الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من سرق اتحاد الطلبة ؟!
جلال الصباغ
2020 / 9 / 2الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لقد شكل أصحاب القمصان البيض قوة هائلة قادت الانتفاضة الجماهيرية وحافظت على زخم المشاركة بكثافة فيها، عن طريق خروج المسيرات اليومية والأسبوعية من الجامعات وهي تجوب الشوارع إلى ساحات الاعتصام من البصرة إلى ميسان ومن الناصرية إلى النجف والديوانية مرورا بكربلاء وبابل وصولا الى بغداد. كانت شعارات الطلبة تعبر عن مطالباتهم بإسقاط النظام، حيث لا مساومة مع الإسلاميين وأحزاب النهب والقتل.
إن الإضافة الكمية والنوعية التي شكلها طلبة وطالبات الجامعات والمدارس كانت هاجسا يؤرق السلطة، فهذا الخزان البشري الكبير يعبر عن إرادة شعبية حقيقية ترفض نظام المحاصصة والطوائف وتطالب بنظام جديد معبر عن إرادة الناس بالحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم.
ما أرعب السلطة المليشاوية وأشعرها بالهستيريا هو قيادة مظاهرات الطلبة من قبل الطالبات ومشاركتهن التي تساوت مع مشاركة الطلاب في انتفاضة أكتوبر، فلأول مرة بتاريخ العراق تكون هنالك قيادة ومشاركة نسوية في ثورة أو انتفاضة بهذا الحجم، إن هذه المشاركة وما قدمته الطالبات طوال الانتفاضة، اقلق العقليات المتحجرة من رجال دين ومليشيات وقوى سياسية تحكم باسم الدين والطائفة.
لقد أدركت السلطة واذرعها الخبيثة داخل الانتفاضة حجم تأثير الطلبة ودورهم التاريخي هذا، فعملت بأقصى ما تمتلك من قوة ومن أدوات، في السيطرة على اتحاد الطلبة، الذي يمثل القوة الحقيقية المنظمة والمؤثرة على الأرض، وذلك عن طريق التهديد مرة والترغيب مرة أخرى، بالإضافة إلى دس عناصرها المنتمية لذات المنظومة في صفوف الاتحاد، وكذلك وعد بعض أعضاء الاتحاد بالعمل والتوظيف كمستشارين أو غير ذلك من الأساليب المعروفة للسلطة.
إن الدليل على سرقة اتحاد الطلبة من قبل القوى الإسلامية واذرعها داخل الاتحاد هو البيانات الأخيرة التي حولت مطالب الطلبة والجماهير بشكل عام من مطالب ثورية عازمة للخلاص من سلطة المليشيات وقوى وأحزاب الإسلام السياسي إلى مطالب إصلاحية، تستخدم ذات اللغة الدينية الطائفية المستخدمة من ذات القوى المليشياوية التي مارست ولا تزال اشد أنواع القمع والتنكيل بحق المنتفضين.
المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق الغالبية العظمى من الطلبة المنتفضين ومن أعضاء الاتحاد الذين يبدوا أنهم لا يمتلكون القرار داخل الاتحاد، هي باستعادة الاتحاد من القوى الإسلامية التابعة للسلطة بشكل أو بأخر واستعادة الق مسيرات وشعارات واعتصامات أصحاب القمصان البيض الذين شكلوا علامة مضيئة داخل انتفاضة أكتوبر، وعدم التهاون مع كل من يحاول أن يسرق اتحاد الطلبة ويوجهه لخدمة مصالح السلطة الفاشية المجرمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية مع الفريق البر
.. حزب التقدم والاشتراكية يناقش العنف الرقمي ضد النساء، سبل الح
.. تداعيات الصراع القائم و آفاقه - د. موفق محادين.
.. س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
.. بعد عام من 7 اكتوبر، حوار مع مصعب بشی-ر