الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكينة بنت الحسين(ع) والمبغضون لآل محمد

سعد العبره

2020 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وأنا أقرأ كتاب (حديث الأربعاء) للأديب طه حسين،وقد تناول في فصل من فصوله الغزل وشعراء الغزل في العصر الأموي،وقفتُ وقفة الجريح عند بعض الأسطر التي ذكر بها سكينة بنت الحسين (ع).

ففي حديثه عن(الأحوص بن محمد الأنصاري) يقول:
(زعموا أنه كان عند سكينة بنت الحسين فأذن المؤذن،فلما أنتهى إلى قوله:أشهد أن محمدا رسول الله. قالت سكينة:هذا جدي وفخرت بالنبي. ففاخرها الأحوص بجده الذي حمته النحل من المشركين واحتمله السيل حتى لا يصلوا إليه،وذكر خاله الذي غسلته الملائكة).
ثم يقول طه حسين لاحقا: (كان الأحوص فاجرا بما تدل عليه هذه الكلمة،كان يشرب و يسرف في الشرب، وكان يحب النساء والغلمان، حتى أنه ضرب وأهين ونفي أيام سليمان بن عبدالملك).

وفي حديثه عن (عمر بن ربيعة) يقول:
(أن عمر بن ربيعة لم يكد يترك امرأة شريفة من نساء قريش إلا وذكرها وأسرف في ذكرها؛ فقد تغزل بأخت عبدالملك وبنته، وامرأة سهيل بن عبدالعزيز بن مروان،وتغزل بعائشة بنت طلحة، وتغزل بسكينة بنت الحسين، و... الخ).
ثم يذكر ذلك مرة أخرى فيقول:
(فليس من شك في أن صلته بأخت عبد الملك وبنته و بسكينة بنت الحسين و لبابة بنت عبدالله وعائشة بنت طلحة كانت طاهرة كل الطهر بريئة كل البراءة من الإثم،كانت لفظية ليس غير).

أنا أقول: أن هذه الأقوال لا يقتنع بها كل من يعرف أخلاق آل محمد و تربيتهم ودينهم،بل إذا قرأها الموالي لآل محمد أثقلت صدره وأصابه جرح منها وإن كان مؤمنا ببطلانها.
فكيف تجالس سكينة الأحوص وهي الطاهرة ابنة المطهرين،وهي أحدى الهاشميات التي لا يرى لهن ظل !!
ثم من يقول ذلك فأنه ينتزع الرجولة والغيرة والشرف من أبناء علي بن أبي طالب(ع)، ولا أعتقد أن كافرا من أعداء رسول الله يجحد شرف النبي وشرف آل بيته وغيرتهم ورجولتهم ودينهم،فما بال المسلم ؟ وماذا يريد بقوله هذا ؟

وأظن كل الظن أن طه حسين قد أخذ هذه الروايات من كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، فقد أشاد طه حسين بهذا الكتاب في مدخل الفصل(ولكني أؤكد أن في هذا الكتاب ما يغني عن الأجمال وعما يمكن أن تحمل من أسفار،وأن من اليسير جدا أن يستغني به الباحث عن كثير من كتب الأدب والتاريخ).

الردود:

* يذكر عبد الرزاق المقرم في كتابه (السيدة سكينة)، وفي فصل أسماه (الوضاعون): (أن أضداد للبيت العلوي كمصعب الزبيري وابن أخيه الزبير بن البكار،والهيثم بن عدي الطائي الكوفي،وصالح بن حسان،وأشعب الطامع،وأضرابهم، أرادوا أن يشوهوا مقام هذا البيت الطاهر بكل ما لهم من حول وطول وحيث أنهم لم يتمكنوا من نسبة المفتريات إلى من وجبت فيهم العصمة من الإئمة الهداة،عمدوا إلى أولادهم وبناتهم فاختلقوا في حقهم كل شائنة تخرجهم عن الدين وتوقف البسطاء عن الانضواء إليهم وإلى سلفهم...).

* ثم يذكر المقرم ما قيل في هؤلاء الواضعين:

1- يقول شيخنا المفيد: لم يكن الزبير بن بكار مأموناً في الحديث ولا موثوق النقل فيما يرويه من القذائف في حق أهل البيت ومنه تزويج عمر بأم كلثوم لبغضه أميرالمؤمنين ( ع ) وتحامله عليه.

2- وقال العلامة الحلي: كان الزبير بن بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام من أشد الناس عداوة لأميرالمؤمنين وولده.

3- وأما الهيثم بن عدي الكوفي فعند البخاري والنسائي ويحي بن معين انه كذاب له مناكير غير ثقة فهو متروك الحديث.

4- وأما صالح بن حسان الأنصاري فعند البخاري والنسائي ويحي بن معين انه منكر الحديث غير ثقة ولا مأمون النقل.

* و في فصل خصصه المقرم لأبي فرج، يقول:

(لقد اتخذ ابوالفرج روايات من ذكرناهم حجة في نشر الشنائع والمنكرات ، وافعم كتابه ( الاغاني ) بتلك الروايات التي شوهت الحقائق ولم تحفظ كرامة البيت العلوي ولا من حواه ، وابو الفرج لم يتح له معرفة حقيقة هذا البيت وما يلزم من حواه من النفسيات الحميدة ولو عرف مقدار هذا العنصر الطاهر ( آل الرسول ) عليهم‌السلام وما منحهم الباري سبحانه من المآثر يوم صاغهم طاهرين من كل دنس ، مطهرين عن كل ما يزري بهم لما دوّن هاتيك الاخبار).

* ثم يذكر ما قيل عن كتاب الأغاني:

1- ويقول القاضي محمود بن محمد عرنوس : أن كتاب الاغاني اشتمل على كثير من الاخبار الواهية بل الموضوعة.

2- واما مقام أبي الفرج في الحديث والرواية فكما حدث الخطيب البغدادي عن ابي عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي قال سمعت أبا الحسن النوبختي يقول : كان ابوالفرج الاصبهاني اكذب الناس انه يدخل سوق الوراقين وهي عامرة مملوءة بالكتب فيشتري كثيراً من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منه.

2- وهذا ابن الجوزي : لا يثق برواية أبي الفرج محتجاً بانه يصرح بكتبه بما يوجب الفسق عليه وتهاونه بشرب الخمور وربما حكي ذلك عن نفسه ومن تمل كتاب ( الأغاني ) رأى كل قبيح ومنكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زواج عمر بن الخطاب من ام كلثوم
د. ليث نعمان ( 2020 / 8 / 29 - 03:47 )
ابنة الزهراء عليها ا فضل السلام اكده كبار علمائكم:الكليني في الكافي في الفروع (6 / 115)، والطوسي في تهذيب الأحكام (باب عدد النساء ج 8 / ص 148) وفـي (2 / 380)، وفي كتابه الاستبصار (3 / 356,والعاملي في مسالك الأفهام، (1 / كتاب النكاح)، ومرتضى علم الهدى في الشافي، (ص 116)، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، (3 / 124)، والأردبيلي في حديقة الشيعة، (ص 277)، والشوشتري في مجالس المؤمنين. (ص 76، 82)، والمجلسي في بحار الأنوار، (ص621).

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي