الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة مقالات حول جماعة الاخوان المسلمين (1 من 8) جماعة الاخوان المسلمين / نجاح الانتشار وفشل المسار

حجاج نايل

2020 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو انني علي وشك الدخول الي عش الدبابير، فالكتابة عن جماعة الاخوان المسلمين شائكة ومتداخلة ، الي حد أنها قد تاخذك في التيه التاريخي ، و الجغرافي ، والسياسي ،والديني ،والحقوقي ،وفي سياق اشمل عندما تبحث في الجذور والابعاد الاقتصادية والاجتماعية والعقائدية ، حيث انه من المؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين منذ اللحظة الاولي لتأسيسيها ، وهي مثار للجدل والسجال ، ولم تزل حتي الآن موضوعا من الموضوعات التي لا تستسلم ابدا ابدا لمشارط المتحاورين الا بقدر براعتهم في الجراحات الفكرية الدقيقة ولا تزال هذه الجماعة حتي الان موضوعا ومجالا لمئات الكتب والابحاث والدراسات والرسائل العلمية ، وربما الالاف من المقالات الصحفية ، والمقابلات التليفزيونية والاذاعية ، بالاضافة الي المسلسلات والافلام والاعمال الفنية الاخري، حتي يبدو البحث عن زاوية او منظور او معلومة او تحليل جديد ، لم يتم التطرق له او لها من قبل كما تعودت في كتاباتي السابقة ، محبط ومربك الي حد كبير، لإيماني القاطع بأن الكتابة ليست للكتابة فقط ، او لإعادة انتاج ما كتب سابقا، كما قالت الروائية التشيلية ايزابيل الليندي الكتابة مثل الشعوذة ! لايكفي إخراج أرنب من القبعة ؛ بل يجب عمل ذلك بأناقة وطريقة ممتعة وكما قال بنجامين فرانكلين إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة أو تفعل شيئاً يستحق الكتابة عنه، لظني انه يجب ان تتجاوز مساهمة الكاتب الثوابت الفكرية والأيدلوجية والعقائدية المتجمدة في العقل الثقافي الناطق بالعربية ، و الذي نشهده في دوائر المعرفة العربية المختلفة منذ سنوات طويلة ، عاكسا الجفاف العلمي والمعرفي والتحليلي الذي اصاب هذه المنطقة المنكوبة ، لذا يمكنك وبكل بساطة توقع ما سيقوله الخبير او المحلل السياسي او المفكر العربي قبل ان يفتح فمه ويبدا بالكلام ، وبرغم ذلك لا يعني ما سبق ، بالقطع القفز علي جذور واساسيات الفكرة او الموضوع ، بما في ذلك البناء التدريجي لهذه الجذور ، والتي يمكن من خلالها الوصول الي نتائج جديدة في التناول والتحليل ، علي نفس المعطيات القديمة والمتدوالة تاريخيا. علي اي الأحوال ساحاول قدر الامكان جمع بعض شتات الموضوعات الرئيسية ، التي إختص بها هذا التنظيم منذ ولادته في عشرينات القرن الماضي ، وفي هذا السياق يهمني الاشارة الي ان الكتابة حول جماعة الاخوان المسلمين، في هذا التوقيت هي من قبيل التأمل في مجمل تجارب التيارات السياسية الاساسية التي كانت دوما تشكل رقما رئيسيا في اللعبة السياسية ، وعلي غرار سلسة المسألة الناصرية التي كتبت فيها ثلاث مقالات، وفي المستقبل ساقوم بالكتابة حول تجربة اليسار والاحزاب الشيوعية ، ودوافعي في الكتابة حول جماعة الاخوان لا تمت بصلة ولا تتنمي بالمرة الي خندق العسكر وزفة الإعلاميين الكسبة والانتهازين الذين يسترزقون ويتعايشون علي ما تركته جماعة الاخوان المهزومة الأن هزيمة لم تتحدد لها ملامح قاطعة وهي تشهد بدموع مكلومة قادتها يتساقطون لا قداسة قانونية او شخصية لأحد منهم وبدت قطعانهم تتأوه بالآلام التي لم تعهدها تاريخيا ولم تتأثر بها نرجسية تعايشوا معها وتعايشت معهم منذ النشأة ومنذ البدايات القوية صانعة نبضا يسمعه البعض ولايأبه بما طرأ عليه من الخفوت الذي يشبه خفوت الموت للثعالب وهي تتخفى لاعبة دور من تموت امام صياد غير محترف لتنهض من جديد في زمن جديد بعد ان اعتقد الصياد و البسطاء بانها قد اصبحت جيفة وجثة لن تعود اليها الحياة مرة اخرى ، وأخيرا ربما يجب وينبغي وضع بعض الافكار والاسئلة الرئيسية في هذه السلسلة ، التي قد تمتد لوقت غير قصير بسبب البحث المضني في تاريخ هذه الجماعة ، ربما قد يساعدني ذلك علي الإمساك بتلابيب الموضوع دون الخروج أوالشطط بعيدا عنه ، او ربما يضع عليّ التزاما بهذه الافكار وعدم الخروج عليها، وربما ثالثا ولعدم تكرار ما ورد في مقالات ودراسات سابقة حول هذه الجماعة ، وبناء عليه اتصور المحددات الموضوعية في هذا الشأن علي النحو التالي:-
1- جماعة الاخوان المسلمين نجاح الانشار وفشل المسار
2- جماعة الاخوان المسلمين السقوط الكبير – فصيل سياسي بأكذوبة دينية
3- الاخوان المسلمين مؤامرة التأسيس أم تأسيس المؤامرة
4- جماعة الاخوان المسلمين بين الدين والوطن
5- الجماعة في ميزان العلم التجريبي والنظريات السياسية
6- استاذية العالم / حروب حضارية وثقافية ممتده
7- جماعة الاخوان المسلمين ماضي الفكرة وحاضر التجربة
8- خاتمة غير تقليدية
السقوط في فخ تعريف الجماعة
تعريف جماعة الاخوان المسلمين بانهم حركة اسلامية وفصيل ديني يذكرني بأسم رواية سعد مكاوي السائرون نياما والدلالة هنا في اسم الرواية وليس مضمونها ، للتعبيرعن الرواية التاريخية المتوارثة لهذه الجماعة ومن ثم سقوطنا جميعا في فخ تعريف جماعة الاخوان المسلمين وتصنيفها ، بوصفها حركة اسلامية وجماعة دينية ، فمنذ 1928 وجميع الأدبيات تقوم بلا شكية منقطعة النظير في أدينة ( جعلها دينية) هذه الجماعة ، واعتبارها حركةً إسلامية ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله بوصفها فصيل ديني يعمل علي إنفاذ وتطبيق الشريعة الإسلامية ، وكأنها من بديهيات سوسولوجيا الجماعة أو النتائج المنطقية لمقدمات موروثة بلا جدال، ربطت بشكل عضوي بين الاسلام والشريعة من ناحية وبين هذه الجماعة من ناحية اخري ، وخلت الساحة المعرفية تماما من أية محاولة بحثية جادة ، تقدم تعريفا يعكس جوهر وحقيقة وأصل هذا التنظيم الذي لا يربطه بالاسلام سوي الاسم فقط ، لانها وببساطة هي جماعة سياسية بامتياز ، ولا تملك من ناصية الدين غير الشعار العام ، الذي لا يعكس التزاما مبدئيا او حتي اخلاقيا أوايدلوجيا لسلوك واداء ومواقف هذه الجماعة ، وكأن كل التعريفات خلال 92 عاما ، نهلت من بعضها البعض كالسائرين نياما تعاطيا مع هذا التنظيم بوصفة يمثل الاسلام والشريعة ، وفي هذا الاطار ترواحت عشرات التعريفات الخاصة بجماعة الاخوان المسلمين وماهيتهم وتاريخهم ونشأتهم ، وفق الاتجاه الفكري والسياسي والأيدلوجي لكل قائم بهذا التعريف ، لكنها في مجملها تحمل بما في ذلك المؤيد والمعارض هذا الارث التاريخي الجماعة التي تمثل الاسلام السياسي والتي تمثل ظل الله علي الارض ، دون تحديد دقيق لما يعنيه مصطلح الاسلام السياسي علي وجه الدقة ( ماذا يعني الاسلام السياسي؟؟؟) ، وقلما تجد تعريفا حياديا اكاديميا يقتصر علي توصيف الظاهرة بمعزل عن المرجعية الثقافية والفكرية للمعرف او للباحث ، فبينما يعرفرفون هم انفسهم من خلال الموقع الرسمي للجماعة ، بانها هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة". ... حركةً إسلامية ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله،
نجد الكاتب ابراهيم غرايبة في موقع حفريات ، ، يري ان الجماعة هي عبارة عن أخوية اسلامية اقتبست نظام الأخويات المسيحية التي انتشرت في عالم المسيحية في الغرب ، وكذلك الأخويات التاريخية الإسلامية والمسيحية مثل الجماعة الإسلامية في مرحلة حسن الصباح وجماعة فرسان الهيكل المسيحية والجمعيات الماسونية، وفي اثناء البحث عن تعريف لهذا التنظيم هناك عشرات التعريفات التي تربطهم بالماسونية والسلفية والاصولية والوهابية لكنها جميعا اتفقت علي انها جماعة دينية او حركة اسلامية وهذا هو الفخ التاريخي الذي سقطنا فيه مؤيدين ومعارضين ، وبعد فشل الجماعة في حكم الدولة المصرية وصراعها مع العسكر ومواجهتها المتطرفة احيانا مع قطاعات واسعة من الشعب المصري والدولة 2012- 2013 شاع وساد تعريف الجماعة بوصفها جماعة ارهابية في الأوساط القانونية والاعلامية والسياسية ، حتي قامت حكومات عدد من الدول العربية ودول اخري بتعريف الجماعة بوصفها جماعة ارهابية ايضا ، لكن في ظني ان جميع هذه التعريفات كلها وجميعها انزلقت في فخ ربط الجماعة بالاسلام ، وانطلقت من رؤيتها للجماعة بوصفها جماعة دينية او اسلامية ، والمسالة في حقيقة الأمر ليست كذلك ، فتعريف هذه الجماعة من جانبي المتواضع هو تنظيم سياسي بامتياز يقدس مصالحه السياسية والاقتصادية والتنظيمية ويقدم هيكل التنظيم والولاء المطلق لأعضائه والانتماء اللامحدود للجماعة وخلايا وقواعد التنظيم بدءاً من اعضاء مكتب الارشاد ومروراً بمسئولي المناطق والادرات وانتهاء بالشعبة والأسرة فوق اعتبارات العقيدة والايدلوجيا والدين ويعتمد الطاعة العمياء للمسئول الأعلي في غياب أي مضمون وخط وبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي متماسك وناجع وفي ظل شعارات دينية عامة وفضفاضة لكسب الجماهير والمؤيدين ولاضفاء طابع القداسة علي الاداء العام للجماعة دون اي وجود حقيقي لمرجعية دينية او عقائدية ، ، فهذا التنظيم مثله مثل باقي التنظيمات السياسية التي تعمل في الساحة السياسية وفق ادوات العمل الحزبي والسياسي المتوافرة ، وفي ظل المناخ السياسي المتاح ليست هناك ثمة فارق بين هذا التنظيم وباقي التنظيمات السياسية الأخرى ،غير انه يرفع شعارات عامة لإجبار اعضائه ومؤيديه علي الطاعة الالهية العمياء ، وعلي الجانب الاخر ومن الناحية العملية هذه الشعارات لا تشكل اي فوارق في الاداء التنظيمي او الجماهيري ، فهم يتشاركون في الانتخابات العصرية بكافة صورها نقابية وبرلمانية ورئاسية ، ويتبعون تكتيكات واستراتجيات حداثية للمارسة السياسية المعاصرة ، ويعملون في اطار تنظيم حديدي وهيراركي وفق نظامهم الاساسي والذي يتناقض مع الشريعة الاسلامية في بنيته وهيكله ويمارسون المرواغة السياسية والكذب والانتهازية والبراجماتية والميكافلية والتقية وفق كل النظم والاشكال المعاصرة لهذا المعطي السياسي وفي حالة من التناقض الرئيسي مع تعاليم الاسلام وشروحاته.
ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين
تلقيت في عام 2004 دعوة من السفارة الأمريكية بالقاهرة ، مع عدد كبير من المثقفين والحقوقيين المصريين ، لمناقشة المبادرة التي طرحتها جماعة الاخوان المسلمين في هذا العام ، بعنوان مبادرة الاخوان المسلمين للاصلاح السياسي ، والموقعة باسم المرشد العام محمد مهدي عاكف في 3 مارس 2004 ، وقد اعلن عنها في مؤتمر صحفي كبير لمرشد الجماعة ، وذلك في توقيت شهد اكثر من مبادرة في الحراك السياسي العام ، حيث ترجع اهمية الوثيقة الي انها من ضمن الوثائق القليلة جدا المكتوبة ، والتي تعبر عن برنامج شامل وتفصيلي للجماعة ، وتتضمن التفاصيل الخاصة برؤيتهم للاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعة والثقافية للدولة المصرية ، قرأت الوثيقة وللوهلة الاولي والانطباع الاول والسريع جدا ادركت انه لا توجد علاقة بين هذه الوثيقة وشعارات واهداف الجماعة وبالشريعة الاسلامية وبشعار الاسلام هو الحل ، فاذا حذفنا اسم الجماعة والمقدمة الانشائية التي تشير الي المرجعية الاسلامية للجماعة وتوقيع المرشد في نهاية الوثيقة لاعتبرنا انها وثيقة لتيار او حزب علماني مدني عصري حداثي ، فالوثيقة في كل المواقع والمجالات طرحت برنامجا اصلاحيا علمانيا بامتياز، كما هي مواقف الاحزاب العلمانية والمدنية، لكن دعني اشير الي ثلاث مواقع هامة ومفصلية في مرجعيات وثقافة هذه الجماعة ، اتخذت موقفا مناقضا للمزاعم التاريخية للجماعة وشعارها الفضفاض العام الذي يمثل فزاعة للمحيط السياسي والحركي ، وتحديدا في موضوعات ومجالات المرأة والأقباط والاقتصاد ، فلقد تم التخلي تماما حتي عن عمومية هذه الشعارات الاساسية التي تمايزت بها هذه الجماعة عن غيرها من الاتجاهات السياسية ، ففي الاقتصاد لم يتم الاشارة مثلا في هذه المبادرة الي فوائد البنوك باعتبارها القضية الاساسية والمحورية في الاقتصاد الاسلامي علي حد زعمهم ، وفي قضية المراة تم التأكيد التام علي المساوة بين الرجل والمراة ، وأحقية المرأة في الانتخاب والترشح للمجالس النيابية والوظائف العامة ، وهو ما يعد تناقضا اساسيا مع بديهيات الاسلام ، وموقع المرأة فيه ،وكذلك الاقباط فلقد اقرت الوثيقة بالمساوة الكاملة بين الاقباط والمسلمين مدعية بأن لهم مالنا وعليهم ما علينا ، دون الاشارة الي مفهوم الجزية او افضلية المسلمين في ظل الحكم الاسلامي على الاقباط ، وهي قاعدة اساسية في العقيدة الاسلامية ، وفي هذا السياق اود العودة الي ما أشرت اليه في مقدمة المقال ، وهو التية السياسي والفكري الذي تأخذك اليه هذه الجماعة والمتعلقة بالتناقض الفج بين ماهو حداثي وبين ما يزعمون هم انفسهم حول تمسكهم بالشرع ، فلا يمكنك وانت تبحث في موقف الجماعة من بعض القضايا ان تجد موقفا منضبطا ، لا سيما في قضايا علاقة المسلمين بالفرق الاخري , ممثلة في الاقباط والمرأة ، فتجد بعضاً من مفكريهم مثل الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري والشيخ يوسف القرضاوي ، يلتفون علي مفهوم أهل الذمة وهم يتعاطون معه باعتباره معطىً تاريخياً ، لا مبرر له الآن وانه تصنيف سياسي لكنه ليس شرعا او شريعة ، بينما يري اخرون منهم وهم من ابرز مفكريهم ايضا بان عليهم دفع الجزية لحمايتهم وعدم توليهم الولاية العامة او المناصب العليا خاصة في الاقتصاد والجيش، كما صرح بذلك وبوضوح شديد المرشد السابق مصطفي مشهور في تصريحاته لجريدة المصري اليوم ، وبهذا المعني انت في قلب التيه الفكري والعقائدي للجماعة فالترواح بين الموقف التقليدي المتمثل في ان الاقباط اهل ذمة وان عقد الذمة هو اساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم في الدولة الاسلامية ، والموقف الاخر الذي يري ان الاقباط مواطنون لهم ما لنا وعليهم ما علينا حتى تمتد مساحات التأويل لتغدو منضبطة متوافقة مع المصالح السياسية والاقتصادية المختبئة فيه هذه الجماعة ويظهرون بوضوح كتيار سياسي شرس مستعد للقتل واغتصاب ارادة امة من اجل السلطة ، وبطبيعة الحال تجاهلت هذه الدعوة لسببين ، الاول هو ادراكي التام لانتهازية وبراجماتية هذا التيار الذي قدم هذه المبادرة في اطار كسب القوى الدولية التي كانت تروج لمبادرة الشرق الاوسط الكبير في ذلك الوقت ، وكانت تضع للقوى الاسلامية حساباً في هذه المبادرة ، وايضا في مواجهة نظام مبارك ، ولكسب التيارات السياسية المدنية الاخري من ناحية ثانية ، ولطمأنه الفئات التي تخشي وصول هذا التيار الي الحكم ممثلين في المراة وفي والاقباط من ناحية ثالثة، السبب الثاني وهو ادراكي ايضا بأن هذه المبادرة قد أحالت جماعة الاخوان المسلمين من كونهم اخوان ومسلمون هدفهم الحكم بشرع الله والاسلام كما يزعمون ، بصفته مكونا اساسيا على المستوى النظري وعلى مستوى الممارسة ايضا الى ان تتبدى صورتهم امام المجتمع المحلي والدولي ، تياراً مدنياً يطرح برنامجا للاصلاح منزوع الدين والشرع والشريعة حتى لا يمت للاسلام بصلة ، محتمين في تبرير هذا النكوص والتراجع الديني بمبدأ ديني ايضا وهو منهج يجيزه الدين وهو "التقية "، والذي يفسره البعض حتى من المتخصصين بأنه الكذب المؤقت لحين الاستيلاء علي السلطة ، ووفق المقولة الشهيرة للمؤسس حسن البنا ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين لتبرئة الجماعة من قتلة الخازندار ، وهم بهذه المبادرة قد اصبحوا بالفعل ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين وهم تحت هذا المعنى والموقف تنظيم سياسي يسعي الي السلطة بمبادرة لا تتفق وقواعد الاسلام والشريعة من حيث المضمون وباتباع اساليب وآليات التنظيمات السياسية المعاصرة والتي لا تمت للاسلام والدين بصلة ايضا ، وفي يقيني ايضا ان الجماعة تخلت تماما عن هذه المبادرة عندما وصلت الي حكم الدولة المصرية برئاسة الدكتور محمد مرسي لم ترد كلمة واحدة حول هذه المبادرة ، لا علي لسان رئيس الجمهورية او أي من المسئولين في ذلك التوقيت ، بل الاكثر غرابة من ذلك انني بحثت عن الوثيقة في كل مواقع الجماعة علي الانترنت ولم اجدها فلقد اختفت تماما وظني انهم بالفعل تبرؤا او تنصلوا منها في السنوات اللاحقة لعام 2004.
المقال القادم جماعة الاخوان المسلمين السقوط الكبير –فصيل سياسي باكذوبة دينية - فروع الخارج متاهة التفكك والانهيار

كندا / 10 سبتمبر 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran