الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاسخارت والسيستاني

صادق جبار حسين

2020 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين فينة وأخرى نسمع عن زيارة ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت للمرجع علي السيستاني وتخرج بعد لقاءءها به لتصرح عن دور السيستاني المهم في العراق والعملية السياسية لتي لولاه لنفرط عقدها
فما هي تلك العلاقة التي تربط ممثلة منظمة عالمية مع رجل دين ليس له أي منصب سياسي سوى انه زعيم طائفه دينية والاحرى بها زيارة مسؤول في الحكومة العراقية بدل من التوجه الى هكذا شخصية تعمل منذ احتلال العراق من قبل القوات الامريكية عام 2003 على ترسيخ الاحتلال الإيراني ونفوذه في العراق •
فقد تكررت زيارات ممثلة الأمم المتحدة لمكتب السيستاني في النجف لاكثر من مرة ، وتصريحاتها التي تشيد بها بدور السيستاني المهم بالنسبة للعراق واستقراره وازدهاره كما لو انه اهم شخصيه في العراق ولا يوجد احد اخر غيره تلتقي به هذه الممثلة التي تظهر بعد كل لقاء لتصرح بما جرى بينهما من تباحث في الأمور التي ليس من اختصاص السيستاني وليس لها الحق في التدخل بها لانها شؤون دولة ذات سيادة ، وكما هي العادة في كل مرة دون ان يظهر السيستاني او متحدث بالنيابه عنه ليصرح بشىء عن ذلك القاء الذي دار بين ممثلة الأمم المتحدة والسيستاني او يظهر هو بشخصه او لقطات متلفزة او حتى مصوره له ، كما لو ان اخذ صور له يعد انتهاك لحرمته او قدسيته •
اذا ما هو دور السيستاني وهو الذي يصرح نوابه ووكلائه واتباعه بانه لا شأن له بالسياسه لكي تزوره هكذا شخصيه عالمية تمثل ارفع منظمة عالمية ولها وزنها وثقلها الدولي ؟
لكي تصرح في كل مرة عقب لقائها بالسيستاني وعلى لسانه نقاط لاتصدر الا عن شخص له ثقل سياسي كبير
فقد صرحت يوم الاحد 13 / 9/2020 في احدث لقاء لها على نقاط مهمه في الشأن العراقي وتقرير مصيره
-المرجع السيستاني اكد أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد
-المرجع السيستاني يشجع المواطنين على الاشتراك في الانتخابات بصورة واسعة
-التأخير في إجراء الانتخابات أو اجرائها بصورة غير مستوفية الشروط اللازمة لانجاحها له مخاطر كبيرة
-المرجع السيستاني يدعو الحكومة إلى المضي في مقدراتها لفرض هيبة الدولة وسحب السلاح غير المرخص
-المرجع السيستاني يدعو الحكومة إلى السيطرة على المنافذ الحدودية
-المرجع السيستاني يدعو الحكومة لفتح ملفات الفساد الكبيرة في البلد لمحاسبة الفاسدين

هذا بالإضافة الى البيان الذي تمخض عنه الاجتماع
حيث أعلن مكتب المرجع الديني الاعلى علي السيستاني ، يوم الأحد13/9/ 2020 نتائج اجتماع المرجع الأعلى بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت
وفيما يلي نص البيان
استقبال سماحة السيد (دام ظلّه) الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
استقبل سماحة السيد السيستاني (دام ظله) قبل ظهر اليوم السيدة جينين هينيس- بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وأشار سماحته خلال اللقاء الى مواقفه في عدد من القضايا المهمة وهي
أولاً: إن الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في العام القادم تحظى بأهمية بالغة، ويجب أن توفر لها الشروط الضرورية التي تضفي على نتائجها درجة عالية من المصداقية، ليتشجع المواطنون على المشاركة فيها بصورة واسعة. ولهذا الغرض لا بد من أن تجرى وفق قانون عادل ومنصف بعيداً عن المصالح الخاصة لبعض الكتل والأطراف السياسية ، كما لا بد من أن تراعى النزاهة والشفافية في مختلف مراحل اجرائها، ويتم الاشراف والرقابة عليها بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة.
إن الانتخابات المبكرة ليست هدفاً بحد ذاتها، وإنما هي المسار السلمي الصحيح للخروج من المأزق الراهن الذي يعاني منه البلد نتيجة لتراكم أزماته سياسياً واقتصادياً وأمنياً وصحياً وخدمياً وغير ذلك. فلا بد من أن تتاح الفرصة للمواطنين بأن يجددوا النظر في خياراتهم السياسية وينتخبوا بكل حرية وبعيداً عن أي ضغط من هنا أو هناك ممثليهم في مجلس النواب القادم، ليكون مؤهلاً للعمل باتجاه حلّ المشاكل والأزمات •
إن مزيداً من التأخير في اجراء الانتخابات أو اجراءها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين سيؤدي الى تعميق مشاكل البلد والوصول ـ لا سمح الله ـ الى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه ، وستندم عليه جميع الأطراف المعنية الممسكة بزمام السلطة في الوقت الحاضر•
ثانياً: إن الحكومة الراهنة مدعوة الى الاستمرار والمضي بحزم وقوة في الخطوات التي اتخذتها في سبيل تطبيق العدالة الاجتماعية، والسيطرة على المنافذ الحدودية، وتحسين أداء القوات الأمنية بحيث تتسم بدرجة عالية من الانضباط والمهنية، وفرض هيبة الدولة وسحب السلاح غير المرخص فيه، وعدم السماح بتقسيم مناطق من البلد الى مقاطعات تتحكم بها مجاميع معينة بقوة السلاح تحت عناوين مختلفة بعيداً عن تطبيق القوانين النافذة •
والحكومة مدعوة أيضاً الى اتخاذ خطوات جادة واستثنائية لمكافحة الفساد وفتح الملفات الكبرى بهذا الشأن حسب الإجراءات القانونية، بعيداً عن أي انتقائية، لينال كل فاسد جزاءه العادل وتسترجع منه حقوق الشعب مهما كان موقعه وأياً كان داعموه •
كما أنها مطالبة بالعمل بكل جدية للكشف عن كل من مارسوا اعمالاً إجرامية من قتل أو جرح أو غير ذلك بحق المتظاهرين أو القوات الأمنية أو المواطنين الأبرياء، أو قاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، منذ بدء الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح في العام الماضي، ولا سيما الجهات التي قامت بأعمال الخطف أو تقف وراء عمليات الاغتيال الأخيرة •
إن اجراء العدالة بحق كل الذين اقترفوا الجرائم المذكورة سيبقى مطلباً ملحاً لا بد من أن يتحقق في يوم من الأيام وهو الأسلوب الناجع في المنع من تكرارها والردع عن العود الى أمثالها •
ثالثاً: إن الحفاظ على السيادة الوطنية ومنع خرقها وانتهاكها والوقوف بوجه التدخلات الخارجية في شؤون البلد وإبعاد مخاطر التجزئة والتقسيم عنه مسؤولية الجميع، وهو يتطلب موقفاً وطنياً موحداً تجاه عدة قضايا شائكة تمسّ المصالح العليا للعراقيين حاضراً ومستقبلاً، ولا يمكن التوصل اليه في ظل تضارب الأهواء والانسياق وراء المصالح الشخصية أو الحزبية أو المناطقية، فالمطلوب من مختلف الأطراف الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم التفريط لأي ذريعة بسيادة البلد واستقراره واستقلال قراره السياسي •
24/ المحرم الحرام / 1442هجريه
فما هو هذا اللغز الغريب الذي يجمع هكذا شخصيتان متناقضتان
فهذه السيدة الاوربية التي تمثل ارفع منظمة عالمية تصر دائماً على لقاء هذا الشخص الذي ينزوي في احد ازقة النجف القديمة والتي لم تسمع وقع قدمية ولم ترى ظل له منذ عقود ، فتقف امام بيته بعد لقاءها به وتلتقي ببعض الصحفين ومراسلي القنوات الفضائية الذين يمنع دخولهم وتغطيه ذلك الاجتماع لاشبه بالسري ، والذي في كل مرة يظهرون فيه ذات الصورة التي تجمع السيستاني و بلاسخارت مع احد المترجم والتي لم تتغير منذ سنوات ، والتي أصبحت محط سخريه العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي •
فعندما ترى ممثلة الأمم المتحدة وهي ترتدي حجابا أسود كما لو انها احدى السيدات الواتي ياتين للمشايخ من اجل حجاب للرزق او يصلح ما افسدته السنين من علاقه مع زوجها ، وتعتقد بانها لا تعي شياء عن السياسة ودروبها كما هو حال سياسي الصدفه التي ابتلى بها العراق
لكنك تتفاجى بانها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق "جانين هينيس بلاسخارت"، تلك السيدة التي كانت أول وزيرة للدفاع في هولندا خلال الفترة ما بين 2012 / 2017 •
كذلك كانت نائبة في البرلمان الهولندي خلال 2010 -2012 ونائبة في البرلمان الأوروبي بين عامي 2004 -2010 •
فهذا يعني انها سياسية محنكة وتعرف جيد عواقب تصرفاتها ، فمن خلال زياراتها وإعطاء أهمية ودور كبير لرجال الدين الذي يتناقض مع الدولة والحضارة العلمانية التي تنحدر منها والتي ترفض الدعوة الى الحكم الثيوقراطي الذي يضع إدارة أمور الدول والمجتمع في يد رجال الدين •
فلماذا تصرهكذا شخصية بهكذا مركز على زيارة رجل دين عرف عنه ولاءه الى ايران ويعيش في غموض فهو منذ عقود لم يغادر بيته ولم يصلي احد وراءه ولم يقرأ أحدٌ له كتاباً ، ولم يره الناس عياناً وكل ما يعرفوه عنه خطب يلقيها ممثلين عنه ، لا يعرف أحد على وجه اليقين هل هو فعلا كاتبها أو قائلها ، أو أنها قد جاءت من وراء الحدود وفرضت باسمه •
فهل تعلم السيدة بلسخارت أن الأمم المتحدة هي منظمة دولية ، أي منظمة عالمية تتعامل مع الدول ذات السيادة ، وأنها تشترط في تعاملها مع تلك الدول التي تنضم إليها أن تكون ذات سيادة ، وأن تكون معترفاً بها دولياً ، وأن من يمثل تلك الدول أمام منظمة الأمم المتحدة هي الحكومات الشرعية المعترف بها للدول الأعضاء ، وأن الأمم المتحدة ليست منظمة أهلية أو فكرية ، أو خيرية ، أو دينية ، وأنه تعاملها يقتصر مع وزارات الخارجية في حكومات الدول الأعضاء او من ينوب عنها بصفه شرعية تمثل تلك الدولة •
وأن أي نوع تعامل آخر مع أي مؤسسة حكومية أخرى يكون من خلال وزارة الخارجية ، أي جهة رسمية تمثل تلك الدولة وليس اشخاص لا يمثلون جهة رسمية دولية ، فلا يوجد في ميثاق الأمم المتحدة أو نظامها الأساسي أو في القانون الدولي مصطلح اسمه "المرجع الديني الأعلى "
كما يحلو ذكره على لسان السيدة "بلاسخارت" ممثلة تلك المنظمة العالمية التي لا علاقة لها بالشأن الديني ، ولا تعرف بمصطلح "المرجع الديني الأعلى" ولا يوجد في قانونها شيء اسمه "شيعة العراق" ولا "سنة العراق"، ولا "مسيحي العراق" بل هناك مصطلح واحد الا وهو حكومة العراق للمثل الشرعي والقانوني للعراق والشعب العراقي ، وليس اشخاص عاديون سواء متمثل بشخص السيستاني او غيره ممن لا يمثلون الا انفسهم •
فما الذي يدفع الأمم المتحدة لأن تتعامل مع رجل دين مهما تكن منزلته وتعطيه صفة رسمية وتمنحه تمثيل حكومة لها شرعيتها الدولية ، حتى لو كان عالماً كبيراً عند أتباعه فهذه صفة وحالة لا علاقة لها بالسياسة أو بالأمم المتحدة ، فلماذا تصر االأمم المتحدة على ترسيخ سلطة السيستاني على العراق وتعطيه صفة السيادة عليه ، وهو الإيراني الأصيل الذي يخدم مصالح ايران واجنداتها في العراق ؟
فاذا كان الغرب لا يؤيد نظام ولاية الفقيه في إيران ، فلماذا تحرص على إعادة خلق النظام نفسه في العراق من خلال إعطاء الشرعية والسيادة " للمرجع الديني الأعلى"
احاجي غامضه كغموض شخصيه السيستاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في