الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسانية كفيلة بعلاج مؤمن زكريا

سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)

2020 / 8 / 27
المجتمع المدني


الرحمة والإنسانية عندنا لا نتذكرهما إلا بالتريند.. "أهلًا بك في مجتمع الزومبي".
الحقوق لم تعد تُنتزع، ولم يعد من حقك المطالبة بها، بل الأمر وصل إلى أن البعض يرى في المطالبة بحقوقه نوعًا من الخجل، وبنفس المنطق هناك من يرى أن إحراج من لديه هذا الحق هو أحد وسائل الحصول عليه.
مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي، أصيب بمرض التصلب الجانبي الضموري، وكلما أراد مؤمن الحصول على حقوقه اضطر للتحدث في وقت النفسية تحتاج لـ"الطبطبة" والتكاتف، لا الدخول في جدالات.
"مؤمن" لديه مستحقات وراتب لدى النادي الأهلي، ولصرف هذا الراتب لا بد أن يخرج بيان من النادي ليطلب من وزارة الشباب صرف الراتب، ثم تتأخر الوزارة في الرد، فيصدر النادي الأهلي، بيانًا آخر يذكر فيه وزارة الشباب بضرورة الموافقة على الصرف.
الأمر يتكرر كل شهر تقريبًا، لدرجة أن أحد الصحفيين اضطر لسؤال وزير الشباب على الهواء ذات مرة لينتزع من الوزير الموافقة قائلا: "أنا موافق".
إذًا الأمر يحتاج شو إعلامي وتريند من أجل الحصول على حق وليس منة أو هبة، إذا كان هذا يحدث مع شخصية معروفة ومؤثرة في عالم كرة القدم المصرية، فماذا يحدث مع مئات من المصابين بهذا المرض في مصر، خاصة أن الرد على إحدى الحالات في عام 2016 من وزارة الصحة كان رفضًا للعلاج تحت بند: "ليست من الأمراض ذات الأولوية حاليًا حسب القرار الوزاري 290 لسنة 2010".
ألا يمكن أن تكون حالة "مؤمن"، صرخة لإنقاذ كل المصابين بهذا المرض؟.
السؤال: هل حالة "مؤمن" النفسية تحتمل إدخاله في كل هذه المهاترات والحماقات؟
الإجابة لا تكون بـ"نعم" إلا في مجتمع "الزومبي"، وهو ذاك المجتمع الذي أدخل الملاك "مؤمن" في حماقات الصراعات بين الأندية، إذ خرج رئيس أحد الأندية مُعلنًا استعداده لتحمل مصاريف علاج "مؤمن" كاملة، والأمر لم يخرج عن كونه نوع من المزايدة، لأنه إذا كان صرف الراتب يستوجب استئذان الوزارة، فهل التكفل بكل مصاريف العلاج يصدر بـ"جعجعة كلام".
أخضعنا "مؤمن" قسرًا للمزايدات، ولم نحترم أو نرفق بكلماته حينما سأله المذيع مهيب عبدالهادي: "مالك يا مؤمن"؟ فرد: "مخنوق يا مُهيب" أنا 60% من إصابتي نفسية بسبب الظلم الذي تعرضت له ولم أتحدث أو أشكو.
من تلك الحالة يمكن تفسير بكاء مؤمن زكريا على مسرح أحد الفنادق حينما احتضنه الممثل أحمد عز.
الآن "مؤمن" يتحدث لغةً واحدة ترجمتها هي البكاء، لأن لديه ما لم ينطق به حتى الآن، ولأن هذا الكلام عصي على اللسان فإن باب الطوارئ الوحيد الذي يمكن أن يخرج منه هو البكاء.
"مؤمن" يتحدث إنسانية فقط، هي تلك الإنسانية التي أصابه غيابها بالمرض، وربما يفاقم حالته، وإذا أردت أن تبحث عن منّ غيّب الإنسانية، فكلنا مشتركون في الجريمة من أصدقائه لزملائه لمدربيه لرؤساء الأندية لوزير الشباب لوزارة الصحة، للصحافة الوقحة التي قدمت تقارير عن مرضه وبكل وقاحةٍ حددت موعد الموت، وكأنها انتزعت لنفسها صفات الرب الذي يحي ويميت.
الصحافة الوقحة التي تجرأت على الرب قبل البشر، لم تُذكر الناس بحالة ستيفن كوهكينج، ذلك المبدع الذي أصيب بنفس المرض، لكنه استطاع أن يكون أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون، تدري لماذا؟ لأنه آمن بنفسه وأحاطته الإنسانية، ولم يستمع يومًا للصحافة الوقحة.
هل هناك من يمنح "مؤمن" فرصة تدريب في قطاع الناشئين ليكون أستاذًا مثل ستيفن كوهكينج، لكن في التدريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا