الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقادات مغلوطة (العواطف بين العلم والدين)

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 8 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إذا كانت أفكارنا تتبع عواطفنا، في كثير من الأحيان، فلا يجب أن ننساق وراءهما في بعض الأحيان، خاصة؛ إذا كانت العواقب وخيمة. فالغضب لا يوْلَد إلا من ثورة غضب، ولا يولِّد إلا الغضب الجامح المتبوع بالندم في أغلب الأحوال، والكرب الانفعالي يؤثر بالسلب على القدرات الذهنية، والمزاج العكِر يعني تفكيرا ساماً أو مشلولاً أو مشوشاً.
فإذا ما تحكمت فيك عواطفك، فسيصعب عليك التحكم فيها؛ ويمكن أن تدفعك لفعل شيء لم تكن تنوي القيام به. لكنها، ورغم ذلك؛ (أي المشاعر) تظل أفضل وأجمل الأشياء في العالم؛ حتى مع عدم رؤيتها أو حتى لمسها؛ لكن يكفينا أننا نحسها. وهي الشيء الوحيد الذي لا تستطيع إخفائه؛ إلا إذا كنت مشلولاً من الداخل. واعلم بأن العاطفة التي يمكن أن تحطم الفؤاد؛ يمكن أن تكون هي نفس العاطفة التي تشفيه أحياناً. لذا؛ فلا تخجل من البكاء؛ فالدموع تروي كما تُروى.
ولا أعرف إذا ما كان عليَّ أن أشفق على أولئك الذين لا يشعرون بأي شيء على الإطلاق؛ أم أُشفق على نفسي الفياضة بالمشاعر؟ وإن كنتُ أنا شخصياً؛ أفضل وأتمنى ألا أكون تحت رحمة مشاعري؛ وأفلح في السيطرة عليها؛ واستخدمها وأستمتع بها وقتما أشاء وتحت قيادة العقل.

يعتمد فهمنا للعقل البشري وعلاقاتنا داخل العالم الاجتماعي على فهمنا لجوهر العواطف. ويركز البحث المركزي في مجال العلوم العاطفية على تطوير فهم أعمق للعواطف والحالات المزاجية والمشاعر وكيف تتجسد في الدماغ (علم الأعصاب العاطفي). وقد شهد علم الأعصاب والعلوم النفسية المعاصر انفجاراً في الأبحاث والتطورات النظرية حول العاطفة، ومعالجة مواضيع متنوعة (ومهمة) مثل ماهية العواطف، ومن أين أتت، وكيف يتم تجربتها بوعي، وكيف يتم تنفيذها في الدماغ وعلاقتها ببقية أجزاء الجسم. وإن كان البعض يصرح بأننا في حالة خوض دائم لمعركتنا حول البنية العامة للعاطفة. حتى نلم بجوهر الطبيعة البشرية.
وينظر الآن للطبيعة الأساسية للعاطفة من منظورين عريضين. أولاً؛ يفترض العديد من الباحثين أن العواطف يتم إعطاؤها بيولوجياً خطط عمل تساعد البشر والحيوانات الأخرى على التنقل في تعقيدات العالم ويمكن اعتبارها "ردود أفعال منفصلة" كما ذهب كل من أدولفس وأندرسون 2018. ويطلق على وجهة النظر هذه "النوع الطبيعي" للعاطفة. ومع ذلك.
والمنظور الآخر مختلف تماماً؛ حيث يفترض أن العواطف هي في الأساس بنايات اجتماعية تنشأ من التنظيم الديناميكي للدماغ جنباً إلى جنب النظام المفاهيمي المتطور للغاية والذي يساعد على فهم المعلومات الحسية الواردة. من هذا المنظور، فإن المشاعر ليست ردود أفعال للأحداث الحسية؛ بل هي بناءات مفاهيمية للعالم؛ كما ذهب باريت 2017. هذا ويطلق على هذا الاتجاه وجهة نظر "البناء المفاهيمي" للعاطفة.

وقد أتاحت معالجات الآثار المترتبة على وجهات النظر المتناقضة هذه للعلماء العاطفيين النظر (أو إعادة النظر) في الطبيعة الأساسية لما يحتاج العلم العاطفي إلى شرحه. وقد وفرت مثل هذه التناقضات أجواء مثيرة للعلم العاطفي مع وفرة من التطورات التجريبية والنظرية المستمرة. في الواقع، قد أوصلتنا الاكتشافات المعاصرة في علم الأعصاب إلى حافة تحول نموذجي من حيث الفهم الأعمق، ليس فقط كيفية عمل الدماغ ولكن أيضا في كيفية فهم العواطف.
