الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظم الاستبداية قدمت شعوب هذه المنطقة لقمة سائغة للاصوليات الدينية.

اثير حداد

2020 / 8 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ضمن هذه المحاولة ساحاول مناقشة :
1ـ هل ان شعوبنا ماسوخية؟
2ـ هل ان تاريخنا جدار مسدود؟
3ـ هل يمكن نمو الديموقراطية بحقن خارجيه؟ و
4ـ كيف يمكن ان نفهم ان تطالب شعوب هذه المنطقة بعودة الاستعمار؟ لبنان مثالا .
و اخيرا ،
5ـ لماذا انتصرت الثورة الفرنسية الكبرى 1789ـ1799 ؟
وقبل الدخول في السرديات هذه، ولكن ليست سرديات ادبية، بل عبر تسائلات اكثر من كونها اجابات قاطع، يقينية، فانا مؤمن بعدم وجود يقينيات في التاريخ، لا وبل حتى في العلوم الخالصة( رياضيات، فيزياء، كيمياء، بيولوجي) لا يوجد يقين بمعنى الثبات المطلق. فعلى سبيل المثال وليس الحصر قام اينشتاين بتفنيد بعض اجزاء من نظرية نيوتن فيما يخص الفضاء، فكيف بالعلوم الانسانية والاجتماعية التي تدخل فيها متغيرات عده .
دعونا نبدأ . ولكن عبر اثارة تسائلات
كيف يمكن ان نفهم ان يجري الشعب الايراني والمعروف بعراقة مجتمعه المدني خلف دعوة الخميني بالعودة الى الوراء؟ كيف يمكن ان نفهم ان المراة الايرانية التي نالت حقوقها المدنية ان تقبل بان تكون مجرد "شيئ" لا تتحكم بمصيرها بنفسها بل يقرر ذلك لها رجل الدين؟
كيف يمكن ان نفهم ان تجري الجماهير المصرية خلف الاخوان المسلمين، وتقبل العودة الى الوراء بعد سنوات من نهوض الفن والادب المصري ؟ كيف يمكن ان نفهم ان تغتصب امراة مصرية في ساحة عدويه وتحت انظار رجال يدعون الطهرانية؟ وكيف يمكن ان نفسر انه في القرن الحادي والعشرين و يخرج علينا زعيم الاخوان المصري ويصرح بانه يقبل ان يكون رئيس مصر ماليزي مسلم ولا يقبل برئيس مصري قبطي وتصفق له الجماهير المصرية بحماسة شديدة؟ تلك الجماهير التي خرجت بالالف لسماع خطاب قومي لعبد الناصر يعدها بالقاء اسرائيل في البحر وتحقيق الكرامة المصرية العربية؟
كيف يمكن ان نفهم ان المعارضة العراقية الشيعية تحديداً كانت تنادي بالمظلومية، وبعد استيلائها على السلطة بعامل خارجي لم ترفع من مستوى تلك الفئات لا وبل ان وضعها، المادي والثقافي تراجع بشكل كبير، ورغم ذلك تجري تلك الجماهير خلفها؟ كيف يمكن نفسر ان قوى الاسلام السياسي وهبت من اموال الدولة العراقية لايران، المقصور بها الطائرات العراقية التي هربت او هُربت الى ايران ان تمنح لايران تعويضا عن اضرار الحرب ؟ رغم انه وحسب قرارات الامم المتحده لم يحدد من الجهة البادئة للحرب، ورغم تصريح الخميني الشهيرة عند قبوله بوقف اطلاق النار بانه مثل تجرع السم . وكيف يمكن ان نفهم ان يقبل الفرد العراقي جلد شيخ العشيرة له ولا يقبل مساواته مع غيره بالقانون؟ وكيف يمكن ان نفهم ان عضوة برلمان عراقي لا توافق على سن قانون ضد العنف الاسري ؟ اهي مازوخية؟
وقبل الخوض في التفاصيل اود ان احدد انه في تونس فقط، وفقط، لم يجري التسارع الى الوراء لان المجتمع المدني فيها متطور مقارنتا ببقية الدول العربية وكل ذلك جاء بانجازات بورقيبه " كمال اتاتورك تونس".
دعوني احاوركم ولا افرض راي، وانما اقدم ما اؤمن به كمنهج
تحليلي وهو:
"" الثورة الفرنسية الكبرى لم تكن ضد لويس السادس عشر فقط بل وضد الكنيسة الكاثوليكية ايضا "" . تلك الثورة التي انتصرت فيها البرجوازية الفرنسية على ما سبقها من مرحلة الاقطاع او النبلاء وسيطرة الكنيسة بتحالفها مع النبلاء ، حيث حولوا الكنيسة الى حامي حمى مصالحهم.
هل ان الشعب مازوخي او مازوشي؟

في كتابه " اللاهوت السياسي" يطرح سبينوزا التسائل التالي: لماذا يناضل الشعب من اجل عبوديته وكانها حريته ؟. وفي مكان اخر يجيب " لكي نوضح الاشكالية اكثر ينبغي القول ان الشعب اذا يخضع لرجال الدين يشعر وكانه يطيع الله ذاته من خلالهم . وبالتالي فهو يشعر بسعادة كبيرة وطمانينة حقيقية في هذا الخضوع .....ولكن هذه التبعية والخضوع يستغلها رجل الدين كي يقنع الناس بالخضوع للحكام موهما اياهم بان طاعتهم من طاعة الخالق ....." .
مما تقدم فان الشعب ليس مازوخي بل مغلوب على امره ، فعبر خضوعه المذعن لرجال الدين يشعر بالراحة لان رجال الدين يدخلون الطمأنينة الى قلبه المؤمن في حياة الدنيا ، وحور العين في الحياة الاخرة.
ان التدين والغرق في الغيبيات والخرافات تؤدي الى تخدير الشعوب و تحويلها الى مازوخيه بامتياز، مع تعذيب النفس مما يؤدي بها الى عدم رؤية الواقع . لهذا فان النظم الدينية تضخ البرامج الدينية على مدار الساعة، كي تصرف انظار الناس عن الواقع البائس الذي يعيشونه .
ان هذه الممارسة المازوخية تمسخ شخصية الفرد والجماهير وتحولهم الى قطعان مسوخ لا تعي واقعها، فيتخلف وعيها بذاتها ولذاتها. ولذا فان الاسلام السياسي، بغض النظر عن مسمياته و طوائفه يخاطب الجماهير بلغة تراثية تفهمها، لغة مغروسة في العقل الجمعي منذ عصور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah