الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في التّواصل الاجتماعي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 10
المجتمع المدني


أزمة منتصف العمر على الفيس بوك ، و الرسائل " التي تعبّر عن خفيّة أصحابها في منشوراتهم" هي التي تلفت النّظر .
في حوار ساخن مع ابنتي حول أمر خاص ، وبعد أن غضبتُ قليلاً منها. عدّت في المساء لأتذكر بعض جملها و أبتسم . ابنتي لا تؤمن بالفيس بوك كوسيلة تواصل ، بل تقول أنّ الكثير من المتاعب كانت بسببه، وقد قالت لي: " المعرفة قوة، فلماذا نضع معلومات شخصيّة تعرّف بنا؟"
أرسلت لها رابط الفيس بوك الخاص بي، قلت لها: تصفحيه ، و اعطني رأيك!
وكانت بعض تعليقاتها كالتالي :
" بحثت عن عمر الشعراء من الرجال ، فاجأني أن أزمة منتصف العمر لم تعد في الأربعين، هي في السّتين ، يتسلل شعراء منتصف العمر إلى ساحة النساء ، ويكتبن الشّعر، يعتقدن أنهم نزار قباني ، مع أنهم لا يملكون السلطة ولا المال ، فكل شاعر عربي كبير، وراءه امرأة "اسمها السّلطة" تحميه، ونزار "شاعر المرأة " كان مناصراً لغريزته الذكورية، ولم يحب النساء، كان يعشق امرأة واحدة اسمها السلطة تتنقل بين دمشق وبغداد وبيروت ، وموضوع بلقيس يقابله موضوع آخر هي زوجته التي تخلى عنها"
كان حوار مصالحة بيني وبينها أدفأ قلبي، و عادة هي تأكل في عقلي حلاوة ولا يستمر الخلاف بيننا سوى بضع دقائق ، حول أمور تافهة.
مررت على النّساء الغاضبات على الفيس بوك ، جميعهن ينتمين إلى النسوية " التي اخترنها" للصراخ وشتيمة الرّجال ذلك الصنف " المسالم"! المرأة هنا دخلت أزمة منتصف العمر بشكل مبكّر ، تصرخ بشكل غير عقلاني مستنكرة جريمة دون أن تقدّم الحلّ. قد ترغب في إقامة علاقة صداقة حقيقية مع أبناء جنسك ، لكنك تهرب عندما تكتشف أنهن جميعاً ذوات شأن ، لهن قيمة في مجتمع جديد قد لا يعترف إلا بالجد و الاجتهاد ، و لا يهمه إن كنت ناشطاً ، بل الأهم أن تكون فاعلاً اقتصادياً، لذا ابتعدت عن النّقاش لأكون متفرّجة.
هناك امرأة تعمل في الدعارة في أوروبا- وهي حرة طبعاً – لكن ما لفت نظري أن المتابعين لها من أصدقائي ، و الذين يشدّون على يدها كثر، كم يؤسفني أن يعتبرن المرأة التي تعمل في الدعارة هي نسوية ! بينما يسجن في السويد من يشتري الجنس ، ولا تسجن من تمارس الدعارة لأنها تعتبر ضحية لو كانت تخضع لشبكة ، و يحاسب أعضاء الشّبكة ، وبينما أصبح الاتهام بالتحرش الجنسي بعد حركة مي تو كبيراً، ونال من رؤوس كبيرة ، تركّز الأحزاب السّياسية على أنّ حرية الجنس لا تعني التّحرش ، يعتبرون التحرّش الجسدي و اللفظي متشابهان، وهنا لفت نظري ملاحظة ، وهي أن أصدقائي على الفيس -في كثير من حالاتهم-متحرشون لفظياً.
لا زلت في صلب الموضوع ، من ملاحظاتي حول حقوق الإنسان – و الجميع يعتبر نفسه العارف الوحيد بها- هناك كاتبة مصرية ذاع صيتها، وفي الحقيقة أنني أقرأ مقدماتها الجميلة فتدهشني ، عندما أصل إلى رسالتها -المخفية في طيات الكلام- عن مدح السيسي هنا، الإمارات هناك، الدّفاع عن حقوق الأقباط لشتم باقي المكونات، وما لفت نظري أن لها في صفحة حقوق الإنسان لها حضور كبير .
قرأت على الفيس أن شخصاً من " المعارضة السورية" صرف مبلغاً مرقوماً في برج دبي ، وقام أغلب السّوريين- الثوريين- بشتيمته، مع أنهم يصفقون لأحدهم تعامل مع داعش ، و أصبح من أغنياء أستراليا.

لا أعرف إن كنت أشكو لماكرون كي يضمّني، أم للجنرال عون ! لأنني فقدت الأمل أن يكون لدينا بديل عن الأسد . أي بديل يأتي ونحن على قيد الحياة سوف أنفّذ وعدي ، وأقيم حفل غداء، وبعد أن أنتهي منه أحارب البديل الجديد.
أخيراً ، لا زلت في نفس الموضوع، سؤالي هو: هل الفيس بوك هو الذي جعلنا مزيفيين، أم أنه كشفنا فقط؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بمواد غذائية


.. مشاهد حجم معاناة النازحين السودانيين بمدينة الدندر في سنار




.. موريتانيا.. تقرير أميركي يشيد بجهود البلاد في محاربة الاتجار


.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال