الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيهات منا الذله ، و نفاق شيعة العراق

صادق جبار حسين

2020 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بلد يعاني من التدهور على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربية والتعليم والصحة وغيرها من مرافق الدولة الحيوية والتي لا تقوم دولة من دونها والتي أدى انعدامها ان اصبح العراق يسبح في مستنقع التخلف والجهل وتعشش فيه الأميه والامراض الاجتماعية وانحدار كبيرفي التعليم والعملية التربوية بجميع مستوياتها في ظل احزاب الإسلام السياسي التي تسلقت الى السلطه منذ سقوط حزب البعث عام 2003 والتي جعلت من العراق في مقدمة الدول من حيث الفساد وتدهور الخدمات وانفلات الأمني وشيوع الطائفية بين أبناء الشعب العراقي ، فقد عملت تلك الأحزاب على تعزيز تلك النعره في نفوس أبناء العراق الواحد ، الذين عاشوا لقرون عدة في وئام وتعايش سلمي لم يعرفوا تلك النزعه الطائفية التي أججتها تلك الأحزاب الاجرامية والتي لم تتواني عن ارتكاب شتى أنواع الجرائم بحق الشعب العراقي من اجل تعزيز وجودها وبقاءها في السلطة فلولا أمريكا لما حلموا للوصول اليها •
والانجاز الوحيد الذي يعتبرونه انجاز عظيم هو حرية ممارسة الشعائر الدينية الشيعية التي استغلوها ايما استغلال من اجل اضفاء قدسية على حكم الأحزاب الشيعيه الموالية الى ايران والتي جعلت من العراق كانه احدى المحافظات الإيرانية ، وعاثت في البلاد قتل وتدمير وانتهاك لكل شيء ولم يردعهم رادع واصبحوا فوق القانون والدولة ، فاصبحوا أداة بيد الفاسدين يحاربون بها أي تحرك ضدهم يهدد وجودهم فاصبحت السكين الذي يذبح به العراقيين ، فاخذت تغذي النزعه الطائفيه وتبث سمومها من اجل تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي لكي يسهل عليهم السيطره عليه •
فاخذت تلك الأحزاب وسياسي الصدفة تعزيز الجانب الديني وغرسه بدل الشعور بالانتماء الوطني والمواطنه وفعلا نجحوا في جذب العديد من المنتفعين والجهله الى هذا الجانب وقد اثمرت جهودهم فقد اصبح الانتماء الطائفي اقوى من الانتماء الوطني واصبح تهديد المذهب اهم من الوطن واهم من المواطنه
فلم ينتفض هؤلاء من اجل العراق وانتهاك سيادته او من اجل انعدام الخدمات او الفساد او الانفلات الأمني وسيادة المليشيات المجرمة او البطالة والضياع ، بل ثاروا من اجل اغنية بثتها قناة غير محسوبة على القنوات الشيعية التي تستغل ذكرى عاشوراء وتتحول الى قنوات للحزن والنحيب الذي لم يشبع جائع يوما ولم يغير وضع سيئ يعجز الوصف عن الاحاطه بتفاصيله ، فهل هؤلاء الذين احرقوا مقر قناة دجلة الفضائية بسبب اغنية في ليلة العاشر من محرم ذكرى مقتل الحسين بن علي ابن ابي طالب ، حيث اقدم العشرات من المتظاهرين على تكسير وحرق مقر القناة في العاصمة بغداد احتجاجاً على بث قناة تابعة لها، للأغاني في يوم عاشوراء الذي يقدسه المسلمون الشيعة •
حيث العشرات أمام مقر القناة في منطقة الجادرية في بغداد مرددين هتافات مذهبية ، لكن سرعان ما اقتحم هؤلاء العناصر المقر وكسروا أثاث ومعدات القناة ومن ثم أضرموا النار فيه ، وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل عملية الاقتحام وإضرام النيران فيها ، بالرغم من تواجد لقوات الشرطة والجيش بالقرب من مقر القناة من دون إبداء أي ردة فعل •
في الوقت ذاته أصدرت "محكمة الرصافة" في سابقة لم يشهد العراق مثيل لها من قبل مذکرة قبض بحق مالك المؤسسة جمال الكربولي بتهمة ازدراء الأديان ، بعد تقديم عدد من المحامين شکوي "بخصوص تعمّد الإساءة إلي شعائر إحدي الطوائف الدينية في العراق"
مما دفع القناة إلى تقديم اعتذار رسمي ، أكدت فيه أن "بث الأغاني لم يكن مقصوداً في ليلة عاشوراء"، حسب تعبيرها •
والمضحك في الامر أن القناة التي بثت الأغاني هي قناة "دجلة طرب" المتخصصة أصلاً في بث الموسيقى، مما دفع صحافيين وإعلاميين محليين للقول في تغريدات ومنشورات أن قرار القضاء العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات وهي جهة حكومية مبالغ فيه كثير ، لأن القناة متخصصة بالنشاطات الفنية والغنائية وبالتالي فهي غير ملزمة بوقف بث برامجها خلال أي فترة من الفترات •
وقد اثار هذا التصرف استهزاء واستهجان العراقيين الوطنيين وتناولوا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية ، فالعراقيون لم تعد مثل هكذا تصرفات تنطلي عليهم وأكد العديد على ان ماحدث هو
نوع من الانتقام من القناة لكونها قد تطرقت الى المشاكل التي يعاني منها العراق وطالبت بالإصلاح وتحدثت عن المشاكل الخدمية والاقتصادية والاجتماعية، تحديداً في مناطق جنوب العراق ، التي شهدت مظاهرات ضد الميليشيات الشيعية التي تعمل من اجل ترسيخ النفوذ الإيراني في العراق ، وهذا هو الدافع الرئيسي وراء هكذا تصرف ضد هذه القناة التي هي واحده من عشرات القنوات العراقيه التي تتناول مواضيع متعدده سواء فنيه او سياسية او دينية و رياضيه ، فهل تلزم قناة فنية بتغير سياستها من اجل مناسبه دينية لا علاقة لها بها ، وهل المنتفضون الذين اقتحموا بناية القناة واحرقوها قد حققوا جميع مطالب المجتمع العراقي ووفروا العيش الكريم للشعب العراقي لكي يثوروا وينتفضوا من اجل اغنية اذيعت في ذكرا الحسين الذي يعتبره الشيعة القائد الثوري الذي خرج ضد الظلم والفساد والذين يجددون له البيعة من خلال الاحتفال بذكرى استشهاده•
لكنهم يعشون واقع مخالف لما يدعون فهم يعيشون تحت الظلم والفساد والقهر والعهر وكل السلبيات التي يدعون بان الحسين قد خرج ضدها ورفع شعار هيهات منا الذله والذي لا يوجد بيت شيعي لم يرفع هذا الشعار فوق الاسطح او الجدران او الاعمده دون ان يطبقه العراقيين يوماً ويصرخون بوجه القتله والفاسدين والطائفين هيهات منا الذله ويقتدوا بحسينهم الذي يعرفونه في عاشوراء فقط •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي