الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حرق القرآن الكريم والقداسة والاحتجاجات

حمزة رستناوي

2020 / 9 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثمة فرق بين عبادة القرآن كصنم جديد وبين عبادة الله سبحانه بما يتضمن الاهتمام وتقدير القرآن الكريم ككتاب وحي ذو نسب الهي قابل للتدبّر والتفكّر والاعتبار والاجتهاد في استلهامه بما يناسب حال المسلمين و مجتمعاتهم.
قداسة القرآن الكريم هي قداسة نسبية ، أي بمعنى هي قداسة تخص المؤمنين المسلمين وليست قداسة تشمل أو تلزم كل البشر حول العالم ، وكذلك يختلف فهم و تفسير هذه القداسة باختلاف المؤمنين ومذاهبهم كذلك. ثمة فهم للقداسة يؤكّد على الجانب الطقوسي -الشكلاني يتجلّى في: تقبيل المصحف ، عدم لمسه دون وضوء ، تعليقه كتميمة في السيارة ، الاجتهاد في حفظه ، مدارس تحفيظ القرآن ، أعمال عنف وشغب يقوم بها عنصريون كحرق القرآن الكريم مثلا " هذه الممارسات العنصرية مرفوضه و الرد عليها يكون بتجاهلها أو عبر أسلوب سلمي مُنضبط " هذا النوع من القداسة للقرآن الكريم يعبر عن منسوب حيوي منخفض للايمان الاسلامي.
مرجعية القرآن هي الحياة الواقع والتاريخ ( وليس العكس) كونه كتاب وُجد ليخاطب الأحياء ويمارس مفاعليه في ثقافة المجتمع ويتفاعل فيها وعبرها.
القرآن الكريم يأتي بمثابة تذكير وتَذكرة ، تذكير بما سبقه من الكتب وتذكرة لبداهات الحياة والقيم الأخلاقية التي يستشعرها كل واحد فينا بنفسه ، وهي بداهات و قيم سابقة في وجودها الزمني لظهور للقرآن الكريم.
تعقيبا على أحداث العنف والاحتجاج في مدينة مالمو السويدية أواخر شهر أغسطس الجاري على حرق أحد العنصريين للقرآن الكريم، أقترح:
1-موت انسان بريء أثناء هذه الاحتجاجات أصعب عند الله من حرق كتاب " القرآن الكريم"
2-إحراق سيارة موجودة بالشارع صدفة أثناء هذه الاحتجاجات أصعب عند الله من "سب الذات الالهية "
3- " حقوق الله تقوم على المسامحة ، و حقوق العباد تقوم على المُشاححة "
4- مواجهة السلوك الخاطئ بحرق " القرآن الكريم" لا تُواجه بسلوك خاطئ غير مُتناسب .
5-أي نموذج يقدّمه هؤلاء المسلمين للآخرين والمجتمع السويدي ! لنستفيد بشكل إيجابي مفيد من نعمة حرية التعبير في هذه البلاد ، بدلا من اساءة استخدام هذه النعمة
6- المتعصبون يكمّلون بعضهم ، والمستفيد الأكبر من هذه الاحتجاجات هم اليمين المتطرف الشعبوي، والخاسر الأكبر هم مجتمع و أهل الذين شاركوا في هذه الغضبة المُضرية في غير مكانها وزمانها!!
7- ينبغي التخلص من ذهنية الانفعال و ردات الفعل.. وتعزيز سلوك حضاري هادئ متوازن ( عقلنة الايمان) بسياقات النسبية ومصالح المؤمنين في حيواتهم المُعاشة بما يناسب حالهم وعصرهم واندماجهم في المجتمعات التي يعيشون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية