الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة الفكر السياسي الاسلامي

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2020 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للأسف يرى الكثير من الأكاديميين والباحثين الغربيين والشرقيين عندما يمرون في موضوعة الفكر السياسي, ان الإسلام ليس لديه فكر سياسي وهذا برأيي المتواضع الانقلاب على الحقيقة,لا يمكن ان تتمتع الحضارات بفكر سياسي كاليونانية والرومانية كذلك الديانات كالمسيحية في حين لا وجود له في الفضاء الإسلامي وهي الحضارة الأكبر والأغنى في مجالات العلم ,حيث لم تترك صغيرة ولا كبيرة الا نطقت بها ونظرت لها .
قد يكون هؤلاء الباحثين محقين عندما ينطلقون كما انطلقت دولة الخلافة من السقيفة والنظر من منظورها التي في حقيقتها الكثير من الغموض واحياناً أيديولوجية التبرير في شأن السلطة, حيث ابتدأت تلك السقيفة بالمؤامرة كمرحلة أولى لأدلجة الإسلام ومن ثم الشورى و من ثم التحكيم ثم الوراثة وهكذا, عند مرور الباحث او المهتم بهذا الشأن بهذه المفارقات الكبيرة قد يظن ان ليس للإسلام فكر سياسي ثابت يبني عليه مؤسساته, لكنه مخطئاً في الواقع لأنه يرى الإسلام في السلطة التي تأمرت ولم تسمع وصية رسول الله (ص) ولم يبحث في الإسلام من منظور النبي الأكرم وأهل البيت عليهم السلام.
الحقيقة مجافية لما كتب عن الفكر السياسي في الإسلام الى حداً كبير,ولاسيما عند تسليط الضوء على نهج الامام علي ابن ابي طالب الذي يرى ان السياسة لا يمكن ان تدار بالاختيار وفق اليات لا تتوافق مع عظمة الاسلام وحجم التحديات التي تنتظره فهو وضع فكراً سياسياً ورثه عن القرأن والنبي الكريم وهو بمثابة خارطة للحكم في الإسلام ولازال الشيعة الخلص يعتمدونه في تداول السلطة في بعض البلدان, وهذا الفكر يمكن ان نوجزه في كلمتين ( الاعلم هو الحاكم) وعلى هذا الأساس فأن الفكر السياسي الإسلامي الحقيقي مبني على الاعلمية, بمعنى العلماء وحدهم من يستطيعون ادارة السلطة لأسباب عديدة لعل المجال لايسعنى لذكرها, لكن ذكرها الكثير من العلماء والفلاسفة, كالفيلوسوف ( سقراط – وافلاطون ) والاخير هاجم النظام الديمقراطي في اثينا وقال انه لا يمثل المنهج القويم لأن عامة الناس لا يحسنون اختيار الحاكم لأنهم لا يملكون الوعي الكافي الذي يؤهلهم لذلك وقال يجب ان يدير الدولة الفلاسفة والعلماء لأنهم اعلم بأمور الحكم,وطرح نظريته المدينة الفاضلة في اليوتوبيا بناءا على حكم الأعلم فأسسها على هذا الأساس وكانت مثاراً لأعجاب الكثير من الفلاسفة والعلماء من بعده.
خلاصة القول ان الفكر السياسي الإسلامي الذي يقع في الجهة المناوئة لسراق الحكم طيلة القرون الماضية هو الفكر الذي ينبغي ان يدرس وهو المنهج العلمي الذي يعطي اهمية لا حدود لها للعلم والعلماء, وهو الفيصل في جميع النزاعات السياسية على السلطة وليس في مجال الدولة فحسب بل ايضا في مجال الكيانات السياسية الصغيرة كالعشيرة, كذلك يمكن ان يعتمد في الإدارة ايضاً من اجل تحسين نوعية الإنتاج وكميته, "الاعلمية" حلم العلماء والفلاسفة الذي جسده الامام علي ابن ابي طالب,وهو الفكر السياسي الإسلامي الحقيقي الذي قتل من اجله 12 اماماً معصوماً لأنهم الأعلم ولأن الناس يرونهم اهلاً للحكم بحسب منهج الاعلمية الكوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
محمد البدري ( 2020 / 8 / 31 - 05:06 )
يا تري كم تدفع السعودية ودول الخليج في مثل هذه المقالات
وكم عدد الكلمات في المقالة المنصوص عليها في العقد؟

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24