الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضاءة لحديث - من بدل دينه فأقتلوه -

يوسف يوسف

2020 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أضاءة لحديث " من بدل دينه فأقتلوه "
أستهلال :
الحديث ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ‏‏ : « ‏من بدل دينه فاقتلوه‏ » وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد ‏؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏‏من بدل دينه فاقتلوه » ‏[ ‏رواه الإمام البخاري في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‏]‏ في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل .. / نقل بأختصار موقع الشيخ د . صالح بن فواز الفوزان .
أضاءة :
قد أغني الحديث أعلاه شرحا وتفسيرا وتوضيحا ، ولكني وددت أن أضيف مجرد أضاءة .. وذلك لأني أرى وجود تناقضا في الموروث الأسلامي ! ، فمن ناحية يشهر محمد السيف بوجه من يرتد عن دينه بالحديث القائل ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » ، ومن ناحية أخرى ، يعطي النص القرآني مساحة من حرية الأعتقاد بقوله " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)/ سورة البقرة " ، ومن جانب أخر يصف القرآن / عن الله ، الرسول بوصف بغاية السماحة والرقة والوداعة بقوله " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء " ، هذا الموروث يجعلك أن تقف مشدوها ! ، مستغربا ! متعجبا ! .. من هذه التقاطعات ! ، فكيف أنت رحمة للعالمين وأنت تأمر بقتل المرتد ! ، وكيف تتحدث بلسان الذات الألهية بقولك " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ " ، والانكى من كل ذلك ، يذهب النص القرآني الى أبعد من ذلك ، بموضوع شائك ! ، بقوله { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } / الكهف: 29 ، أي يمنح حرية الأيمان والكفر للفرد ! . التساؤل الذي يبرز هنا عن من يقف وراء كتبة القرآن ، وعن أحاديث الرسول الذي يتكلم بوحي من الله ( وما ينطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى/ النجم : 3 ، 4) ، ليس من المنطق أن يكون كاتب القرآن واحدا ، وحتى لو سلمنا جدلا أن الله قد أنزله على الرسول فكيف التعامل مع هذه التناقضات ! ، أي هل أن الله يناقض نفسه ! .
أرى وجود نهجا مرحليا وفكريا وبنيويا في الموروث الأسلامي ، يختلف وفق الظرف والحدث والواقعة والظرف ! ، بمعني لا توجد وحدة فكرية في النص القرآني ، الأمر الذي أبرز هذا المزيج والخلط بين مجموعة من المبادئ المتضاربة عقائديا وأيمانيا ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يعلن إحباط تهريب وثائق لجماعة الإخوان


.. نعشا اللاعب ديوغو جوتا وشقيقه يغادران الكنيسة بعد قداس الجنا




.. إبراهيم عيسى يسأل: كيف وقف الإخوان ضد المشروع الوطني المصري؟


.. الأردن.. إحباط تهريب وثائق ومستندات من مقر لجماعة الإخوان ال




.. المبعوث الأميركي توماس باراك: لبنان أمام لحظة تاريخية لتجاوز