الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسيل تَدعوكم لِقراءة رسالتَها

سالم الدليمي

2020 / 9 / 4
المجتمع المدني


أسمَها: أسيل طارق عبد الحميد أبو طالب
والدها: الكاتِب الصحفي طارِق عبد الحميد
ووالدتها: الكاتِبة الصحفية رَشا رِفعَت شاهين

محظوظةٌ أسيل بوالديها، تشّربت الوعي والحِس الإنساني منهما، رقيقة القلب جداً، عطوفة جداً، تسيل دموعها وتُمضي يومها حزينة لمرأى طفل معاق أو حتى كلباً هزيلاً هدّهُ الجوع.
أسيل المُفعَمة بالإنسانية اهتمّت بالأخبار المثيرة بالعالم، ربما بحكم عمل والديها بالصحافة.
سمعت في التاسعة من عمرها بطفلة صينية عمرها ثلاث سنوات أنقذت خمسة أطفال في مقاطعة جيانغشي في شرقي الصين. حكَت لها والدتها تفاصيل قصة تلك الطفلة التي أُصيَبتْ بسرطان الدماغ، وكيف انتبهت أمها عندما بدأ مشيها يتعثّر، وعندما أصبح علاجها مستحيلاً حدَّثها والدها "ليو شياو باو" عن التبرّع.
وتسرد والدة أسيل الحكاية لها فتقول:
قال والد الطفلة الصينية: " كانت كلمة (التبرع) صعبة الفهم بالنسبة للصغيرة، لذلك حاولتُ أن أشرح لها أننا سنُعطي شيئاً من جسدها يمكن أن تنقذ حياة الآخرين ليعيشوا سُعداء، فوافقت وهي تبتسم".
وأن الأب "ليو شياو باو" قال في وداع صغيرته الراحلة: (لقد أَضَأتِ حياة خمسة أشخاص، أنتِ بلا شَك الأميرة الأكثر جَمالاً في العالم)
زُرِعَت فكرة التبرّع بالأعضاء برأس طفلة التسع سنوات المصرية أسيل، لكنها لم تَعرِف لها موعداً للتنفيذ.
ربما حَلِمَت أن تَكون هيَ الأميرة المصرية الأكثر جَمالاً في العالم أيضاً.
كبرَت أسيل وهي الآن في التاسعة عشرةَ من عمرها الميمون. وبات وباء كوفيد 19يُهدد الأرواح بكل مكان.
قبل أيام أحسَّت أسيل بصداع شديد وبعض أعراض المرض، وكانت المعاناة ثقيلة على الشابة الصغيرة، فشعرَت بدنوِّ أجَلِها، وبدأ الشعور بمفارقة الحياة يقترب سريعاً بتعاقب الأيّام. وكانت فكرة التبرّع بأعضائها أول ما قفز في خاطرها لحيّز التنفيذ قبل كل الرغبات الأخيرة حين يُسيطر شبح الموت على الإنسان المستسلِم لقدرِهِ..
فحرَّرت وصيتها الأخيرة، لتوصي بأعضائها السَليمة للمرضى، وبنصيبها من ميراث ومقتنياتها للجمعيات الخيريّة، ولم تَحْتَمِل تَصوّر حزن ذَويها ومحبّيها فأوصَت بعدم البُكاء في مراسم العَزاء.
بعد أيّام تبيّن أن نَتيجة الاختبار سَلبية وأن أسيل مُصابة بإنفلونزا حادّة.
شُكراً لأسيل التي لم تَكبر، التي لا تزال تعيش بداخلها طفلة التسع سنوات.
لقد ألهَمت حكاية طفلة الثلاث سنوات دولة الصين العظيمة لتُنشئ موقعاً على الأنترنت يُسجّل الصينيون الراغبون بالتبرّع بأعضائهم أسمائهم فيه، وأصدرت حكومتهم قوانين جديدة تُنظَّم عمليات التبرّع وتُشجِّع المتبرّع بدعمه في حياته.
يمكن للصيني دخول هذا الموقع ليختار حقلاً لتسجيل أسمه
www.china-organdonation.org.cn
فما فرق أسيلُنا المصرية عن تلك الطفلة الصينية سوى أن حكاية الأولى وصلت لكل الصين ولرئيسها فأصبحَت أيقونةً ومُلهِمةً لشعبِها!!
رُبَّما نستمتع جميعاً بقراءة حكاية أسيل كخبرٍ عابِر، كعادتنا في الهروب من مسؤولياتنا، الرجاء أن تنشروا عن أسيل وتتكلموا عنها في صفحاتكم على التواصل الاجتماعي فهي النموذج المشرف الراقي للحِس الإنساني، عَلَّ أن تُشكِّل أصواتكم ضغطاً على حكوماتنا ومؤسساتنا الدينية التي لا زالت تُحرِّم التبرّع بالأعضاء وتَحرم الكثيرون من حَق الحياة فيموت الآلاف يومياً بحوادث الطرق وغيرها.
فلا زالَت فتوى الشيخ الشَعراوي قائمة: (التبرّع بالأعضاء البَشرية وزراعة الأعضاء وغَسيل الكِلى حَرام بحُجة (إن ده تعطيل لاراده الله وإحنا ليه نأخَّر لقاءه بربّنا!)
حَمداً لله على سلامَتكِ يا أسيل، يا نَبعاً للمَحبّة والإنسانيّة.. لعلَّ شعوركِ وتفكيرك بالتبرّع في أحرج وقت يظّنه المرء أنه يعد ساعاته الأخيرة تنازلياً، يوقِظُ في القارئ مسؤولية تَبنّي المُساهَمة بإنقاذ الحياة بنشرِ الوعي بهذا الجانب الإنساني، فأصواتنا مُجتمعة ستجبِر الحكومات والمؤسسات الدّينية على تَبنّي قوانيناً أكثر إنسانية، فقد يكون أيّاً مِنّا بحاجتها في إنقاذ حياته.

أدناه رابط صورة أسيل ووصيتها
https://www.up4.cc/2020-09/159915691448971.jpg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل