الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محامى الشيطان

نبيل محمود والى

2006 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وفقا لخطة منهجية مدروسة تستمر بعض الفضائيات العربية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وباسم حرية التعبير ونقل الأفكار والمعلومات ودمقرطة الإعلام في تمجيد قتلة النساء والأطفال وإثراء ثقافة الإرهاب وإشعال نار الفتنة في الأمة وتأجيج الموروثات الإسلامية الخاطئة والمغلوطة في الوقت الذي أصبح معلوما للكافة أن الإرهابيين اتخذوا من تلك الفضائيات وكرا إعلاميا جيدا ومتحدثا رسميا باسمهم ومعبرا عن توجهاتهم ناقلا لأفكارهم .. مما يعد استكمالا لمسلسل التوظيف السياسي في الإسلام !

على مدى عقودا طويلة تعد الأمة العربية أرضا خصبة للعديد من الثقافات والموروثات الإسلامية المغلوطة والخاطئة .. أما اليوم في عصر الفضائيات فقد أطل علينا ودخل منازلنا من على شاشات التلفاز أيمن الظواهري الإرهابي العتيد الفار من وجه العدالة العالمية ليمنح الإرهابي المأجور الزرقاوى الذي لم يقل جرما وشراسة في حياته عن الأول لقب أمير شهداء الأمة الإسلامية .. إضافة إلى نعته له بالعديد من الصفات الأخرى التي قل الزمان أن يجود بمثلها على بشر؟ من انه نور للإسلام نار على الصليبيين حيث لا يفارق حزامه الناسف وقتل تحت القصف ولم يكن مختبئا في السراديب المحصنة أو هائما بطائرته حيث كان يحارب تجار الدين والكفار ..

وإذا كان الزرقاوى يشرف البشرية جمعاء وليس الأمة الإسلامية فقط وعلمنا العزة والكرامة ؟ على حد زعم الشيخ بن لادن رأس الفتنة فماذا تبقى للأنبياء والرسل والمخلصين ! لا يصح ولا يجوز ولا يجب ومن غير المقبول إطلاق مثل تلك الصفات جهارا على القتلة والإرهابيين ومن ثم التفاخر بها على الفضائيات باسم حرية الرأي والفكر لأنها تمس صلب العقيدة الإسلامية ..

إنه ذات الفكر المريض الذي أرهق الأمة الإسلامية على مدى التاريخ وأذلنا وكان السبب في انحطاطنا وتخلفنا عن البشرية عقودا طويلة أعادتنا لعصور الظلام تعاد صياغته اليوم بأساليب إعلامية مبتكرة وجديدة وفى حلة زاهية براقة تخدع العامة من البسطاء على بعض تلك الفضائيات التي لا هم لها سوى نشر أخبار مصورة وبالألوان وبأحدث التقنيات مع أحاديث وخطب الإرهابيين في منظومة متكاملة بعد أن شاهد العالم بأكمله صحفيون في تلك القنوات الفضائيات قابعون في السجون العالمية بتهمة مساندة الإرهاب ! فأي عار هذا الذي يلحق بأمتنا العربية الإسلامية بعد أن أصبح للإرهاب على الأرض العربية قاعدة إعلامية وكأن القواعد العسكرية باتت غير كافية ؟ ..

وإلى متى تظل أمتنا أسيرة هذا الغباء الإعلامي المريض على هذا النحو الذي يسمم أفكار شباب الأمة ويصنع من القتلة والإرهابيين نجوما إسلامية وكأنهم سيوف الإسلام ودروعه ! أين حمرة الخجل ولباس التقوى والإيمان في زرع بذور الشر واحتضان نبتة الإجرام بإعادة صياغتهم لأركان الإسلام وإهانة شخوصه التاريخية بأسلوب فج مقيت وبغيض وعلى الهواء وعبر الأثير مما أقام الدنيا بأسرها ضد العرب والمسلمين ولم يقعدها إلى يومنا هذا !

ففي الوقت الذي دفعت فيه ولا تزال العديد من الشعوب والأوطان العربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية والعراق ومصر والأردن وكذلك الأجنبية الأجنبية في إنجلترا وأسبانيا وأمريكا ثمنا غاليا لمحاربة الإرهاب الدولي ومكافحة هذا الفكر الديني الأسود المتطرف الخارج عن نواميس الإنسانية جمعاء .. تقوم تلك الفضائيات بدور محامى الشيطان بعد أن أختلط الحابل بالنابل وأنقلب الميزان وأعادنا جهل البعض منا إلى مخلفات القرون الوسطى وكأننا لا نقرأ التاريخ ونتعلم منه ونستوعب دروسه وكم من الجرائم ترتكب باسم الديمقراطية وهى منا براء !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان