الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتورة قمر.. قمة جبل وهامة وطن

وداد فرحان
كاتبة- وصحفية

(Widad Farhan)

2020 / 8 / 23
المجتمع المدني


لم تكمل طموحها في التخرج من كلية الطب في جامعة صلاح الدين، فقد حرمتها القنابل الكيمياوية وأرغمتها على الهروب من شلالات الوطن تحت أشعة الشمس بين الوديان تاركة فيء شجرة الجوز وزقزقة العصافير.
الدكتورة قمر خوشناو التي ولدت في العام 1971 وكانت من الأوائل في دراستها، حملت المعاناة وصيرتها تحديا فهي ابنة الجبل الأشم.
قمر لم تركن لحزن مأساتها، بل أوقدت قناديل الأمل للعيش والاندماج في المجتمع، ثم المثابرة وتحقيق حلمها الذي أضاعه منها التعسف والتسلط. ففي العام 1999 كان التحدي الأول في اكمال متطلبات الحصول على إجازة الطب من استراليا حيث أوصلت الليل بالنهار من أجل أن تثبت أنها ابنة العراق الأبي. لقد بدأ كابوس الحرب والظلم تتلاشى غيومه، عندما تم قمر تعيين طبيبة في مستشفى بينرث. إنه التحدي الذي وضعت من أجله عيون الوطن، وأصبحت ابنة كوردستان العراق طبيبة يشار لها بالبنان لإخلاصها في عملها.
لم يقف طموحها عند وظيفتها كطبيبية عامة، بل وفرت لنفسها أوقاتا من راحتها لتواصل التقدم العلمي، بدأت في دراسة التخصص الطبي في الامراض النسائية والتوليد وبعد سنوات مضنية من الدراسة والبحوث أصبحت أخصائية وزميلة الكلية الملكية في استراليا ونيوزلندا.
توجت جهدها في فتح عيادتها التخصصية في مدينة بينرث/سيدني وتشرف على تدريس طلبة كليات الطب ضمن تخصصها بالاضافة الى عملها في المستشفيات الخاصة والعامة خدمة للمجتمع الذي فتح ذراعيه لاحتضانها من مأساة ألمت بشعب صبور.
ابنة الجبل، إنسانة متواضعة تحب الحياة وتجند نفسها في خدمة الناس، وهي من السنابل الممتلئة منحنية لثقل حملها، وبالرغم من كل انشغالاتها إلا أنها دائمة الحضور في معظم المناسبات الاجتماعية والوطنية، ولم يمنعها ضيق الوقت من المشاركة والمساهمة في المؤتمرات العملية والطبية في داخل أستراليا وخارجها، زيادة على ذلك نشرها للبحوث العملية المستمر.
تحية حملها الكثير منا الى الدكتورة قمر التي تقوم بخدمة المحتاجين لها بلا اضواء ولامقابل.
كم من الفخر لنا أن يولد الأمل من المعاناة وتتحق الاحلام بعيدا عن الماساة.
كم من العزة لنا أننا في الغربة نحقق حلم أوطاننا ونزيح من طرقنا المستحيل.
كم لنساء العراق فخرا أن تنجب قمرا كقمر الطبيبة الاخصائية العراقية الكوردية الأسترالية.
وكم للكبرياء فخرا أن يجد التواضع الانساني الكبير في شخصيتها الرقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة