الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
افول القومية في كوردستان والطائفية في الوسط والجنوب
جلال الصباغ
2020 / 8 / 24الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تشهد محافظات اقليم كردستان تظاهرات تقوم بها شرائح مختلفة من المجتمع وقد اخذت بالتوسع لتشمل مناطق واقضية مختلفة من الاقليم، حيث يخرج المئات من المحتجين بشكل شبه يومي مطالبين بتوفير الرواتب وفرص العمل داعين الى الخلاص من الاحزاب البوليسية التي تحكم هناك.
نفس اللغة التي تستخدمها السلطات في الوسط والجنوب تستخدم من قبل احزاب السلطة في كوردستان، حيث نسمع نفس المفردات من سياسي السلطة، والتي تتهم المتظاهرين بانهم مجموعات من المخربين الذين يستهدفون زعزعة النظام والاستقرار واستخدام مفردات التخوين والعمالة. غاضين النظر عن كل عمليات النهب والاحتيال التي يجنون من ورائها المليارات، بينما غالبية الناس تعيش في بؤس وفقر وبطالة.
اللافت في المظاهرات الاخيرة في كوردستان هو حدثين اساسيين يعبران عن تحول في الوعي السياسي لدى الجماهير في الاقليم، وهذين الحدثين هما؛ رشق رئيس حراك الجيل الجديد ساشوار عبد الواحد بقناني المياه الفارغة وطرده من ساحة التظاهر الرئيسية في السليمانية. وكذلك طرد احد اعضاء حزبه الذي كان يحرض العمال والكسبة على التظاهر في ذات اليوم، ما يعني ان الجماهير في كوردستان، ترفض اي شكل من اشكال التدخل من القوى الاصلاحية الليبرالية داخل النظام، لانها تعلم جيدا ان ساشوار وامثاله يمثلون الجانب الاخر من السلطة البرجوازية التي تبحث عن مصالحها ومصالح داعميها على حساب العمال والكادحين.
ان الاوضاع المعيشية الصعبة في محافظات كوردستان طوال الفترة الماضية، وعدم صرف رواتب الموظفين لاشهر طويلة، وهيمنة الاحزاب القومية الكوردية على ثروات ومقدرات الجماهير، ونهب ذات الاحزاب للاموال التي تحصل عليها من حكومة بغداد والمخصصة كرواتب ومشاريع، وكذلك الاموال التي تحصل عليها من النفط المصدر في الاقليم، بالاضافة الى اموال المنافذ الحدودية وغيرها من المصادر الكثيرة التي هي تحت سلطة المتنفذين والقوى المسيطرة في الاقليم.
ان الجماهير في كوردستان تدرك جيدا ان لا حل الا بالخلاص من سلطة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير الذين يمثلون السلطة في كوردستان، وكذلك الخلاص ممن يدعون المعارضة من الاسلاميين والجيل الجديد وغيرهم، الذين لا يختلفون في شيء عن بقية الاحزاب المهيمنة في الاقليم.
ان ورقة القومية التي اعتاشت عليها الاحزاب في كوردستان لم تعد تجدي نفعا امام اوضاع الناس ومعيشتهم وعملهم، وكما حدث ويحدث في وسط وجنوب العراق من سقوط لورقة الطائفية والعشائرية في السيطرة على المجتمع، كذلك في كوردستان لم يعد اللعب على ورقة القومية يمتلك نفس التأثير. خصوصا وان القوى القومية والطائفية هنا وهناك قد نهبت وقتلت وهجرت باسم هذه المفاهيم الرجعية، واليوم تعمل الجماهير عبر انتفاضتها في الوسط والجنوب وكوردستان على دفن هذه المفاهيم من خلال كشف زيفها واستغلالها للناس خصوصا مع التجربة التي عاشتها الجماهير مع حكم الاسلاميين والقوميين وشركاؤهم.
ان المهمة الاساسية الملقاة على عاتق جماهير وعمال كوردستان كما هي مهمة جماهير الوسط والجنوب والتي تتمثل بالخلاص من النظام الحاكم برمته والممثل للقوى البرجواية العالمية والاقليمية والمحلية، وهذا الخلاص لا يأتي الا بالألتفاف على القوى الثورية الاشتراكية المنبثقة من داخل انتفاضتهم والمعبرة عن امالهم في الحياة الحرة اللائقة، التي توفر العمل والتعليم والصحة والخدمات المجانية البعيدة عن سيطرة القوى الرجعية سواء اكانت طائفية ام قومية ام عائلية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعتقالات ومواجهات بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين في برلين أث
.. عوام في بحر الكلام -محمد عبد القادر: أول زيارة لـ عبد الناصر
.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
.. محمد نبيل بنعبد الله بمناسبة مشاركته في المسيرة الشعبية الوط
.. اشتباكات في روما بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين