الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشوراء والاستهتار بأرواح العراقيين

صادق جبار حسين

2020 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن العراق قد بلغ مستوى الخطر بعدد الإصابات بجائحة كورونا بسبب ارتفاع حالات الإصابات بالفيروس وتجاوز الوفيات ستة الالاف وفاة ، الامر الذي دعى المنظمة إلى الدعوة لتجنب التجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الأماكن العامة والوقاية للحد من انتشاره اكثر •
ونشرت بعثة الأمم المتحدة في العراق بيانا بشأن تحذيرات منظمة الصحة العالمية تحذر فيه من دخول العراق في أزمة صحية كبيرة ما لم يلتزم العراقيون بالإجراءات الوقائية المطلوبة
وتأتي هذه التحذيرات مع تزامن اقتراب شهر محرم ، الذي تشهد فيه مدينة كربلاء زياره يقدر اعداد الوافدين اليها من داخل العراق وخارجه بمئات الألوف ، قاصدين مرقد الامام الحسين في كربلاء لاحياء واقعة الطف •
وتقرع منظمات الصحة والجهات الأمنية ناقوس الخطر مع بوادر الوافدين الى كربلاء من اجل احياء مراسيم عاشوراء والتي تمدد طيلة أربعين يوم تشهد فيها المدينة الالاف الوافدين اليها من مختلف المدن العراقية الشيعية في الوسط والجنوب بالاضافة الى الزائرين الإيرانيين والذين لم تمنعهم السلطات العراقية مطلقا من السفر الى العراق بالرغم من كون ايران بؤرة لتفشي الفيروس •
وفي جهل وتحدي للخطر خرج اغلب العراقيين ضاربين بعرض الحائط دعوات السلطات الطبية والأمنية وحتى الدينية بضرورة التزام بالحجر الصحي والابتعاد الاجتماعي ليبدأوا إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين معتبرين أداء مراسيم الزيارة سوف يبعد عنهم شر الفيروس •
ويتوقع أن تكون مراسم عاشوراء أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم الإسلامي منذ ظهور وباء كوفيد-19 ، الذي أجبر السعودية على إقامة مراسم حج على نطاق محدود جدا •
لكن نجد العكس في العراق الذي انتشر فيه الوباء بشكل مخيف ، حيث لم تقم الجهات المعنيه بإلغاء هذه المراسيم او تحديد اعداد الزائرين من داخل العراق ومنع الوافدين من خارجه بل فتحت الباب على مصراعيه والإجراءات التي قامت بها تعتبر اجراءات خجوله لا ترتقي وحجم الكارثه المحدقه ، بالرغم من كل ذلك وبحلول ليلة الخميس كان الآلاف من الزوار في طريقهم إلى بوابات الأضرحة الذهبية في مدينة كربلاء ، بعضهم ملثمون ويرتدون قفازات ، بينما سار آخرون كما لو لم يكن شى هناك يهدد حياتهم •
حيث تم نصب الخيام الضخمة كالمعتاد لاستضافة الزوار في بغداد ومن البصرة الى كربلاء على طول الطريق المؤدي الى مدينة كربلاء ، وعلى الرغم من نقاط التفتيش على اطراف مداخل مدينة كربلاء والتي تمنع تجمعات الزائرين الوافدين خشية تفشي الوباء •
لكن العديد من الزوار العراقيين من محافظات الوسط والجنوب تمكنوا من التسلل إلى المدينة مستخدمين طرقا للتحايل على نقاط التفتيش كما لو انهم يريدون شراً بهم كما كان يفعل ازلام النظام السابق من البعثيين •
منافين بذلك دعوات المراجع الشيعة وفي مقدمتهم المرجع علي السيستاني المرجع الأعلى للعديد من الشيعة في العالم والذي دعا هو الاخر إلى بث مراسم العزاء على الهواء مباشرة وناشد المؤمنين الصلاة في المنازل وحثهم على وضع الكمامات والابقاء على التباعد الاجتماعي إذا كانوا يصلون في الأماكن العامة •
لكن في المقابل نجد هناك شخصيات دينية أخرى تجاهلت التحذيرات الصحية ووجهت أتباعها للتجمع بأعداد كبيرة كالمعتاد طوال الأيام العشرة الأولى من محرم ضاربين عرض الحائط الخطر المحدق والذي يهدد الجميع ، معتبرين ان عدم أداء تلك المراسيم يعتبر إخلال بالمبادئ الشيعية وعدم الولاء للأمام الحسين وقضيته •
ويعتقد يوم 30 أغسطس الحالي ، أن يحتشد الآلاف من الشيعة في ذكرى عاشوراء التي تبلغ فيها المراسم ذروتها والتي يتم التعبير عنها بمواكب العزاء الضخمة والتي تتخللها طقوس التطبير بالسيوف على الرؤوس وجلد الأجساد بالسلاسل تعبيرا عن الحزن وتأكيد للولاء للحسين وثورته والتي يجهل العديد أهدافها ومبادئها •
فهل ممارسة شعائر دينية يمتزج فيها الدجل والنفاق والكذب اهم من صحة وسلامه المواطنين والمجتمع ، وما هي قيمة احياء ذكرى واقعة حدثت قبل الف عام واتباعها لا يطبقون اهدافهما ومبادئها ويعيشون حياة الذل والقهر والحرمان والفساد تحت حكومة تدعي اتباعها لتلك المبادئ وترفع شعاراتها في محاربة الظلم والفساد ، فاذا لم يستلهم الشيعة من ثورة الحسين كما يزعمون مبادئ الحرية والثورة على الظلم فأن جميع ممارساتهم ما هي ألا دجل ونفاق •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج