من نسبته، لابد من طرح السؤال، عن المحرك الاساس، او الاقنوم "الذاتي"، الذي ينبني عليه اي نمط خطاب، يدعي نقد او معارضة "خطاب السلطة"،
الخطاب الرافض لتدابير الدولة/السلطة، او بعض من تدابيرها، او حتى طريقة تنزيلها، بالنسبة للاوساط الحقوقية، هل هو "خطاب علمي" ؟!
و هل الاوساط العلمية نفسها، مؤهلة في هذه الحالة تحديدا، لتحديد كيفية التعامل مع "ازمة شاملة"، سببها حالة وبائية "غامضة" ؟!
بالتأكيد لا ..
و المسؤولية هي مسؤولية الدولة، في ادارة الازمة، و تحمل الخسائر، و تقديم الحصيلة،
هنا نقف عند مسالة خطيرة، ملخصها ان الخطاب الحقوقي، و خطاب النخب المثقفة المؤدلجة عامة، و في ظل عطالته الوظيفية ولاجدواه داخل بنية لم تنتجه موضوعيا، لا يمارس وظيفته الا من خارج نطاق الفعل الثقافي، و يشكل ذراعا للسلطة بدل مراقب لها، عوض ان يكون دوره و مكانه بمعزل عن "المسؤولية"، او بعدها، لانها حكر على السلطة و الاليات التي افرزتها، و الحديث عنا عن المحاسبة، و تقديم الحصيلة، و تقييم ادارة الازمة وفق معايير المسؤولية التي افرزتها نفس الآليات و الوسائط داخل منظومة السلطة و المجتمع و الاقتصاد و الفعلين السياسي و الاجتماعي !
هي تسلية لابد منها داخل اي منظومة "هجينة"،،

هنا مقدمة بسيطة لقول، أن الدخول الى الحجر كان قرار سلطة، بينما قرار الخروج من الحجر و التخلي الجزئي عن الطوارئ، و ان كان في عمقه و مضمونه، نفسه اي قرار منزلا، فقد كان "نتاج حالة من الوعي الجماعي المأزوم"، قبله نزوعا نحو انقاذ او انعاش اقتصاد منهك او موارد تم استنزافها، حيث أن السائد على مستوى نفس النخب، او الخطاب المعارض، كان و باجماع غريب، نفس ما ذهبت اليه ادارة الازمة، عن سبق اصرار طبعا، و بشكل غير مفهوم !
هنا يتحول الخطاب المعارض للسلطة الى غطاء لخطاب السلطة، بل يتماهى معه كليا و بالمطلق "موضوعيا"، اي ان معدله الموضوعي هو نزعته "الذاتية" او "الذاتوية"، كمنطلق يسمح لفلان او علان باستحداث تلك القيمة المنعدمة في ظل بنية معينة راهنة، و هنا نعود لبدئ ..

هل كلام هؤلاء المحسوبين على النخب المثقفة، "علمي"، او يستند الى اي او ادنى اساس علمي ؟!
طبعا لا .. و قطعا ..
و هل تعامل الدولة او منطق تدبيرها للازمة، علمي ؟!
نعم، و قطعا .. قد يكون فاشلا او كارثيا، لكنه علمي، كما ان منطق اشتغال الCovid 19 نفسه علمي !

نجد هنا ان الرفع الجزئي لاجراءات الطوارئ الصحية، هو نفسه فرض حالة الطوارئ الصحية، بل ان رفع حالة الطوارئ، في ذلك الوقت بالذات، هو اجراء معلوم النتائج قبلا، و محسوم المآل سلفا، ولا يحتاج خبرة علمية من نوع متقدم ؟!
الفرق أن معارضة النخب هنا، تنطلق من الذات الى الموضوع، لتبرير "ذاتها"، بينما الثاني ينطلق من الموضوع الى التبرير، لفرض "ذاته" !!

اخيرا ..
موقفي من رفع الحجر الصحي و تخفيف حالة الطوارئ الصحية، كما سبق و عبرت عنه في تدوينة قصيرة انذاك بتاريخ 24/06/2020،
اسوقه هنا دون اي تعديل ..،
"تسجيل اعلى رقم اصابات في اليوم، و في اليوم الذي من المقرر فيه تخفيف حالة "الطوارئ الصحية" الى اقصى مدى ممكن، علامة اكثر من مقلقة، بل هي كارثة بالمعنى الوبائي،،
هنا، أظن انه يجب العودة الى "تدابير "الطوارئ و الحجر الصحي"، معا، قبل الوصول الى مرحلة "اللاعودة"،،،
و هي ترى الآن بوضوح .. بعيدا عن خطاب "المصالح"، و جوع الاسقاطات و التحليلات !
اما تطمينات وزير الصحة، بخصوص "الحالات الخاصة"، و انعزالها عن الوضع العام، او الحالة الوبائية العامة، فهي لا تعبر بأي شكل، عن منطق أو طريقة عمل، داخل ما يسمى "قطاع الصحة"؛ و لا حتى عن اخلاقيات، القطاع، أو أي شكل من اشكال المسؤولية !!
هي و اشياء اخرى، تبرير للانسياق وراء رغبات أو مصالح فئات معينة، بعيدة كل البعد عن "معنى"، الاخلاق و المسؤولية، أو حتى المسؤولية، بمعايير الربح و الخسارة "..

انتهى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء