الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية

نزار جاف

2006 / 7 / 5
القضية الكردية


مبادرة السيد نوري المالکي للمصالحة الوطنية مع تلک الاطراف التي"لم تتلطخ يداها بدماء العراقيين"، على الرغم من أنها ولدت مشلولة و أشبه ماتکون بالمسخ، فإنها بعد أن دخلت طور التنفيذ، يبدو إنها ومنذ الوهلة الاولى دخلت غرفة الإنعاش!
هذه المبادرة التي راهنت عليها أطراف عدة قد تکون في مقدمتها الولايات المتحدة الامريکية، سعى رئيس الوزراء العراقي الجديد أن يدشن بها بدايات ولايته و أن يثبت جدارته في التصدي لأهم التحديات التي تواجه الملف العراقي.
السيد المالکي، الذي يرتکز على أرضية دعم جيدة نسبيا من قبل مختلف الاطراف بما فيها واشنطن نفسها، سعت أوساط الائتلاف الشيعي منذ الوهلة الاولى الى تصويره وکأنه سوبرمان أو على الاقل صاحب عصا سحرية بمقدوره إذا هزها يمينا أن ينهي الازمات شمالا و العکس صحيح، لکن الذي حدث هو أن السيد نوري المالکي قد ظهر أکثر ضئالة من تلک الهالة التي أسبغوها عليه، وقد تکون جولته العربية الاخيرة محاولة جادة للخروج من عنق الزجاجة بعد أن کان "الخيار الايراني"هو الغالب في إتجاه التصدي للملفات المختلفة، سيما وإنها بدأت من السعودية التي يظهر أنها غير متحمسة قطعا للنفوذ الايراني الذي يقف مساندا لتعاظم الدور الشيعي في العراق بسياق"غير وطني"بحسب ما تتناقله أوساط مقربة من السعودية، غير أن زيارة السيد المالکي قد يمکن حملها على إنها رسالة موجهة لأطراف"فعالة"داخل "المقاومة"کي تدرک أن مبادرة المالکي تحظى بضمانات إقليـمية"مؤثرة"أيضا.
إلا أن العقبة الکأداء التي ستواجه هذه المبادرة سوف تکون في مفترق"حل الميليشيات"الذي إقترحته تلک الاطراف کحل لامناص منه، وهنا، وأمام قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى لثورة الاسلامية في العراق و الميليشيا التابعة للسيد مقتدى الصدر، إضافة لميليشيات شيعية متفرقة أخرى، يقف السيد نوري المالکي حائرا في أمره، ذلک أن تلک القوتين و لاسيما تلک التي يصطلح على تسميتها بجيش المهدي، هي بمثابة يد إيرانية"تحت الطلب"، وأن قرار حلها سوف يکون من طهران لامن النجف أو مدينة الصدر ببغداد، مما يعني دخول الخيارات و الإحتمالات الدولية في الامر، خصوصا وأن طهران بحاجة ماسة لکل ورقة عراقية تلعبها مع واشنطن.
لکن المشکلة الکبرى التي هي في إنتظار رئيس الوزراء العراقي، تکمن في سعي أطراف"المقاومة" و العديد من الأطراف الشيعية الى وضع قوات البيشمرکة النظامية التي تخضع لمقررات و قوانين مدنية بعيدة کل البعد عن الميليشيا و القوى الشيعية التي تشکلت على خلفية الحرب العراقية الايرانية أو بعد 9 نيسان2003، في نفس السلة التي تتواجد فيها عصابات و جماعات الذبح على الهوية أو الطائفة أو الدين أو العرق، وهو أمر تسعى الکثير من القوى الاقليمية و في طليعتها ترکيا و إيران و سوريا، الى المطالبة المباشرة أو غير المباشرة به"عبر قنواتها المختلفة التابعة لها" لأسباب جيوبوليتيکية معروفة الدوافع و الجذور سلفا.
مبادرة المالکي التي إنطلقت بعد ثلاث زيارات متتابعة لثلاثة أقطاب شيعية لطهران قبل مدة وجيزة نسبيا و زيارة حالية للسيد محمود المشهداني رئيس المجلس الوطني العراقي"المشاع أن إختياره کان بصفقة إيرانية"، تکاد تکون معروفة سياقاتها النهائية التي سستمخض عنها، وقد تکون لعملية وضع أحد قيادي الجبهة الترکمانية الموالية لأنقرة و المعروف بمعاداته لکل شئ کوردي، على رأس لجنة تطبيع الاوضاع في مدينة کرکوک، تأکيد على روح و مضمون نفس السياسة التي کان ينتهجها سلفه الدکتور إبراهيم الجعفري، لکن بفارق جوهري و حساس يکمن في أن فترة المالکي هي فترة"وضع النقاط على الحروف"، بالتأکيد أن طريقة التنقيط التي طفق يطبقها رئيس الوزراء العراقي سوف لاتعجب الشعب الکوردي قبل ساسته و سوف تدعو الى المزيد من أخذ زمام المبادرة من أيدي القادة الکورد سيما لو قبلوا أو سکتوا على مثل تلک الاجراءات التي تنتهي دوما بجعل الکبش الکوردي القربان الوحيد المفضل داخليا و إقليميا لذبحه على ضريح تصافي القلوب و النوايا بين الاخوة الاعداء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم