الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حوار مع جاري حول الأديان. واله الأديان.
فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)
2020 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جاري مصطفى( كتبت عنه سابقا )انسان مسلم معتدل جدا.تربى على العلمانية ويعرف الإسلام من خلال فيلم الرسالة وما تعلمه منذ صغره في الجوامع.يدافع عن إسلامه وعن طائفته السنية بقدر معرفته المتواضعة جدا..ولكنه أيضاً يخاف الخوض في حوار في عمق الدين ،لانه يحس أن هناك إشكالات وتناقضات كثيرة قد تسبب له ترك الدين أو على الأقل اهتزاز انتماءه وشعوره الديني والذي يكفيه حالياً رغم بساطته.جاري يتناول الخمر معي ولا يكترث بأكل ما يسمى, "حلال"…ولكنه يقول لي بين فترة وأخرى إنه يعبد الله الواحد الصمد ،الذي لا شريك له . وان الرسول محمد هو خاتم الأنبياء.وفي نفس الوقت يسمح لي أن أبدي رأي في الأديان وبشريتها…كان لي أن أدخل معه في حوار ،بعد أن ادعى جاري أن الله واحد وإن الإسلام هو تكملة الأديان الابراهيمية …
يدعي جاري إن الله هو نفسه اله المسيحيين واليهود.فالاسلام يكرم أنبياء إسرائيل ويكرم يسوع المسيح وأمه مريم.ولكنهم (اليهود والمسيحيين) ،حرفوا كتبهم .ثم أن محمد من نسل إسماعيل ،اليس هذا كافيا ؟
فقلت له..كل هذا ادعاء فارغ لا قيمة له .هل هناك إثبات مثلاً بأن محمد من نسل إسماعيل ،هل هناك اوراق ووثائق رسمية مثلاً ؟ أنه كلام حشو، ولكن هذه مشكلة الأديان الابراهيمية ،كل واحد منهم يدعي أنه الأصح والاحق من غيره .فيكف بربك يكون هناك اله واحد ولكل واحد كتابه والذي يخالف الآخر ؟؟؟؟؟ دعني اضع النقاط على الحروف حتى تتعرف على حقيقة الكتب المقدسة ،رغم علمي انك لا تبحث ولا تقرأ يا جاري ،عن الأديان شيئا.وهذا ليس غريباً.فمعظم المؤمنين يصدمون عندما يتعرفون على الوجه الأخر والقبيح لدينهم الذي لم يسمعوا عنه ….
هل يعترف اليهود بالمسيح مخلصا لهم ؟ فبينما يعتبره المسيحيين كذلك وبان هناك في التوراة الكثير من التنبؤات، تتنبأ بمجى المسيح .يعتبره اليهود مجدفا على التوراة المقدسة وهو ليس بنبي أو حتى برسول ،فهم ينتظرون المسيح الذي سيجلس على عرش داود الأرضي.اذن المسيح ليس بنبي أو حتى برسول عندهم وتم صلبه كاي متهم ومطلوب للعدالة .وقد حوربت المسيحية واعتبرت فرقة يهودية ضالة تهدد الديانة اليهودية ،بل إن كل يهودي يقول إن يسوع هو المخلص لا يعد يهوديا..هذه حقيقة مطلقة في الإعتقاد اليهودي،فهل الههم واحد ؟
،في العهد الجديد يقول يسوع المسيح"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل"،ولكن الحقيقة أن المسيح نقض الناموس عن بكرة أبيه والغى الشريعة اليهودية الثقيلة، بل ألغى يوم السبت المقدس ،الذي فرضه الله نفسه على شعبه المختار،في وصاياه العشر،فهل الههم واحد ؟ لقد حل العهد الجديد محل العهد القديم ، وهو حقيقة القول افضل أخلاقيا من ذلك العهد الخرافي الدموي ولكن ورغم أنه زعم أنه امتداداً ولكن يعتبره اليهود إهانة لهم ولله يهوه ؟ فهل اللهم واحد ؟ ثم ،لماذا البشر يحملون على ظهورهم خطيئة ادم وحواء؟ اليس هذا فشل لله بدلا أن يحمل البشرعقبة فشله في طرد الشيطان من الجنة ! وعلى فكرة .أن قصة آدم والخلق موجودة في معتقدات أخرى كثيرة سبقت اليهودية….ارجع الى المسيح الذي يقول وبكل وضوح" بانه سيأتي من بعده أنبياء كذبة سيضلون الكثيرين".... إلا يرسم هذا مليون علامة استفهام للمسلمين ؟؟؟؟؟؟ ولكن ورغم ذلك ,ها هو محمد يأتي ويقول إنه من نسل إسماعيل ولا اعرف ما المصدر الموثوق الذي اعتمد عليه ابن إسحاق ،وكيف توصل إلى هكذا معلومات دقيقة ! ويقول ويدعي محمد أيضا بأن أهل الكتاب تنبؤا بمجيئه هو الآخر،وانهم حرفوا كتبهم.ولا اعرف لماذا حرفوا كتبهم وهم لا يعترفون أصلا بمجى نبي عربي ؟ ثم كيف تكون كتبهم هداية ونور وهي في نفس الوقت محرفة ؟ وكم هي نسبة التحريف ؟ سيقولون لك ما يخالف القرآن هو محرف….ولهذا يؤمن المسلمين بأن التوراة والإنجيل كتب محرفة لا تستحق حتى القراءة ،رغم أن القرآن نفسه حرف عشرات المرات وهو الذي لم يكتب في زمن محمد..ثم،لماذا لم يحاول الله نفسه أن يثبت بالأدلة والبراهين أنه قرانه من عنده بدلا من أن ينتظر (موكليه) أن يفعلوا هذا !!!!! لقد أظهر القرآن بشريته في كل صفحة وسورة وآية ،واية التحدي أن ياتؤا بمثله اكبر دليل ،ومحمد لم يكتفي بذلك بل ذهب إلى الادعاء إن الدين عند الله هو الاسلام ،ولا يقبل غيره.لاغيا ورافضا الأديان الاخرى، ،ثم إن الله في القرآن يحرض المؤمنين على الجهاد في سبيله وله الخمس من الغزوات ،ثم يصلي كل يوم على محمد ؟ فهل الههكم واحد ؟؟؟؟؟ ولكن دعني أزيد ،هل اله الإسلام في مكة هو نفسه في المدينة ؟ هل كان يتجرأ على إنزال آيات القتال في مكة ؟هل كان يتجرأ أن يزوج حبيبه محمد بإمرأة ثانية على زوجته خديجة ؟؟؟؟؟؟؟؟ وهكذا تدور الدائرة.كل دين يلغي ويرفض الآخر باسم الهه ثم يدعي أنه تكملة للاخر وأنه الأصح….صراحة. لن تسمع يهوديا يوما يقول لمسيحي أن إلهنا واحد.ولا مسيحيا يقول لمسلم أن إلهنا واحد.اما المسلم فهو يدعي ذلك فقط ،لكون محمد أدعى ذلك فقط .فلا يا جاري ...إلههكم ليس واحد..فقط هولاء الذين يذهبون إلى مؤتمرات حوار الأديان يقولون نفاقا هذا..
وباختصار.الله نفسه لا يعرف ماذا يريد من البشر..خير وفضل شعب على بقية شعوب العالم واختارهم هم فقط.ولكنه رجع وعاقبهم وقسم مملكتهم وعاقب ملوكهم وانبياءهم وكأنه جاهل الغيب ..هولاء الأنبياء الذين أثبتوا أنهم لا يستحقوا ذلك التقديس كلما تفحصنا سيرتهم…. شعبه المختار هو الذي صلب ابنه الحبيب ،الذي جاء ليغفر خطايا البشر من خطيئة آدم . ولكن هل يعرف الهندوسي أو البوذي شيئا عن خطيىة آدم ؟ فكيف سيحاسبهم الله ؟ وهل سيحاسبني القضاء اليوم مثلا ،لان جدي التاسع سرق حفنة فضة ؟ فهل قوانين البشر اعدل من الله ؟ وخذ، خير أمة أخرجت للناس.تغزو وتسلب وتجاهد وتذبح في سبيله...فهل اله هولاء كلهم واحد ؟ ما الحكمة ؟ لا يا صديقي .إلهكم ليس واحد ،والذي يدعي ذلك فهو أما منافق كذاب .أو ساذج لا يفهم الأديان وكيف جاءت وتطورت،وانت من النوع الثاني فلا تنزعج من صراحتي.فانت تعودت أن تسمعني….