وقد مرت دراسة العاطفة بتاريخ طويل على مدى أجيال، كان الموضوع السائد في الفلسفة الغربية هو أن المشاعر، أو "العواطف" كما يطلق عليها، كانت قاعدية ومدمرة؛ وتعارض مع نشاط العمليات العليا لـ "العقل" كما ذهب سولومن في العام 1993. وكان يُنظر إلى العقل على أنه فضيلة الإنسان المطلقة واعتبرت العواطف مناقضة له، وغالبا ما تعمل على تقويض السعي وراء أسلوب عقلاني للحياة. تعود هذه الفكرة إلى أفلاطون 375 قبل الميلاد، وأدت إلى انعدام الثقة في المشاعر في الفكر الغربي. حتى تشارلز داروين، وكتابه عن العواطف 1872. والذي أظهر عدم الثقة العام بحياتنا العاطفية وألمح إلى أن العواطف كانت بقايا تطورنا من أشكال الحياة الدنيا.
والعلم في عالمنا المعاصر يتبنى وجهة نظر مختلفة تماما عن العواطف، وقد أكدت النظرة الطبيعية للعاطفة، والتي كانت سائدة في العلوم العاطفية حتى وقت قريب، على الدور الحاسم الذي تلعبه العواطف في ضبطنا مع الأحداث التي تدور حولنا وكانت أكثر بروزا. ففي مجال التأثير على صنع القرارات لدينا، وتضخيم ذاكرتنا للأحداث الماضية المهمة، وتلوين تصورنا للمستقبل. تشير العواطف من هذا المنظور، داخليا أو خارجيا؛ إلى أعمق دوافعنا وأولوياتنا. كما تحفز العواطف على اتخاذ إجراءات تكيفية لدى أولئك الذين يعانون من مشاعر سلبية معينة. بهذه الطريقة ، "يتم التحكم في العواطف وتشكيلها بواسطة مثل هذه المواقف الاجتماعية.
وبشكلٍ عام؛ فإن مشاعر مثل الحزن، والخوف، والسعادة، والاشمئزاز، والفخر، والامتنان، والفضول، تعد جزء من روتين الحياة اليومية؛ ويمكن أن تصبح مدمرة وتؤدي إلى مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب. ومن هنا؛ كانت محاولة فهم الاستجابة العاطفية هدفا مركزيا لعلم النفس وعلم الأعصاب.
وخلصت الأبحاث إلى أن مشاعر مثل الغضب، والخوف، والحزن، والاشمئزاز، والسعادة، والتي أمكن التعرف عليها بسهولة، غالبا ما تُعتبر أساسية من حيث كونها "أنواعًا طبيعية" موجودة في الطبيعة ومستقلة عن تصورنا لها. فعلى سبيل المثال؛ لخص عقودا من أبحاث "علم الأعصاب السلوكي" بشكل أساسي مع القوارض وخلص إلى أن هناك دليلًا على وجود سبعة أنظمة عاطفية أولية كالفضول، والغضب، والخوف، والرغبة، والرعاية، والذعر، والتلاعب، كلها قديمة من الناحية التطورية وتعمل بطرق مماثلة عبر الأنواع.
إدراك أن العمليات المعرفية والعاطفية مدمجة بإحكام على المستويين المعرفي والعصبي بحيث يستحيل الفصل بينهما. هذه النظرة المعاصرة كانت مدفوعة إلى حد كبير بالتحقيق في العمليات العاطفية على المستوى العصبي.
مناطق متعددة من الدماغ تشارك في المعالجة العاطفية بشكل فعال. فكرة أن "الجهاز الحوفي" هو مركز العواطف كما ذهب ليدوكس 2000. أعاد علم الأعصاب الوجداني صياغة فهمنا للعمليات العاطفية والمعرفية من حيث كيفية قيام الأنظمة الفرعية المتفاعلة المتعددة بدعم الاستجابة العاطفية بدلاً من الإطار الذي يتم فيه وضع "التأثير" مقابل "الإدراك".
كما وتم دمج العمليات العاطفية والمعرفية بسلاسة في السلوك والتجربة اليومية، يبدو أن هذا هو الحال على المستوى العصبي مع عدم وجود فصل واضح للعمليات العاطفية والمعرفية. ووجدوا بأن الرؤية دائما هي "الرؤية العاطفية" حتى على مستوى القشرة البصرية؛ كما أشار بيسوا، 2012. يعتقد البعض بأن أفضل طريقة لدراسة العواطف هي قياس مكوناتها: تعابير الوجه وتنشيط الجهاز العصبي، بالإضافة إلى السلوك والمشاعر الداخلية.
وقد ركزت التجارب حول مشاعر الخوف كمثال نموذجي؛ من خلال أقطاب كهربائية مزروعة جراحيا في أدمغة الفئران التي تقيس الخلايا العصبية الفردية عندما يتعرض الحيوان لمحفز مخيف (مثل حيوان مفترس)، أو باستخدام تكييف الخوف الكلاسيكي حيث يتم تدريب الحيوانات على ربط بعض المنبهات الحسية بنتائج مكرهة. وأثناء البحث باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) مع بشر مشاركين أصحاء بأدمغة سليمة بدأوا أيضا في رسم خرائط للشبكات العصبية التي تشارك في إدراك الخوف ومعالجة المشاعر بشكل عام. ووجدت أدلة من دراسات التصوير العصبي مع مشاركين بشريين أصحاء؛ تدعم فهمنا للنظام العاطفي بوجه عام.
ولأن عمر العلم في حياة البشر حديث نسبيا؛ ظل اعتقادهم بأن القلب هو منبع العواطف وعلى رأسها الحب حتى وقت قريب؛ والسبب في ذلك هو تغلغل الأديان في نفوس عامة الناس وحتى خاصتهم من العلماء الذين يدينون بدينٍ ما، فقداسة الكلمة، بكتبهم المقدسة، ألقت بسحرها في أعماق النفوس؛ ليظل الاعتقاد الخاطئ "ببيتوتية" القلب للحب والفهم على السواء؛ وظهر هذا الاعتقاد المغلوط أول ما ظهر بمنطقة حوض البحر المتوسط (مهد الديانات والحضارات القديمة).
فقد أجمع كل الحكماء القدماء بمصر واليونان والرومان على أن القلب هو مركز العواطف، وهو أهم وأصدق من الرأس أو الفكر، وفي هذا الصدد قال المسيح: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك"، وقال نبي الإسلام: "استفتي قلبك ولو أفتوك"؛ ما يعني اجماعاً بأن القلب هو محور نوايا الإنسان ووعيه وإدراكه.
بل وخلطت هذه الكتب المقدسة بين القلب والعقل، كقولهم: "أَفَلَمْ يَسيروا في الأرض فتكونَ لهم قُلوبٌ يَعْقِلون بها أو آذانٌ يسْمعون بها فإنها لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ولكن تَعْمَى القلوب الَّتي في الصدور"، وإذا ما تحاورت مع رجال الدين في هذه الإشكالية؛ على أساس علمي؛ فسيزجون بك -كعادتهم- في آتون منطقهم الدائري الذي سيدور بك في متاهة من الدوائر المفرغة؛ لن تخرج منها بأي نتيجة تُرتجى، بل سيؤكدون لك -إضافة على هذا التعارض البيِّن- أن مثل هذا الخلط يعد إعجازاً علميا؛ لن تجد له نظير من بين معجزات العلم. مع أن النص برمته ضد العلم الذي أكد على أن القلب مجرد مضخة دم غبية وحمقاء، بينما العقل مقره المخ الموجود بالدماغ، لا في الصدور!
والدليل على ذلك التغلغل الديني والفلسفي والإجماع المجتمعي وعلاقته بجعل القلب بيتاً للحب؛ استخدامنا لصورة القلب المعبرة عن محبتنا ومشاعرنا، وما نراه، حتى الآن، على شاشاتنا وأسواقنا مع اقتراب "عيد الحب"؛ الذي يصبح معه كل شيء أحمر اللون وتملأ صور القلوب الشوارع والثياب وهدايا الأحباب، ونحفره على جذوع الأشجار، ونزين به كراساتنا الدراسية، ونطبعه على ملايين بطاقات المعايدة في عيد الحب... الخ.

رمزية صورة القلب:
وحتى من حيث الشكل؛ فالمعروف حاليا، بواسطة العلم، أن شكل القلب المتعارف عليه لا يشبه شكل القلب الحقيقي، الذي يشبه قبضة اليد، أما الشكل الأجمل المتعارف عليه فكان تحويراً معيناً لفرج المرأة ورأس القضيب الذكري المقلوب، هذا الاقتران رسَّخ في أذهاننا أنه عندما تلتقي القلوب وتتحد؛ فهذا يعني الحب.
سؤال:
أما اليوم، وقياساً على ما سبق؛ إذا ما سألنا هذا السؤال: ما هو مصدر إحساسنا بالحب، القلب أم الدماغ؟
فستكون الإجابة المختصرة الصحيحة هي: الدماغ!

