الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب

رحاب حسين الصائغ

2006 / 7 / 3
المجتمع المدني


البحث في إطار الثقافة الاجتماعية يدفعنا إلى إيجاد تعريف مانع جامع ، لان هناك المئات من التعاريف لهذا المفهوم 0
هل الثقافة نمط في سلوك المجتمع ؟ أم مجرد اكتساب درجة من العلم والمعرفة ؟ 0 أم ابتكار جمالي فني
الضرورة الزمانية للحقب السابقة تقضي إلى النفوذ في الحذر التاريخي لمعنى الكلمة 0 ومصطلح الثقافة مستحدث ؛ لا يوجد تعريف للكلمة أو ما يشير لمفهومها عند العرب سابقاً0 ولكن يوجد لها تعريف عند تايلور في كتابه الصادر عام (1871 ) / الثقافة البدائية : بأن الثقافة هي ذلك المركَب الكلي الذي يشمل على المعرفة والفقه والفن والأخلاق والقيم والعرق والعادات والتقاليد التي يسلكها الإنسان بوصفه عضو في المجتمع وتتعلق بوجه خاص بالإنسان دون غيره 0
والتعريف يتصف بالعمومية ويغلب عليه الطابع الوصفي بالإضافة إلى إهمال ظاهرة الثقافة وعن جدارة العلاقة بين المجتمع والمثقف0 والثقافة هي نمو تراكمي للتقنيات والعادات والمعتقدات بين شعب من الشعوب 0 ويتوجب الإشارة إلى الثقافة ودورها في سلوك الإنسان، فهي ليس مجرد معلومات ولا تراكم معرفة ، بل مواقف حيَة متحركة تعبر عن الإنسان من جهة وعن عمله الدائم وسعيه المستمر لتحقيق إنسانيته من جهة أخرى هي تاريخ الإنسان الحضاري. والحضارة كلمة في اللغة العربية مشتقة من الحضر وهي نقيض البرية أي البداوة 0 والحضارة تتوافق مع العمران والتمدن الذي يعتمد على أساس مكونات مادية معنوية ، ومن الواضح أن الثقافة أوسع من الحضارة ، لأنها متداخلة في أساس نمط حياة أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية ، وتتضمن الثقافة التنظيمات السياسية والإدارية والاقتصادية والعلمية 0 والمثقف هو ذلك الحاذق سريع التعلم ولديه فطنة وذكاء. وما يتعلق بالفرد من انطلاقه نحو دائرة التوسع في بيئته ومجتمعه والثقافة تعني العلاقة الإنسانية الاجتماعية بين الفرد ومجتمعه 00 أي الأنشطة الإنسانية التي يمارسها المجتمع كافة. مع نهاية القرن العشرين دخل مع الثقافة مصطلح التغريب0 والتغريب يعني حرمان الإنسان من حقه القانوني والطبيعي ، فصار الإنسان بعيداً عن جوهره، لان العيش تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها أفقدت الإنسان حريته مقابل ما تمنحه من وسائل العيش. وظاهرة الاغتراب أصبحت واقعاً اجتماعياً وتعدت البيئة بفعل تأثيرات سقطت عليها من مجتمع آخر وجرَاء الضغوط ورغبة الامتلاك والهيمنة. شمل ذلك ما أوجده النشاط الاجتماعي ، بالإضافة نظرته في التسلط مما أدى عند الفرد المثقف البحث عن الأصالة في مستقبله وماضيه ، ومن ثم تحديد الهوية الثقافية. ألان في خضم الوضع الراهن يجب التركيز على الثقافة بعيداً عن أي تسلط شيفوني أو ليبرالي غربي والعودة لصقل مفاهيمنا لأن الثقافة هي الطريق لفهم الحياة وكيفية تنظيمها وينعكس ذلك على أساليب العيش التي تميز مجمع عن غيره 0










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل


.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير




.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية


.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ




.. سوريون يتظاهرون ضد تركيا في ريف إدلب