** الأديان يا جاري،صناعة وانتاج وتصدير بشري... فرقت البشر وزرعت الكراهية بينهم ،وشوشت أفكارهم وعمت أبصارهم وبلطت الطريق الى سفك الدماء عبر التاريخ ..ولكن الكثير منهم تعلم من تجارب التاريخ إلا الإسلام….
** النص المقدس كان السبب في أول صراع ديني يعرفه التاريخ البشري.دخول ارض كنعان وسفك الدماء...والصراع الديني امتد ويستمر الى يومنا هذا.. فالنص المقدس كان سبب حضور داعش مؤخراً في الساحة،بل أن كل مسلم هو داعش اذا التزم بالنص المقدس،فلماذا تعاتبون داعش ؟
** يسخر المؤمن من خرافة غيره ،ويتناسى أنه هو نفسه يقدس ويدافع ويبرر ويرقع عن مثل تلك الخرافات في دينه…لانك أمنت يا جاري قبل أن تقتنع.ولهذا تقاطعني أحياناً فتقول لي، ولكن علماء الدين قالوا كذا وكذا ،فاقول لك لا يهم ما يقولون هولاء.الاهم ماذا انت تقول !!!!!!!!
** اليهودية عبارة عن خرافات وأساطير الأولين ( بلاد الرافدين ومصر) جمعت ورتبت واضيفت ونقحت وحورت ثم أحاطت بالقدسية لغرض لم شمل العبرانيين.واليوم علماء الآثار والمؤرخين والمفكرين اليهود قبل غيرهم يؤكدون ذلك،لانهم رجحوا العقل على النقل....المسيحية جاءت ثورة على اليهودية ورفعت عن ظهر المؤمن ثقل الشريعة، وجاء المسيح برسالة جميلة وأخلاقية تصادمت مع شريعة اليهود،فرضت رسالته وحوربت افكاره..ولكن وما لبثت أن وقعت المسيحية نفسها في إشكالات طبيعة المسيح والتي قسمت وشطرت الكنيسة إلى طوائف ومذاهب لا تحصى ،واخذت الكنيسة الكاثوليكية على عاتقها قيادة السفينة،حروب وقمع وصراعات دموية قادتها الكنيسة ضد كل من يقف أمامها ،وحتى زرع الفتن والانقسامات في داخل الكنائس الاخرى..الى أن جاءت حركات النهضة في أوروبا،لتعلن أن للكنيسة خطوط حمراء أيضاً..
وهكذا تعلمت المسيحية من تجاربها السلبية السابقة ولكن ليس بدون أن يخلف هذا هزة وشرخ في صلب العقيدة ورد فعل قوي ضد الكنيسة…لقد قالها المهاتما "غاندي" للمسيحيّين،" أُحبّ مسيحكم ولا أُحبّ مسيحيّتكم"...
أما الإسلام،في رأي ،فهو اخطر الأديان على الإنسان والإنسانية.قسم البشر إلى مجموعات... فهذا ظال وهذا مغظوب عليه وهذا نجس وكافر وذلك منافق ، وهذا فاسق وذلك خارج عن الملة وهذا عدو الله ،وذلك للنار خالد فيها وووووووو ...
اما مؤكليه فلا زالوا يخادعون ويراوغون المؤمنين بدين انتهى صلاحيته ،فهل تتوقع خيرا للبشر من دين يأتي من بدو الصحراء...الصراعات الدموية على السلطة على مدى تأريخ الإسلام منذ نشوءه شاهد على ما أقول.. لقد لخص الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب خرافات الإسلام عندما جاء إلى الحجر الأسود ليقبَّله، وقال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُقبلك ما قبَّلتك"...منذ نشوء الإسلام ،والمسلمين في أرجاء العالم، أسرى لتلك الأفكار التي شوشت أفكارهم وعمت أبصارهم عن الحقيقة.نجح محمد في أسر أمة بكاملها والنتيجة كما ترى اليوم ،امة مريضة تتناول الداء اعتقادها أنه الدواء...قبل أيام كنت يا مصطفى تسخر من الشيعة ولكنك تناسيت انك تصدق خرافات البخاري ومسلم وأنك تصدق البراق ومعراج محمد….
** أن نجاح الأديان سيظل ما دام الإنسان يبحث عن ذلك الإله المفقود وما دام الإنسان يعيش تلك الدوامة في مجتمع يتقبل هكذا افكار .انظر إلى نجاح الديانة السيغية.اكثر من 30 مليون مؤمن اليوم .ثم نجاح الديانة البهائية ما يقارب 6 مليون. هذا يعني مقدرة الإنسان إلى اختراع الدين وتقبل الآخر للإيمان به…هكذا كانت والى يومنا ..الدين فرض علينا جميعا بدون إرادتنا ، كما فرضت اسماؤنا.فلو كان جدك في الهند واعتنق الهندوسية لكنت الان تدافع عن تلك الديانة وعن اساطيرها.لان وكما يقول مفكرنا المبدع أحمد القبانجي..ليس فقط العلم في الصغر ،كالنقش على الحجر.بل العقيدة في الصغر ،كالنقش على الحجر...
** عند اصطدام الدين بالعقلانية ،يتنافران ويتجهان الى الإتجاه المعاكس. لكن اليوم،ليس كلامس.فعقولنا لا تتقبل الخرافات والأساطير المقدسة.. لدينا الخيار والسبل في البحث عن الحقيقة وعبور كل الخطوط الحمراء .فكن جري وابحث ،ومن يبحث يجد... وأقولها للجميع..لدي عقل واحد ،اينما اذهب يذهب معي، ليس لي غيره…الا يستحق أن احترمه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي..
نعم للتنوير..لا للتخدير..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تحية للكاتب الكيخوا و للاخ سامي دانيال
فادي بطرس
(
2020 / 9 / 21 - 23:33
)
المقالة حلوة و موضوعية و لكن فيها خلط اوراق و الكاتب يبيع الاخضر بسعر اليابس ، انه يجعل المسيح في نفس الميزان مع محمد، شتان بين هذا و ذاك ، اكيد إله الاديان الثلاثة ليس واحد لا يمكن ان يكون إلمسيح هو نفسه إله محمد انهم على طرفي نقيض و المسيحية كفكرة لا يمكن ان يعترض عليها ألا الشيطان و الذين غرر بهم ، هناك إله الخير و إله الشر و إله الشر هو الشيطان ، الشيطان هو عدو المسيحية و هو نقيض المسيحية و يريد خلط الاوراق و هو بالضبط ما فعله الشيطان عندما وسوس لرسوله نبي الكراهية و اوحى له ان يؤسس دينا جديدا ، الشيطان هو المستفيد من ترسيخ فكرة كل الاديان سواسية ، الشيطان يريد ان يخدع الناس و ان لا يتبعوا المسيح و لا يعرفوا الحق و يبقوا في الظلمة ، خلط الاوراق في المقالة يتجلى في تحميل المسيحية اخطاء الكنيسة و رجال الدين ، القساوسة و البابوات يبقون رجال و لهم اخطاءهم و ليسوا منزلين و المسيح حذر من افعال رجال الدين البشرية ستبقى بحاجة المسيحية كدين اخلاقي يحاول ان تسموا بالانسان الى مصاف الانبياء و يتخلى عن غريزته في الانتقام و يحثه على المغفرة و ان تحب للناس ما تحب لنفسك