التوضيح العلمي:
عندما تقابل شخصًا ما (سواء كنت ذكرا أم أنثى) وتبدأ في الانجذاب إليه، فما يحصل هو حدوث لقطة أو شرارة للشعور بالهرمونات الجيدة إلى مركز الدماغ، وعلى الأخص "الدوبامين" الذي يسبب النشوة.
كما أن هرمونك الجنسي، هرمون التستوستيرون (إذا كنت من الذكور) أو هرمون الاستروجين (إذا كنت من الإناث) يلعب أيضًا دورًا في هذا. ويتدفق "النوربينفرين" و"الأدرينالين" أيضًا إلى مركز الدماغ؛ ما يؤدي إلى تحفيز اللوزة الدماغية لإعطاء نوع من الشعور العصبي والقلق، مما يزيد من معدل ضربات القلب وحدوث تغيرات في معدل العديد من أنظمة الجسم البيولوجية.
وما قلقك وتسارع نبض قلبك، وتعرق راحتا يديك وتوهج خديك سوى إشارات على حدوث عدة تفاعلات هرمونية تعلن عن أنك في حالة حب. وأن هذا الحب هو من يضيء الهرمونات في منطقة المتعة بدماغك، بسبب هذا؛ فإن دماغنا يقوم بتسخير كافة حواسنا، خاصة الرؤية والدافع لمقابلة من تحبه لجعلك سعيدًا، مما يدفعنا إلى التركيز على هذا الشخص وفقط.
أثناء تفاعلك مع هذا الحبيب، سيزيد الجسم من إفراز الهرمونات مثل "الأوكسيتوسين" و"الفازوبريسين" و"الإندورفين"، وكلما زاد تفاعلنا مع الحبيب؛ يقوم الدماغ بتوجيه حفنة من الهرمونات تعمل جميعها معًا؛ لتسمح لنا بالانتقال من مرحلة الشهوة أو الافتتان إلى الحب الحقيقي.
وقد تم التحقق علمياً من أن الدماغ يُطلق هرمون الأوكسيتوسين (المشهور باسم هرمون الحب) أثناء ممارسة الجنس ويزيد من افرازه خلال التلامس بين الجلد، ويعمق مشاعر التعلق ويجعل الأزواج يشعرون بالقرب من بعضهم البعض بعد ممارسة الجنس.
كما يمكن أن تشير لغة الجسد Body Language إلى حالتك العاطفية. ليس هذا فحسب؛ إنما وجد العلماء أن مراقبة التغييرات الطفيفة في حركات الجذع والرأس يمكن أن تتنبأ بالإنتاج الإبداعي أو القدرة على التعلم. من الناحية البيولوجية التطورية؛ المشاعر فطرية/عالمية لجميع البشر، إذ تعد تعابير الوجه من بين أكثر أشكال لغة الجسد عالمية.
فالعبارات المستخدمة للتعبير عن السعادة والحزن والغضب والمفاجأة والخوف والاشمئزاز. والمفاجأة متشابهة على وجوه كل الناس من جميع أنحاء العالم. فالياباني كالأمريكاني، والليتواني كالبوتسواني. هذه السمة العالمية تبرهن على وحدة الجذور المشتركة المتغلغلة في نوعنا البشري من الناحية التطورية.
وإذا كان الشعر في حكمة البشر يعني: التدفق التلقائي للمشاعر القوية؛ والذكاء يعني الفهم؛ فقد آن الأوان للوقوف على ماهية "الذكاء العاطفي". وقد يكون ذلك الموضوع الشيق أحد اهتماماتنا المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خزعبلات
بلبل ( 2020 / 8 / 29 - 10:11 )
اشكالية المتدين انه بضع نفسه في قوقعة من العواطف تجعله لا يستخدم عقله ويرى الغلط صح فعندما نقرا القران بعقولنا نجده كله كلام فارغ متفكك تافه عبارة عن اساطير وروايات من هنا وهناك فتجد الهدد يتكلم والنمل يحذر والبغل يصعد الى المريخ والجن يصنع القدور والجوابي ورجل يسكن في بطن الحوت وامراة تلد دون ان يلمسها رجل وزوجان يلدان وهما في اردل العمر واخر يحيي الموتى الى اخره القران باسلوبه هذا يسيء اول ما يسيئ الى الله اذا كان فعلا هناك الله فكيف يعقل ان يكون صانع كل هذه الاكوان تصدر عنه كل هذه الخزعبلات

اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي