الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية

جاسم محمد الحافظ

2006 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد رافق حركة تطور المجتمع الانساني وعلاقات الانتاج،اصطفافات، وحراك اجتماعي،اوجب ظهور اشكالا مختلفة من الهيئات والتنظيمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية،لحل التناقضات والتعقيدات الناشئة عن تشابك المصالح بين هذه الاصطفافات الطبقية والاجتماعية، التي اساس تكوينها المادي هو قرب الناس وبعدهم عن ملكية وسائل الانتاج بدآ من الات الصيد البدائية حتى الات الانتاج المؤتمت القائم على منجزات الثورة العلمية الحديثة المتواصلة الاعجاز.
وان من بين هذه الهيئات الاحزاب السياسية، التي تعرف:بانها اتحاد طوعي لمناضلين آثروا على انفسهم ان يتقدموا الشرائح والطبقات الاجتماعية،التي ينتمون اليها او يؤمنون باهدافها.ليعملوا من اجل الوصول الى السلطة السياسية،لخلق افضل الظروف الملائمةلاشباع حاجاتهم الروحية والمادية.
ولقد شهد التاريخ الانساني اشكالا مختلفة من هذه الاحزاب، اختلفت باختلاف مناهجها الفلسفية ومن بينها احزاب الدين السياسي التي يهمنا شان الاسلامية منها لانتشارها في مجتمعاتنا. فلاضير من ظهور تلك الاحزاب مادام ان نشآتها الطبيعية اوجبتها ظروف موضوعية.لكن المشكلة ان تلك الاحزاب لاتقر بوصفها احزابا سياسية تسيس الدين وتستغله لغرض الوصول الى السلطة السياسية، بل انها تضفي على نفسها قدسية وهمية تدعى استمدادها من الدين،وهذه مخادعة كبيرة ومخالفة للواقع الملموس وللاسباب التالية:

1-من البديهي ان يكون لكل حزب نظام داخلي "دستور" يسترشد به في نشاطاته المختلفة في ظروف معينة. ومن البديهي جدا اجراء مراجعة لنصوصه باستمرارلتكييفها وفق المستجدات والمتغيرات المتواصلة.فالاحزاب العلمانية ذات ألبرامج الوضعية اصلا.مستجيبة لذلك تماما وقد يؤدي الجدل الفكري بين اعضائها حول تطوير تلك النصوص اما الى توطيد وحدة الحزب او انشقاقه وبذا يمكن فهم وتبرير تعدد الاحزاب العلمانية ذات الاسس الفلسفية المشتركة، ولكنني لاافهم ولاجد مبررا ماديا ومنطقيا لتعدد الاحزاب التي تدعي بانها اسلامية وان القرآن الكريم هو دستورها الوحيد الا بما هو متفق مع حقيقة كونها احزابا تسيس الدين لاغراض اشرنا اليها فيما سبق خارج اطار عالم الروحانيات المقدس وذلك لعدم جواز المس بانص القراني وتغييره ليشكل هذا التغيير اساسا موضوعيا لاختلاف وتعدد الاحزاب الدينية.
2- لقد اثبتت التجربة الحياتية للمؤمنين في بلادنا ان من يبتغي التفقه بالدين او التعرف على المقف الشرعي من اي قضية تواجه الانسان في حياته ينبغي عليه الاتصال بالمؤسسات والمراجع الدينية والائمة المؤتمنين والوارثين لعلم محمد ابن عبدالله(ص) وليس التوجه الى مقرات احزاب الاسلام السياسي وقيادتها. كما ان واقع الحال والصراعات على النفوذ بين هذه الاحزاب والجرائم التي ارتكبتها اجنحتها العسكرية دون انضباط ديني واخلاقي خلع عنها هالة القدسية التي تريد زورا احاطة نفسها بها لخداع الفقراء واستغفالهم.
3- لقد آثرت غالبية احزاب الاسلام السياسي العراقية التزام الصمت وعدم الرد على كثيرمن الاقاويل المتعلقة بالعقيدة الدينية: واخرها الادعاء بمصاهرة ألأمام المهدي (ع) وتناول الشاي معه ومعرفة خرائط تحركه، وذلك لمقتضيات سياسية محسوبة بدقة لاعلاقة لها بالدين ولا بتصويب القول فيه.لأن ذلك ليس من بين انشغالاتها الرئيسية.
4- اذا ماسلمنا جدلا ان القرآن الكريم دستور تلك الاحزاب ولاتخالف نصوصه القاطعة الدلالات(مثل بقية الكتب السماوية)، فأن ذلك لايستقيم مع ادعائها بأنها احزاب ديموقراطية عصرية تلزم نفسها بشروط وآليات الديموقراطية وتقبل الاخر وتتبادل معة السلطة سلميا.لان الآخرفي المجتمعات المتعددة الاديان والمذاهب والاثنيات والثقافات السياسية ومنها العراق قد لاتلزمه النصوص المقدسة مثل ماتلزم المسلمين ومنهم المؤمنين بالتحديد. وهنا تحدث الاختناقات التي قد تعصف بالتجربة الديموقراطية في بلد خرج للتو من نظام دكتاتوري لم يرث عنه المجتمع العراقي غير القمع والعنف والتطرف.

لذا ينبغي على تلك ألأحزاب نظرا لسعة قاعدتها الجماهيرية في أطار هذه المرحلة السياسية في بلادنا ان تتحلى بالموضوعية للخروج من دائرة الديماغوغية والوهم الزائف بالقدسية لتصبح عاملا أيجابيا في حشد جماهيرها من اجل بناء دولة ديموقراطية تحترم الحريات العامة وتصون حقوق ألأنسان وترسي اسس العدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