الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراعات والتحالفات الكردية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 9 / 2
القضية الكردية


إننا لا نريد الخوض في الخلافات الكردية الكردية وخاصةً نحن على أعتاب مرحلة قد تشهد مخاض ولادة مرجعية كردية قريبة بضغط أمريكي أوربي، لكن هناك وللأسف بعض الأخوة المحسوبين على الآبوجيين والاتحاديين -قلت البعض ولم أعمم- يحاولون أن ينبشوا في الماضي القريب للخلافات الكردية فيستحضرون الصراع الذي نشب بين عامي 94 و 98 وكيف أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أستعان بالنظام العراقي -نظام صدام حسين البائد- لاخراج قوات الاتحاد الوطني من هولير (أربيل) ومن دون أن يخوضوا في حيثيات وتفاصيل القضية وأن كيف استطاعت قوات الاتحاد الوطني من السيطرة على هولير أساساً والاقتراب حتى لحدود دهوك وهو المعقل الأزلي للبارزانيين، بل للأسف البعض استخدم تعبيراً غير لائق بحق شخصية السيد مسعود بارزاني واصفاً إياه ب”قطو” ولا يخفى على أحد بأن المغزى منه هو الإساءة والتصغير والتحقير بحق أحد أهم الشخصيات الوطنية الكردستانية الحالية، إن لم نقل الأهم وذلك إن اتفقنا أو اختلفنا معه ومع بعض سياسات الديمقراطي الكردستاني.

وتوضيحاً لهؤلاء الأشاوس نقول؛ بأن وإن كان الديمقراطي الكردستاني استعان بقوات النظام العراقي لاخراج قوات الاتحاد الوطني من هولير، فإن الأخير كان قد استعان بالجيش الايراني للسيطرة على مناطق واسعة من الجغرافيا الخاضعة لنفوذ الكردستاني وبالتالي فإن كان ما يعيب تصرف البارزانيين مرة فبقناعتي ما يعيب تصرف الاتحاديين يفوقه بعشرات المرات وذلك لكونه استعان بقوة خارجية ضد بلده وأخوه .. ربما يعترض البعض على حكمنا ولذلك سنذكرهم بواقعنا الراهن في روجآفا حيث نعيش أو عشنا تجربة قريبة منها وربما مطابقة لها وهي أن كيف استطاع هذه المرة أن يؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي -الموالي للآبوجيين- مؤسساته في مناطقنا والتي سميت فيما بعد بالإدارة الذاتية استلاماً من النظام السوري وأرجو أن لا يقول لي أحد؛ بأنها كانت ثورة حيث جميعنا يدرك بأن النظام مثل المعارضة كانت تعتقد بأن المشكلة سوف تنحل بأشهر ولذلك هي (أي النظام) أراد تحييد الكرد من الصراع فقام بتسليم مناطقنا وهي تعتقد بأن أشهر وتعود لتستلم منهم؛ أي “استلام وتسليم” -كما يسميها البعض- ولكن ولحسن حظ شعبنا بأن الرياح لم تجر بما تشتهيه سفن النظام والمعارضة معاً!

وبالمقابل؛ أي مقابل تعاون معلن أو غير معلن بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي، قام الطرف الآخر وهو المجلس الوطني الكردي بالتنسيق مع المعارضة السورية وتركيا وخاصةً بعد فشل المرجعية الكردية أول مرة وعدم قدرتهم على اقتناص الفرصة بالحوار مع النظام السوري واستلام المناطق بدل حزب الاتحاد الديمقراطي والذي كان ضعيفاً حينها أي في بداية الأزمة السورية، خاصةً بعد سنوات من محاربته من قبل النظام نتيجة تحسن العلاقات التركية السورية وذلك بعد إخراج أوجلان بطلب تركي من سوريا .. وهكذا لو قارنا الموضوع بين الحالتين في كلا الإقليمين الكردستانيين؛ روجآفا وإقليم كردستان العراق، فإننا نلاحظ بأن هناك طرف استعان بالنظام -إن كان البارزاني مع النظام العراقي أو ال ب ي د مع النظام السوري- لكن وبالمقابل فإن الطرف الآخر قد تحالف مع قوة خارجية معادية ومعتدية على “الجغرافيا الوطنية” حيث الاتحاد الوطني استعان بالنظام الايراني وقواته للسيطرة على هولير وكذلك المجلس الوطني الكردي يستعين بتركيا وقواته لفرض نفسه على الإدارة الذاتية.

وبالتالي فإما أن نرفض التعاون مع النظام أو مع القوة الخارجية، أما أن ترفض هنا ما تقبله هناك وبالعكس فاسمحولي أقول؛ بأن هذه ليست فقط انتهازية، بل ضحك على السذج والقاعدة وذلك قبل أن يكون استغباء لهم وللآخرين، بالرغم أن الأصح؛ هو أن نرفض التحالفين؛ أي التحالف مع النظام أو الخارج، لكن يبقى التحالف مع الأخير أسوأ حيث تعتبر “خيانة وطنية” وخاصةً أن بلدك في حالة حرب مع تلك القوة الخارجية. بالأخير نقول للجميع؛ بأن من كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بحجارته .. مع تمنياتنا وعملنا الدؤوب؛ بأن نترك تلك الصراعات خلفنا ونؤسس لمرحلة سياسية جديدة تكون سمتها التوافق والتفاهم والتصالح مع الذات ومع شعبنا وذلك لكي لا نخسر المزيد أو بالأحرى لنحقق المزيد من المكاسب السياسية، كوننا بالأساس لم نكن نملك شيء لنخسره.. أرجو أن تصل الرسالة للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا تستفيد
علي جاف ( 2020 / 9 / 2 - 20:49 )
انك تتذمر من البعض اثارة موضوع الخلافات الكوردية – الكوردية وخاصة في جنوب كوردستان، ربما انهم يثيرون هذه الموضوعات في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي باللغة الكوردية وان فات اوانها وان اثارتها لاتغني شيئا، لكنك تصب الزيت على النار باثارتك هذا الموضوع هنا باللغة العربية والتى تتحدى حدود الكورد ليطلع عليها العرب وبذلك تريهم عيوب وعورات السياسة الكوردية.. ما الذي دفعك الى هذا؟ حبذا لو قلت لسياسيي الكورد بان يرموا اسلحتهم الفتاكة لقتل بعضهم البعض، ويرمي كتبة المقالات القذرة اقلامهم البغيضة في التهجم وانتهاك شخصيات قياديي الكورد واتهامهم بالخيانة!

اخر الافلام

.. السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة: نريد انسحابا إسرائيليا كا


.. المندوب الجزائري في الأمم المتحدة: ندعم عدالة القضية الفلسطي




.. القوات الإسرائيلية تقتل الطفل الفلسطيني محمد النبريسي في غار


.. برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته عبر الرصيف




.. الجيش الإسرائيلي ينشر صورا جديدة للحظة استعادة الأسرى من غزة